واشنطن ـ العرب اليوم
تلعب الأعشاب البحرية الدقيقة دورا مهما في تكوين الثلج داخل السحب، وذلك حسبما أثبتت دراسات جديدة لعلماء.
وأثبت فريق علماء دولي، أن المليمترات القليلة على سطح مياه البحار غنية بإفرازات العوالق النباتية.
وأظهر اختبار، أجراه فريق العلماء، أن هذه المادة الميكروسكوبية يمكنها أن تشكل نواة بللورات الثلج، إذا ما ارتفعت في الغلاف الجوي عبر الأمواج المتلاطمة ورذاذ البحر.
ونقلت دورية ناتشر Nature العلمية عن العلماء قولهم، إنه إذا كانت هذه العملية شائعة جدا، فمن المرجح أن تغير خصائص السحب.
ويمكن أن يغير مدى كثرة أو قلة تكون الثلج من عمر السحب، واحتمال تحولها إلى أمطار، وإمكانية عملها كغطاء يدفئ الغلاف الجوي أو كدرع لامع يعكس أشعة الشمس، ما يعطي أثرا مبردا.
ويقول قائد فريق البحث، الدكتور ثيو ويلسون من جامعة ليدز البريطانية، إن هناك عاملا آخر يجب أن تأخذه النماذج المناخية في الحسبان.
وقال لبي بي سي: "فهمنا لتكون السحب ضئيل للغاية في حقيقة الأمر، نحن بحاجة إلى أن نفهم بشكل أفضل كيفية تكون الثلج، لكي يستطيع واضعو النماذج المناخية محاكاته بشكل أفضل".
زار فريق البحث المنطقة القطبية الشمالية، الواقعة شمال غرب المحيط الأطلنطي وشمال شرق المحيط الهادئ.
واستخدم الباحثون زورقا يتم التحكم فيه عن بعد، للحصول على ملليمترات من الطبقة العليا لهذه المياه، لاكتشاف أي المواد العضوية توجد بها.
وكانت العوالق النباتية موجودة بوضوح، لكن هذه الكائنات الحية، على الرغم من صغرها، إلا أنها كبيرة للغاية مقارنة بإمكانية دفعها لأعلى في السماء.
لكن هذه النباتات تفرز مادة عضوية هلامية يبلغ حجمها حوالي 0.2-0.02 ميكرومترات، وهذا يعني أنها يمكن حملها باتجاه السماء.
ويقول الدكتور ويلسون: "هذه المادة اللزجة ستدخل في جزء من ضباب رذاذ البحر، وسيقوم رذاذ البحر بدفعها إلى أعلى في طبقات الغلاف الجوي".
وأثبت فريق البحث أن هذه الإفرازات يمكن أن تصبح جسيمات، تقوم بتشكيل نواة ثلجية في الغلاف الجوي، أو ما يعرف اختصار بـ (INPs).