واشنطن - العرب اليوم
كشف فلكيون أن تيارات لامعة تفوق قوة ضوء الشمس وصلت إلى الأرض بعد بدء رحلتها قبل حوالي 12.8 مليار سنة بعد الانفجار الكوني الكبير.
وتمكن فريق البحث من "تجميع الضوء المنبعث من فجر الزمان" بواسطة هذه التيارات اللامعة التي تسحب الطاقة من الثقوب السوداء الفائقة وتعود إلى بداية الزمان، والتي تفوق الشمس في التألق بنحو 600 تريليون مرة، حيث انبعثت قبل حوالي 8 مليارات سنة قبل تشكل نظامنا الشمسي.
وتعد ظاهرة "الكوازار" طبيعية، حيث تقرّب المجرات القريبة من الأرض الضوء المنبعث من المسافات البعيدة. واكتشفت الظاهرة في مركز المجرات، حيث تكتسب الطاقة من الثقوب السوداء الهائلة، وتتميز بأنها شديدة التألق وتتفوق على أشد النجوم إشعاعا. ويعتقد أن الكوازار، المسمى "J0439 + 1634"، يسحب الطاقة من ثقب أسود فائق الكتلة في قلب مجرة فتية.
وتمكن تلسكوب "Gemini" في هاواي وتشيلي من التقاط الضوء الساطع، لدراسة الكوازار بتفصيل كبير. وأظهرت التحليلات الأثر المتبقي للمغنيسيوم، ما ساهم في تحديد مدى العودة في الوقت إلى الوراء، وكذلك كتلة الثقب الأسود الذي يمد الكوازار بالطاقة.
وأظهرت النتائج أن الكوازار يقع بعيدا جدا في الزمان والمكان، وذلك عند ظهور أول ضوء من الانفجار الكبير.
وقال الدكتور جيني يانغ، الباحث في جامعة أريزونا: "هذا هو أحد المصادر الأولى للأشعة الصادرة من العصور المظلمة الكونية. وقبل ذلك، لم يتم تشكيل أي نجوم أو أشباه نجوم أو مجرات، حتى ظهرت ظواهر مثل هذه الأشعة في الظلام".
وتشير بيانات تلسكوب "جيمس كلارك ماكسويل" في ماوناكي، هاواي، إلى أن الثقب الأسود لا ينبعث منه الغاز فحسب، بل يمكن أن يؤدي إلى ولادة نجم بمعدلات مذهلة. وبسبب السطوع والمسافة، تقدم نجوم الكوازار لمحة فريدة عن الظروف الشائعة في الكون المبكر.
ومن المتوقع أن تساهم الاكتشافات المستقبلية لأشباه النجوم البعيدة جدا مثل "J0439 + 1634"، في تثقيف علماء الفلك حول البيئة الكيميائية ونمو الثقوب السوداء الضخمة في بدايات الكون.