واشنطن ـ العرب اليوم
على الرغم من تجاوز شعبيتها شعبية عضو مجلس الشيوخ بيرني ساندرز حالياً في الكثير من ولايات التصويت المقبلة، إلا أن فشل وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في الحصول على تأييد النساء، لاسيما الشابات منهن، يعد من أكبر القضايا التي تؤرق حملتها.
فهي المرشحة التي قد تصبح الرئيسة الأميركية الأولى. وتحرص كلينتون كما مؤيدوها على تذكير الناخبين بذلك مراراً، فقد قالت خلال مناظرة هذا الشهر إن "السيناتور ساندرز هو الوحيد الذي يتهمني أنا-امرأة تسعى لتصبح أول رئيسة- بأنني أنتمي للمؤسسة الحزبية"، رغم ذلك فشلت حملتها في تحويل هذا الإنجاز التاريخي المحتمل إلى أصوات.
ففي حين حاز بيرني ساندرز على تأييد 55% من النساء في نيوهامبشر. وصوت 80% من النساء تحت سن الـ29 لساندرز، حظيت كلينتون على تأييد 60% من النساء فوق سن 65. والفجوة بين النساء الأكبر والأصغر سنا هي على المستوى الوطني.
كلينتون بنفسها اعترفت بذلك أثناء فعالية انتخابية تبعت خسارتها في نيوهامبشر قائلة: "أعرف أن لدي المزيد لأعمله لأحظى على التأييد وبالأخص بين فئة الشباب، ورغم أنهم لا يدعمونني الآن إلا أنني سأستمر في دعمهم".
"مكان خاص في جهنم للنساء اللواتي لا يدعمن النساء"
مؤيدات كلينتون من النساء الأكبر سنا في حيرة من أمرهن، ولديهن نظريات مثيرة للجدل حول القضية. إحدى الناشطات العريقات في مجال حقوق النساء جلوريا ستانم قالت إن الشابات يلاحقن بينري ساندرز لأنهن يردن لقاء الشباب أثناء فعالياته الانتخابية، ما اضطرها لاحقاً إلى الاعتذار عن هذا التصريح.
أما وزيرة الخارجية السابقة ماديلين أولبرايت، التي كانت أول وزيرة خارجية أميركية فكانت لها كلمات أقسى، إذ قالت أثناء فعالية انتخابية لكلينتون: "هناك مكان خاص في جهنم للنساء اللواتي لا يدعمن النساء.
وحظيت تلك التصريحات باستنكار شديد من قبل الشابات اللواتي يدعمن ساندرز.
وتعليقاً عليها، قالت إيرين فريث، وهي طالبة في جامعة جورج واشنطن "هذه التصريحات مخيفة، وتوحي بأن الشابات لا يستطعن أن يتخذن قراراتهن وحدهن. أنا لن أصوت لمرشح بناء على الجنس، بل بناء على السياسات".
ويقول المحللون إن هناك اختلافا ما بين الجيل السابق من ناشطات حقوق المرأة- اللواتي اضطررن إلى محاربة التمييز المبرمج ضد النساء- وما بين الجيل الحالي الذي لديه أولويات مختلفة.
حاجة الشابات للأمن الاقتصادي
ايلين كيمارك، وهي من كبار الباحثات في معهد بروكينجز تقول "تفتقد الشابات للأمن الاقتصادي، لديهن صعوبة في الحصول على الوظائف، ويتأخرن في شراء البيوت وفي الاستقرار، وهذه قضايا اقتصادية تؤثر على النساء أكثر من الرجال، ورسالة ساندرز لمعالجة هذه الأزمة أقوى من رسالة كلينتون".
لكن لحملة كلينتون آثار إيجابية على المشاركة السياسية النسائية، حيث تشكل النساء 60% من مجمل المتبرعين لحملتها، أي ضعف المعدل المعتاد من النساء اللواتي يتبرعن عادة للحملات الانتخابية.