العنوسة في السعودية

فوجئ زوج، بعد عقد قرانه، مساء الجمعة، في قرية أبو راكة بالعلا، بطلب والد عروسه، أن يتدبر أموره ويأخذ زوجته بعد أن أعد مأدبة عشاء بسيطة، حضرها من تيسر له الحضور من الأسرتين، من دون أن يقيم تكاليف الزواج التي دائمًا ما تشكل عبئًا على الزوج، إذ يتطلب مقابلها أن يدفع مبالغ باهظة، ابتداء من طباعة بطاقات الزواج، واستئجار قصر أفراح، وإعداد الولائم والحلويات وغيرها التي تتجاوز دائمًا ضعف المهر الذي يدفعه الزوج.

وأكد مأذون الأنكحة في محكمة أبو راكة صالح البلوي، أنّ والد العروس علي بن سالم القويعاني فاجأ الجميع حين طلب من الزوج بعد عقد القِران، أن يأخذ عروسه مشترطًا عليه أن يقتصر زواجه في المنزل على حضور الموجودين، داعيًا أولياء الأمور إلى أن يحذوا حذوه، موضحًا: "زوجت ابنتي على سنة الله ورسوله من مبدأ "أقلهن مهورًا أكثرهن بركة"، بعد دفع مهر 20 ألف ريال فقط، والحمد لله هذه الابنة الثالثة التي أزوجها وفق هذه الطريقة".

وأضاف: "أنا أدرك أنّ المبالغ التي يدفعها الزوج لإعداد حفل زواجه مع زوجته أحق بها، تنظيم حفلات الزواج لا تقتصر تكاليفه على الأسرتين فقط؛ بل تصل أيضًا إلى الآخرين من الجيران والمعارف، إذ يضطرون لأجل الحضور شراء ملابس لأسرهم، فضلًا عن تقديم المعونة والهدايا، وإنني أطالب أولياء الأمور أن يتقوا الله في بناتهم، وأن يكون الفيصل في قبول زواج من يتقدم لهن أنّ الذي "ترضون دينه وخلقه فزوجوه".

يذكر أنّ تكاليف الزواج غالبًا، ما تكون عائقًا أمام الشباب، الأمر الذي ارتفع معه نسبة العنوسة، حيث كشفت دراسة سعودية صدرت أخيرًا، عن ارتفاع نسبة العنوسة في المملكة، خلال العام الجاري إلى أربعة ملايين فتاة، مقارنة مع قرابة 1.5 مليون فتاة في عام 2010.