القاهرة - العرب اليوم
أكدت الإعلامية الفلسطينية حنان المصري على ضرورة وضع خطط إعلامية استراتيجية مشتركة لمواجهة كل أشكال التطرف غير المبررة التي تستهدف المدنيين، وتعزيز ثقافة التسامح وتفهم الآخر وإنشاء مراكز أبحاث عربية مشتركة لوضع خطط لمواجهة الإرهاب المنظم، والتركيز على إظهار الوجه الحضاري والراقي للأمة العربية.
وقالت المصري - في الجلسة الثانية لمؤتمر دور الإعلام في دعم المجتمع الفلسطيني الذي ينظمه الأهرام اليوم /الأربعاء/ - والتي أدارها الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية: إن من يفقد كل يوم جزءا من إنسانيته وكرامته، ربما يصل لمرحلة لا يخشى فيها أن يخسر حياته، مؤكدة أن التطرف مصطلح أضحى يثير الرعب في قلوب سامعيه، ولو فكرنا في تعريفه قد نختلف في التوصيف، لأن تفسيره معقد، إضافة إلى أن أوروبا وأمريكا وكأنهما توحدتا بقرار عدم تعريفه وتركه فضفاضاً بما يتناسب ويخدم مصالحهما.
وأعربت عن أسفها بعد أن استطاعت جماعات التطرف تبرير سلوكياتها الإجرامية لدى شرائح واسعة من المجتمع، كما استطاعت إضفاء نوع من الشرعية على نشاطها، وأعتقد أنه علينا الإقرار بالنجاحات التي حققها المتطرفون في اجتذاب أعداد كبيرة من الشباب ليكونوا عناصر فاعلة في تنفيذ أنشطتهم الإجرامية، مستغلة بشكل كبير أدوات الاتصال الحديث.
ودعت إلى تعزيز العلاقات بين الإعلام الفلسطيني والمصري وتبادل الزيارات وانتداب أساتذة إعلام للتدريس في جامعات غزة وعقد مؤتمرات وندوات مشتركة وتنظيم دورات تدريبية لصحافيين من غزة في مصر ومنح فرص تدريب لخريجي الإعلام في وسائل إعلام مصرية.
وتحدثت عن غزة بالتحديد، وقالت "ذلك القطاع الساحلي الصغير في فلسطين، عشر سنوات عجاف مضت على شعبها شهدت غزة خلالها انفلات أفراد سمعنا عن مقتلهم في سوريا والعراق وليبيا خلال تنفيذ بعضهم لعمليات هجومية أو اشتباكات مع أطراف أخرى، نتحدث عن أفراد فقط خلال تلك السنوات ، مع أنه كان من الطبيعي ربما أن تكون أعداد معتنقي الفكر المتطرف، أكبر كنتيجة ربما طبيعية لحالة الظلم والقهر والإحباط والفقر وربما اليأس من غدٍ افضل ، لكن قلة أعداد "المتحولين فكريا" إن دلت على شيء ، فهو أن الشعب الفلسطيني ، يمقت التطرف والتشدد بطبيعته ويناضل كي يحافظ على إنسانيته والتزامه الديني المعتدل.
وأكدت أن ثورة الاتصالات والمعلومات غير مسؤولة عن تمكن تلك المجموعات المتطرفة من تحقيق أهدافها، موضحة أن خطاب التطرف لاقى آذانا واسعة لدى قطاعات واسعة وبالذات فئة الشباب لأسباب مختلفة، قد يكون منها ما ارتبط بالبعد القومي ( كتدخل الغرب العسكري في المنطقة منذ تسعينيات القرن الماضي) أو علاقة الأنظمة السلبية غالباً بمواطنيها ،، وربما غياب العدالة الاجتماعية، أو الأوضاع الاقتصادية المتردية والتي يعاني منها غالبية سكان المنطقة،، ولكن بالنتيجة فالأرضية خصبة أمام تلك الجماعات لالتهام فرائسها وبالذات الشباب.