لندن ـ كاتيا حداد
وصل طاقم "بي بي سي" الرائد إلى مخيمات المهاجرين في كالييه من أجل تصوير واحدة من الحلقات الأكثر إثارة للجدل حتى الآن، وتم تعيين المذيعة والكاتبة الاسكتلندية سالي ماجنوسون لاستضافة حلقة البرنامج في الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية المؤقتة في وسط المخيمات المعروفة باسم "الغابة".
وأعلن الويلزي أليد جونز، الذي يستضيف بصفة منتظمة برامج على شبكة "بي بي سي"، بأنه لن يزور المخيم على أنه سوف يصور مع "آي تي في" بدلًا من ذلك.
وبدأ المنتجون في تصوير الحلقة في وقت سابق من هذا الأسبوع، ولكن قرار التصوير أثار ردود فعل متباينة من النقاد والمهاجرين على حد سواء، حيث تحدث الكاهن الإريتري هاجوس كيسيتي البالغ من العمر (31 عامًا)، والذي يعيش في المخيم ويدير الكنيسة معربًا عن خشيته من أن التصوير في مكان إقامة الشعائر الدينية سوف يعرض حياة أسرته إلى الخطر، مضيفًا بأن المنتجين ليس لديهم تصريح بالتصوير داخل المخيم.
واتهمت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" من قبل بعض النواب والمشاهدين بالخوض في مسالة ذات حساسية سياسية بعد اتخاذ القرار بالتصوير داخل مخيم المهاجرين، كما تم توجيه اتهام إلى دكتاتور شرق أفريقيا بسبب الانتهاكات الممنهجة في مجال حقوق الإنسان، حيث يواجه المسيحيون اضطهادًا في المدينة وتم استهدافهم من جانب القوات الحكومية وخضعوا للتعذيب في الوقت الذي تم فيه تنفيذ حكم الإعدام بحق البعض منهم، وعلى ذلك لا يريد أحد الظهور أمام الكاميرا بحسب ما أوضح كيسيتي واحد ضمن اثنين من كبار الكهنة والذي يقود التجمع في الكنيسة المؤقتة.
وكان السيد كيسيتي الذي تلقي تدريبًا لمدة أربعة أعوام ككاهن وصل إلى أوروبا بعد رحلة محفوفة بالمخاطر عبر أفريقيا إلى ليبيا حيث دفع هو وأصدقاؤه مبالغ مالية كبيرة للمهربين من أجل اصطحابهم إلى إيطاليا حيث قضوا شهرين حتى يصلوا إلى كالييه.
واعترف رجل الدين بأنه يمضي كل ليلة محاولًا الدخول بطريقة غير شرعية إلى بريطانيا، وأراد بأن يستكمل عمله مع الكنيسة بعد الوصول إلى إنجلترا.