دبي - وائل اللبابيدي
قال حسام صيداني، المدير الإقليمي لشركة سيمانتك في منطقة الخليج، إن الإمارات احتلت المرتبة 19 عالمياً في أنشطة تعدين العملات المشفّرة من أراضيها حسب دراسة حديثة للشركة، فيما تزداد في هذه الآونة عمليات اختراق عدد كبير من الأجهزة المتصلة غير المحمية حول العالم بهدف تعدين هذه العملات بشكل فعّال، وهو ما يمثّل مشكلة خطيرة تؤثر على كل من المستهلكين والشركات.
وأكّد صيداني في تصريحات خاصة لـ «البيان الاقتصادي» وجود علاقة وثيقة لأنشطة تعدين العملات المشفّرة التي تتطور بشكل سريع، بالزيادة في قيمة الكثير من العملات المشفّرة، مرجحاً أن يلعب توفر شبكات الإنترنت بسرعات فائقة وزيادة عدد الأجهزة دوراً في هذا الصدد.
ويشكّل تعدين العملات المشفّرة مصدراً لقلق متزايد في العصر الرقمي، بسبب التطور المتزايد في طبيعة الاختراقات التي يقوم بها القراصنة. وبمرور السنوات تتزايد أحجام التهديدات من هذا النوع، بل تزداد طبيعتها من حيث إنها أصبحت أكثر تنوعاً، لا سيما أن المسؤولين عن هذه الهجمات لا يدّخرون جهداً في استكشاف مسارات جديدة لشنّ هجماتهم مع قدراتهم المتطورة في التخفي.
وجاءت الولايات المتحدة بحسب دراسة «سيمانتك» في المركز الأول عالمياً من حيث أنشطة تعدين العملات المشفّرة بنسبة (24.5%)، تلتها اليابان (بنسبة 9.4%) ثم ألمانيا (بنسبة 6.4%)، ثم فرنسا (بنسبة 5.9%)، والمملكة المتحدة (%5.20)، فيما احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الـ 19.
خسائر
وحول الخسائر على مستوى الطاقة الكهربائية عالمياً نتيجة عمليات تعدين العملات المشفّرة، أفاد صيداني: «شهدنا مؤخراً عدداً من الأجهزة التي تعرضت للانصهار نتيجة زيادة استهلاك الكهرباء والطاقة من قراصنة تعدين العملات المشفّرة. ففي الأسبوع الماضي، استعرضنا في «بلاك هات» مثالاً لجهاز موجّه إشارة وصلت درجة حرارته إلى 150 فهرنهايت، وهي الدرجة التي تكفي لطهو بيضة فوق سطح ساخن على درجة خطيرة.
تداعيات
وحول تداعيات عمليات التعدين بالنسبة للشركات، قال صيداني: «لنتصوّر أن مركز بيانات يضم أجهزة ارتفعت درجة حرارتها، فربما لا يكون المركز مجهزاً للتعامل مع أجهزة تصل درجة حرارتها إلى 100 % نتيجة الاستخدام لبضع ثوانٍ. فلم تكن معظم مراكز البيانات مصمّمة للتشغيل عند طاقتها القصوى على مدار الساعة وجميع أيام الأسبوع. إن قراصنة تعدين العملات المشفّرة يلقون بثقلهم على الأجهزة غير المعدّة للتعامل مع هذا النوع من الأحمال، ناهيك عن ارتفاع مخاطر توقف نشاط الشركة.
حجم الأرباح
وحول حجم الأرباح التي يجنيها مجرمو الإنترنت من هجمات تعدين العملات الرقمية المشفرة، قال صيداني: «كلما توفّرت طاقة للحاسوب كلما زادت أرباح القرصان من العملات التي يقوم بتعدينها. ما يعني أن الخوادم القائمة على المنصات السحابية ستكون أكبر قدرة على تعدين العملات أكثر من الحاسوب الشخصي، وهو ما يمتلك بدوره قوة حوسبة أعلى من الهاتف الذكي.
وتستطيع برامج تعدين العملات الرقمية المشفرة القائمة على المتصفحات (التي تقوم بالتعدين عن طريق متصفح الإنترنت) من تعدين سنت واحد كل 24 ساعة، في حين أن برامج التعدين القائمة على الملفات (أي تحميل وتشغيل ملف مخصص على جهاز الحاسوب الخاص بك) تستطيع تعدين ما يساوي 25 سنتاً في اليوم. ويعني ذلك أن 10 آلاف جهاز مصاب بشفرات التعدين (بوتنت) يمكنها تعدين ما تصل قيمته إلى 75 ألف دولار شهرياً. وبطبيعة الحال، يتغير حجم الأموال الناتجة عن التعدين بتغير أسعار العملات الرقمية المشفرة.
سبل الحماية
نصح صيداني بضرورة الحصول على مجموعة برامج أمان قوية للإنترنت تساعد على منع تهديدات هجمات تعدين العملات الرقمية المشفرة، إضافة إلى استخدام برامج الأمان وتعلم المزيد من التفاصيل حول هجمات تعدين العملات الرقمية المشفرة، يمكنك أيضاً تثبيت الإضافات الخاصة بمنع الإعلانات أو ملحقات وقف التعدين على متصفحات الويب للحصول على طبقة إضافية من الحماية، مع وجوب التحديث باستمرار واستخدام كلمات سر قوية، والاعتماد على طريقة المصادقة ذات العاملين.