واشنطن - تونس اليوم
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية نشر قاذفات بعيدة المدى من طراز بي 52 في قواعدها بالشرق الأوسط.وكشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير لها الثلاثاء الماضي، عن استفسار الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من مساعديه خلال اجتماع الخميس الماضي، عن خيارات توجيه ضربة إلى إيران.
وقالت الصحيفة إن ترامب أراد خيارات لتوجيه ضربة عسكرية ضد مواقع إيران الرئيسية الخاصة بالأنشطة النووية خلال الأسابيع المقبلة.وأضافت أن ترامب يرغب بشدة في توجيه ضربة إلى وكلاء إيران في العراق.يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر جديا في توجيه ضربة عسكرية ضد إيران، قبل مغادرته البيت الأبيض رسميًا في شهر يناير المقبل، ما أثار مخاوف دولية من سياساته المتهورة.
وذكرت صحيفة "الجارديان" أن المخاوف من أن ترامب قد يحاول إحداث الفوضى على المسرح العالمي في الأسابيع الأخيرة من ولايته، كانت قائمة على أساس صحيح، وذلك بعد أن سأل ترامب عن خيارات الهجوم على موقع نووي إيراني.من جهتها، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" التي كشفت عن نوايا ترامب، أن كبار المسؤولين نصحوه بعدم توجيه ضربات لمواقع نووية إيرانية محذرين إياه من خطورة نشوب صراع كبير.
وأضافت الصحيفة أن ترامب ربما لم يتخل تماما عن فكرة شن هجمات على إيران أو حلفائها ووكلائها في المنطقة، مثل حزب الله وجماعة الحوثيين.وتزامن الكشف عن خطط ترامب العسكرية، مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي الجديد كريستوفر ميللر أن واشنطن ستخفض وجودها العسكري في العراق وأفغانستان إلى 2500 جندي في كل دولة، متجاهلا مخاوف الانسحاب المفاجئ.
وتأتي الأنباء بعد أيام من إقالة ترامب لوزير دفاعه مارك إسبر، والذي اعترض في وقت سابق على الخروج السريع من أفغانستان، خوفا من تأثيره على محادثات السلام مع طالبان، كما عين ترامب سلسلة من المواليين له في وزارة الدفاع "البنتاجون" ووكالة الأمن القومي.في المقابل، حذر وزير الدفاع الجديد ميللر الموظفين من عدم تنفيذ الأوامر من قبل الإدارة الجديدة، مطالبا إياهم بالتركيز على عملهم.
وأشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن الاضطرابات في السياسة الخارجية والدفاعية تأتي في وقت يرفض فيه ترامب قبول الهزيمة في الانتخابات الرئاسية، ويمنع فريق الرئيس المنتخب جو بايدن من تلقي معلومات استخبارية.في المقابل، تشير التقارير إلى أن ترامب سيعترف بهزيمته في النهاية، لكنه يخطط للترشح للمنصب مرة أخرى في عام 2024، ولذلك يسعى للخروج بمظهر المنتصر والخاسر بالتزوير، مع تنفيذ أكبر قدر ممكن من الوعود التي أطلقها خلال حملته.
ومن بين الوعود التي أطلقها ترامب، كانت تغيير سياسة النظام الإيراني، وبدأ بالفعل هذا النهج بالضغط على طهران عند انسحابه من الاتفاق النووي لعام 2015، كما شدد العقوبات عليها على مدار السنوات القليلة الماضية.علاوة على ذلك، تخطط وزارة الخارجية الأمريكية لإضافة سلسلة أخرى من العقوبات ضد إيران خلال الأسابيع المتبقية لترامب في المنصب.
ويرى المراقبون أن ترامب قد ينفذ عملية سرية ضد إيران أقل خطورة من الضربة العسكرية المباشرة، وعلى عكس السنوات الماضية فلن يضطر إلى تحمل العواقب مع اقتراب رحيله.لكن وسط قلق من حالة الفوضى التي قد تحدثها أي خطوة عسكرية من ترامب ضد إيران، قد يلجأ المسؤولون في وزارة الدفاع لعرقلة خطط رئيسهم ومنعه من اتخاذ أي قرار متهور قبل أيام من رحيله.بدوره، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية إن أي عمل ضد شعب بلاده سيواجه "برد ساحق"، وذلك بعد طلب ترامب من كبار مساعديه الخيارات لمهاجمة مواقع إيرانية.