واشنطن - تونس اليوم
مع الانخفاض الحاد في عدد الركاب بسبب تداعيات جائحة كورونا وغياب الإغاثة الفيدرالية، اقترحت سلطة النقل في منطقة العاصمة واشنطن، على غرار عدد من المدن الأميركية، تخفيض خدمات قطار الأنفاق، بسبب عجز كبير في ميزانياتها التشغيلية.
وتدرس مدن أميركية كبرى، مثل سان فرانسيسكو وشيكاغو وسياتل ودنفر وغيرها، تخفيض خدمات قطارات أنفاقها، بما يتناسب مع المتغيرات الجديدة التي فرضها فيروس كورونا المستجد، وانخفاض عدد الركاب إلى مستويات غير مسبوقة.
وقال المدير العام لمترو واشنطن، بول ويدفيلد، في تصريحات صحفية، الاثنين، إن الميزانية المقترحة لعام 2021 "تشمل إغلاق مترو الأنفاق في الساعة 9 مساء، وإنهاء خدمة عطلة نهاية الأسبوع، وإغلاق 19 محطة وتقليل عدد القطارات"، ما سيؤدي إلى فترات انتظار أطول، إضافة إلى الاستغناء عن عدد كبير من الموظفين.
وأضاف ويدفيلد أن "من الواضح أننا نواجه أزمة ميزانية تاريخية"، وأكد أن البيانات الحالية تظهر عودة 20 إلى 25 في المئة من عدد الركاب المعتاد قبل الجائحة، وبينما من المتوقع أن تزداد الأرقام العام المقبل، فإنها ستبقى أقل بكثير من المستويات المعهودة.
لكن ويدفيلد أوضح أن إضافة المزيد من المساعدات الفيدرالية من الكونغرس قد تساعد في تجنب التخفيضات.
وقالت ميشيل، التي كانت تستعد لصعود المترو من محطة رئيسية في واشنطن، لموقع سكاي نيوز عربية، إن تخفيض ساعات وأيام عمل المترو "أمر فظيع، سيؤثر على عملي وتنقلي داخل العاصمة، لا أدري إن كنت سأستطيع الإنفاق للتنقل بسيارات الأجرة، لا أعرف ماذا سأفعل".
روبرت، أحد مرتادي مترو واشنطن اليوميين، قال لموقع سكاي نيوز عربية، إن مقترح تخفيض خدمات قطار الأنفاق "سخيف، وقد يضطرني إلى تغيير عملي، الذي يعتمد الآن على التنقل بين أحياء العاصمة، لأن وسائل النقل البديلة، مثل أوبر، قد تكلفني معظم ما أجنيه كل يوم".
بينما انتقدت سوزان، التي كانت بانتظار المترو رفقة زوجها، مقترح تخفيض الخدمات، وقالت لموقع سكاي نيوز عربية، إن ذلك "سيصب في مصلحة وسائل النقل الخاصة وسيحرم واشنطن من إحدى أهم مميزاتها وهي المترو، ما سيؤثر على الأعمال والسياحة".
عمدة العاصمة الأميركية، موريل باوزر، وصفت الاقتراح بأنه "مقلق للغاية"، ولكنه يذكر أيضًا لماذا يجب تقديم المزيد من المساعدات الفيدرالية.
وقالت باوزر في تغريدة على تويتر إن من المهم للجميع "بغض النظر عن الحزب أو الأيديولوجية" أن يتعاونوا معًا لمساعدة المترو.
وتراجعت أرقام حركة النقل في جميع أنحاء العالم بعدما أدت عمليات الإغلاق، إلى تخفيض أعداد الموظفين في المكاتب وحثهم على العمل من المنازل، إضافة للقيود بين المدن والبلدان.
وتواجه أنظمة النقل في الولايات المتحدة عجزا عميقا ومستقبلا غير مؤكد، رغم اللقاحات التي تطورها شركات أدوية عالمية، ومن غير الواضح عدد العمال الذين سيعودون إلى مكاتبهم في المدن الكبرى بمجرد انحسار الجائحة، ما قد يترك أثرا دائما على وسائل النقل العامة، بما فيها المترو.