عمان - ايمان يوسف
جسّد الممثل الأردني الشاب مجد عيد، الشخصية التاريخية الأردنية "عودة أبو تايه" في فيلم الثورة العربية الكبرى، الذي عرضته القناة الاردنية الرسمية، بمناسبة مئوية الثورة، ليكون بذلك ثالث ممثل يقوم بأداء هذه الشخصية، وعيد الحاصل على بكالوريوس الصحافة والاعلام، يعمل في مجالي الإذاعة والتمثيل، حيث قام بتجسيد العديد من الأدوار في مسلسلات أ ضردنية محلية.
وقال عيد في حديث إلى "العرب اليوم" عندما تم ابلاغي بقبولي لتجسيد شخصية عودة أبو تايه، في فيلم الثورة العربية، شعرت بالمسؤولية الكبيرة تجاه هذا الدور، إضافة الى الفرحة، لأنها خطوة مهمة، وبنفس الوقت امتحان لقدراتي المهنية، وشهادة أولية من المخرج انني أمتلك المقومات لتجسيد شخصية مهمة".
وأضاف "كون "عودة ابو تايه" شخصية تاريخية أردنية معروفة ومحبوبة، وله دور اساسي مهم، في التاريخ العربي وتاريخ المنطقة بالتحديد، وكان يعتبر بطل زمانه في الحقبة التي عاش بها في الاردن، ولا يوجد مقاطع فيديو أو صور لها، ولرغبتي في معرفة المزيد عن هذه الشخصية التي سأجسدها قرأت كتاب "أعمدة الحكمة السبع، لأجد أن هذه الشخصية قوية وعنيدة ومقاتلة، ولا تعرف التعب والاستسلام، فاكتملت ملامح هذه الشخصية في مخيلتي، وأصبحت قادرًا على تمثيلها، وكنت حريصًا بأن تظهر هذه الشخصية بأحسن صورها وأقربها للواقعية، وبخاصة أن من جسدها قبلي هم أساتذة كبار أمثال انطوني كوين ومنذر رياحة، فكان لا بد أن أقدم مستوى جيدًا، لكي يكون لي بصمتي الخاصة على الشخصية".
وعن عمله في الفن والتمثيل يقول عيد، "إن مجال الاعلام ومجال الفن مميّزين، كونهم مبتعدين عن الروتين في العمل، وكلاهما بحاجة إلى الموهبة للتمييز من خلال العمل في الاعلام، يصبح لدى الشخص معرفة عن توجهات الناس، وما يطرحونه من مواضيع"، موضحا أنه درس الاعلام، ومن خلاله تعرف على كل ما يجري من أحداث محلية وعربية، أما التمثيل فهو موهبته، وهو العمل الوحيد الذي عندما يقوم به يشعر بشعور "اللعب"، فلذا يمكن في يوم من الأيام أن يتفرغ تفرغًا كاملًا للتمثيل.
ويرى الممثل الأردني أن المقاطع الصغيرة للفيديوهات الموجودة على الانترنت الآن كثيرة جدا، في كل لحظة نرى شيئًا جديدًا، لذلك فإن الاتجاه لمشاهدة هذه المقاطع أكثر من مشاهدة الأفلام.
ويرى عيد أن الحياة أصبحت سريعة في كل جوانبها، وبالطبع فإن الفن أحد هذه الجوانب، لا احد يستطيع القول إنه لم يعد هناك متذوقين للفن، ولكن لكل جيل فنه الخاص به، وطريقة معينة ليتلقى هذا الفن بها، وللأسف كل جيل يعتقد أن زمان الفن الذي عاصره وعاشه هو الزمان الذهبي، ويعتبر أي تجديد وتطوير هو تغير للأسوء، مشيرًا إلى أنه في النهاية اللحن الجميل سيبقى جميلا في كل الأزمنة، والصوت الجميل سيبقى جميل وكذلك الأداء التمثيلي، كل شيء يتغير إلا المواهب التي أعطانا الله اياها ستبقى كما هي جميلة، ولذلك سيبقى هناك دائما متذوقين للفن سواء كان سريعًا أو بطيئًا.
ويشدد عيد على أن هناك تحسنًا ملحوظًا في الحركة الفنية الأردنية وما يقدمه جيل الشباب، من وضع بصماته الفنية، لافتا النظر الى أن هناك فيلمًا شبابيًا نافس جائزة الاوسكار "ديب". كما ان هناك ممثلين أردنين أصبحوا نجومًا في العالم العربي.
ويعتبر الممثل الأردني أن مقومات الفنان الناجح، هي الموهبة والحب لهذا العمل، والممارسة المهنية والتواصل الدائم مع الناس، لكي تستطيع أن تعرف ماذا يريدون وتقوم بتجسيده بأعمالك، بالطريقة الأقرب إلى الواقعية، لافتا الى أن الوصول الى القمة والشهرة بسرعة أمر خطير، لأن ذلك سيتطلب المحافظة عليها، وتقديم عمل أقوى للحفاظ على الاستمرارية، "فكيف ستعرف أن تفعل ذلك وأنت لم تجتز الكثير من المراحل بتسلسل، بل قفزة قفزة واحدة وهنا يمكن أن يأثر هذا الامر سلبًا، ويجعلك تترك القمة لغيرك بالسرعة التي وصلت اليها، والناس سرعان ما تنسى الأشخاص، لأنهم أصبحوا كثر، ومواقع التواصل الاجتماعي كلّ يوم تقدم عشرات الأشخاص وآلاف الأفكار الجديدة.
ويؤمن عيد بأن الدخول في عالم التمثيل، يحتاج الى التدريب والإيمان بالعمل، مؤكدا بأن الشهرة يجب أن تأخذ وقتها، والتركيز على الفرص الجيدة التي تتاح لأي فنان.