القاهرة - مصطفى القياس
يعتبر الفنان المصري محمد صبحي واحدًا من كبار الفنانين الذين تبنوا رسائل سامية تجاه المجتمع، دون الإخلال بمعايير الفن الراقي والمضمون الجاذب، فاستطاع تحقيق معادلة صعبة قلما نجح أحد في الوصول إليها.
وقد يُعدّ صبحي من أوائل المحذرين من خطر العشوائيات؛ حيث سعى بشتى السبل لطرحها في المحافل الرسمية والغير الرسمية وقدَّم أبرز الحلول التي تساعد على إنهاء تلك الظاهرة قبل تفشيها وتنامي خطرها، ولذلك أسَّس صبحي مؤسسة "معًا لتطوير العشوائيات" بهدف إقامة مشروع في مدينة السلام، في طريق مصر الإسماعيلية الصحراوي أمام مدرسة نفرتاري الخاصة، يضمّ أول مدينة متكاملة الخدمات لنقل سكان العشوائيات إليها.
وأخيرًا اقترب صبحي من ملامسة حلمه الكبير؛ حيث أكد خلال حديث لـ"مصر اليوم"، أنَّ هذا المشروع الكبير سيكون نموذج يحتذى به في إنشاء المجتمعات العمرانية الجديدة في القاهرة أو في المحافظات الأخرى، مشيرًا إلى أنه يضمّ بجانب المساكن التي تقدر بـ5300 وحدة سكنية، كافة الخدمات اللازمة من مسجد، ومدارس ابتدائي وإعدادي، وتعليم فني ومسرح وسينما، ونوادي ومحال تجارية، ومصانع لتشغيل المنقولين إليها من المناطق العشوائية.
وأضاف صبحي: "الدولة تعمل على تسهيل المعوقات كافة للانتهاء من المشروع، وسيتم اختيار عدد من المناطق العشوائية المقرَّر إزالتها، ونقل سكانها إليها مع تقديم الرعاية اللازمة كافة للارتقاء بالمواطنين، وتعويضهم عن الحياة القاسية التي عانوها مسبقًا".
ويعدّ مشروع مدينة السلام نموذجًا حقيقيًا لعلاج مشكلة العشوائيات, وتبلغ تكلفته 440 مليون جنيه، قامت مؤسسة "معًا لتطوير العشوائيات" بتجميعها من خلال جولة في معظم دول العالم لإقامته دون تحميل الحكومة أيّة أعباء إضافية.
يذكر أنَّ رئيس مجلس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، وعدد من الوزراء والمسؤولين تفقدوا، السبت الماضي، الأعمال الجارية ضمن المرحلة الأولى من المشروع.
وأخيرًا، دعا صبحي المصريين لضرورة التكاتف من أجل النهوض بمصر وإعادة هيكلة الأمور لعودة الاستقرار مرة أخرى، مؤكدًا أهمية الشعوب في إصلاح أحوالها والنهوض بالحالة المجتمعية للوطن.
وفنيًّا، أكد الصبحي أنه لم يستقر بعد على العمل الذي سيعود به لاحقًا للساحة الفنية، مع العلم أنَّ آخر أعماله الفنية كان مسلسل "ونيس والعباد وأحوال البلاد" الذي قدَّمه منذ عام ونصف تقريبًا.