مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

ساعات قليلة وتبدأ فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته التاسعة والثلاثين، بمشاركة 175 فيلما من 53 دولة، لكن دون وجود فيلم مصري يشارك في المسابقة الدولية للمهرجان مما يعكس وجود أزمة حقيقية في صناعة السينما المصرية وضرورة وجود وقفة من السينمائيين وإيجاد حلول، قد يكون بسبب رفع يد الدولة عن الصناعة، وضعف الإمكانيات المالية للمهرجان ووجود مهرجانات تقدم مقابل وجوائز أكبر من مهرجان القاهرة العرب اليوم حاولت التعرف على رأي النقاد في غياب الفيلم المصري هذا العام.

في البداية، تقول الناقدة ماجدة خير الله إنه مع الأسف يكون كل عام توقيت مهرجان القاهرة السينمائي نهاية شهر نوفمبر، ولا يوجد فيلم جيد ينتظر صاحبه أن عرضه ويجعله يمر عليه أكثر من موسم للعرض، بجانب أن هناك عددا من المهرجانات مثل مهرجان برلين في شهر فبراير ومهرجان كان في مايو، وكلها مهرجانات ميعادها قبل مهرجان القاهرة، وبالتالي يفضل البعض عرض أفلامه من خلالها، ومن يملك فيلما جيدا لن يضعه في الأدراج لانتظار مهرجان القاهرة السينمائي، وأشارت إلى أن هناك مشكلة أخرى تواجه المهرجان وهي أن المهرجانات الأخرى تتفق كثير من الأموال لأصحاب الافلام للعرض لديها مقابل مبلغ كبير، مبينة أن مهرجان الجونة السينمائي في دورته الأولى أظهر مدى الفرق في الإمكانيات المادية بينه وبين مهرجان القاهرة، ويجب أن تدرك الدولة أن لديها مهرجانا عريقا مثل مهرجان القاهرة السينمائي وتحاول دعمه بأي شكل من الأشكال وتعمل على حمايته وتضمن له الاستمرار وتوفر له ميزانية جيدة، بمشاركة وزارة الثقافة والسياحة والطيران.

ويقول المخرج مجدي أحمد علي إن عدم مشاركة فيلم مصري في مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام كشف الكارثة الحقيقية التي تعاني منها السينما المصرية بسبب مشاكل الإنتاج وعدم الدعم المادي من الدولة لشباب السينمائيين بخلاف فرض ضرائب كثيرة، لذلك يجب أن تقف الدولة بجانب الصناعة لأنها تمثل القوى الناعمة في المجتمع ويجب أن يتم إدراج دعم صناعة السينما ضمن أولويات الدولة.

أما الناقد محمود قاسم فيقول مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو المهرجان الرسمي للدولة وله تاريخ طويل ولكن مع الأسف لم يعرف السينمائيون المصريون قيمة هذا المهرجان ويصرون على الاشتراك بأفلامهم في مهرجانات أخرى مثل دبي والجونة، وغيرها من المهرجانات ونسوا أن مهرجان القاهرة وقف بجوارهم ودعمهم كثيرا، ومن المؤسف أن لا نجد فيلما مصريا نحتفي به في المهرجان ونحتفي فقط بأفلام من دول أخرى، وتوجه قاسم بسؤاله عن من يتحمّل مسؤولية عدم وجود إنتاج مصري واحد يمكن أن يمثلنا في المسابقة الرسمية ونفتخر به أمام العالم.​