الرباط ـ كمال السليمي
كشف بيان لوزارة الداخلية المغربية، الإثنين، أنه على إثر فاجعة التدافع التي وقعت، الأحد، خلال عملية توزيع مساعدات غذائية في قرية سيدي بولعلام في محافظة الصويرة، يجري حاليًا تحقيق من قبل النيابة العامة المختصة والمفتشية العامة للإدارة الترابية.
وأضاف البيان أن العاهل المغربي الملك محمد السادس أعطى تعليماته لرئيس الحكومة، ولوزير الداخلية، وكذلك للقطاعات المعنية بهدف اتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية، قصد التنظيم الحازم لعمليات الإحسان العمومي، وتوزيع المساعدات على السكان المعوزين، وذكر البيان أن ثقافة التكافل ظلت راسخة في التقاليد المغربية كما كانت حاضرة بقوة في المجتمع، سواءً على مستوى الدولة، أو المنظمات غير الحكومية، أو الأشخاص، مبرزًا أن الحملات الطبية وتوزيع المساعدات والمبادرات التكافلية والتضامنية تعد مكونًا أصيلًا ضمن هذه الثقافة، كما أن دينامية النسيج الجمعوي ومبادراته المعترف بها والفاعلة تشكل مبعث فخر ومحط تقدير بالنسبة للبلاد.
ويشير البيان إلى أن هذه المبادرات المحمودة في حد ذاتها، لا ينبغي القيام بها من دون تأطير متين يضمن أمن وسلامة المستفيدين والمحسنين على حد سواء، مضيفًا أنه لهذا السبب؛ فإن الإطار القانوني التنظيمي، الذي أمر به الملك محمد السادس يبقى ضروريًا من أجل حماية التقليد العريق للتضامن والتكافل وضمان الأمن، أكد بيان وزارة الداخلية، أنه لا يجب تشويه الوقائع في هذه الظروف المأساوية، ولا المزايدة من خلال التذرع بحاجيات الأشخاص المعوزين أو تضخيمها بشكل مفرط، وخلص إلى أنه تطبيقًا للتعليمات الملكية المتعلقة بالمحاسبة وبالمبادئ التي يتعين أن تحكم العلاقات بين الإدارة والمواطنين، فإنه سيتم الاستماع إلى محافظ إقليم الصويرة من قبل القضاء، وذلك في إطار التحقيق القضائي الذي فتحته النيابة العامة المختصة، في ظل الاحترام الدقيق للقانون.
وأكدت السلطات الصحية في جهة مراكش – آسفي، أنه لم يتم تسجيل أية إصابة بسبب وجود دخان أو غاز خلال حادث التدافع، خلافًا لما أوردته بعض المنابر الإعلامية، وذكر بيان للسلطات الصحية في الجهة أنه على أثر حادث التدافع الذي وقع خلال عملية توزيع المساعدات الغذائية، الذي أدى إلى مقتل 15 شخصًا، جميعهم نساء، وإصابة 5 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، تداولت بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي أن وفاة الضحايا نجمت عن تسرب دخان.
وتابعت السلطات الطبية أنه، بعد الاستماع والفحص السريري والكشوف المخبرية والأشعة، التي أجريت لجميع الضحايا تبين بشكل واضح أنه لم يتم تسجيل أية إصابة بسبب وجود دخان أو غاز في تلك اللحظات، خلافاً لما ورد في بعض المنابر الإعلامية"، ووفق المصدر ذاته، فإن عملية التكفل بالمصابين تمر في أجواء من المسؤولية، وتنسيق تام ما بين مختلف مستويات العلاج في وزارة الصحة.
وكشف خالد سنيتر، المندوب الإقليمي للصحة في الصويرة، بأن الحالة الصحية للمصابين، الذين تم استقبالهم في المستشفى الإقليمي في الصويرة "مستقرة"، وأضاف في تصريح لوسائل الإعلام أن المصابين يستفيدون من متابعة طبية دقيقة ومستمرة، يشرف عليها طاقم طبي معبأ لهذه الحالة، مشيرًا إلى أن المصابين الذين سيغادرون المستشفى ابتداءً من الثلاثاء، وفق تحسن وضعيتهم الصحية، سيستفيدون أيضًا من مواكبة ما بعد الاستشفاء.
وبشأن الحالتين اللتين نقلتا عبر مروحيتين نحو المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش، أوضح سنيتر أنه تم التكفل بهما، ووضعهما تحت المراقبة الطبية في ظروف جيدة، وأن حالتهما الصحية "مستقرة"، وفق التقرير الطبي المتوفر، وتوجه عبد الفتاح البيجيوي، محافظ جهة مراكش – آسفي، مرفوقًا بجمال مختتار، محافظ إقليم الصويرة، إلى مستودع الأموات في مستشفى سيدي محمد بنعبد الله، في الصويرة، للإشراف على عملية نقل جثامين الضحايا نحو المناطق التي ينتمون إليها من أجل إجراء مراسيم الدفن.
وآصدر العاهل المغربي الملك محمد السادس على أثر الحادث تعليماته إلى السلطات المختصة لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة من أجل تقديم الدعم والمساعدة الضروريين لعائلات الضحايا وللمصابين. كما قرر التكفل شخصياً بلوازم دفن الضحايا ومآتم عزائهم وتكاليف علاج المصابين، في حين أعلنت وزارة الداخلية فتح بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة ظروف وملابسات الحادث، وتحديد المسؤوليات.
أرسل تعليقك