مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل

الحرب في الموصل
بغداد - العرب اليوم

لم يكن دلشاد غوران، مقدم البرامج في راديو "دجلة" المحلي، في كردستان العراق يتوقع أنه سيتلقى مكالمة هاتفية من سيدة موصلية تتحدث معه من سرداب منزلها بالساحل الأيمن، بينما مسلحو "داعش" وقوات عراقية تخوضان قتالًا عنيفًا قرب المنزل. وغوران يقدم برنامجًا إذاعيًا عن الموصل ويستقبل مكالمات هاتفية من الأهالي، ويسمع يوميًا قصصًا من نساء ورجال عن أوضاع المدن المحررة ومعاناة النازحين، لكن أم هبة التي اتصلت من بلدة "باب لكش" غرب الموصل مختلفة تمامًا، بل دعت غوران إلى الذهول. 

بدأت أم هبة اتصالها الهاتفي بجملة مثيرة بالنسبة لغوران وزملائه في الكواليس، أتصل بك من قبو منزل بالساحل الأيمن، ومسلحو "داعش" عند الناصية يصوبون نيرانهم على الجيش العراقي. وهذه السيدة من بين مئات الآلف من المدنيين المحاصرين داخل حروب شوارع في الجزء الغربي من المدينة، غالبيتهم فقدوا ما خزنوه من غذاء ودواء فيما تنتشر الأمراض، بحسب منظمات دولية. ويقول المرصد العراقي لحقوق الإنسان، إنه حتى يوم ١٧ آذار-  مارس الحالي جرى تسجيل إصابة 276 حالة إصابة بمرض التيفوئيد بسبب نقص المياه الصالحة للشرب.

يطلب غوران من أم هبة التحدث عن وضعها وكان حذرًا من أن تذكر شيئاً عن موقعها هل تعلم؟ لقد كنا عائلة كبيرة، زوجي وأبنائي وعائلتي. لم يبق أحد منهم سوى ابنتي هبة، مسلحو "داعش" قتلوهم جميعًا، وتسبب تنظيم "داعش" منذ دخوله الموصل عام ٢٠١٤، بقتل وبتهجير المئات من المدنيين، كما أنه فرض نمط حياة قاسية، وفق قواعد قاسية يعاقب من يخالفها. ويشير المخرج لمقدم البرنامج بأن يترك أم هبة تواصل حديثها، وهم على وشك أن يحصلوا على صورة مكثفة من جحيم الساحل الأيمن، " أنا هنا في القبو، لا أغادره أبداً، في الليل وحين أنام أربط قدم ابنتي بسلسلة حتى أضمن أنها ستبقى معي. 

تواصل أم هبة حديثها لكنها تجهش بالبكاء "ليس لدينا طعام، ليس لدينا طعام أبدًا، آخر مرة حصلت لابنتي على وجبة طعام جيدة، كنت ألوث الطحين بالماء، أما البرد القارص فقد كلّفنا إحراق أثاث المنزل لتدفئة القبو. وحاول غوران إنهاء المكالمة الهاتفية، يقول لـ"شبكة يلا" إنه لم يعد يستطيع تحمل الاستماع للمزيد عن أم هبة، كما أنه كان خائفًا على حياتها بسبب التحدث عبر الهاتف في بلدة يفتش فيها المسلحون عن من يستعمل أجهزة الاتصال. بيد أن أم هبة لم تكن تريد ذلك، وقالت " أستمع الآن لأصوات المسلحين، إنهم يطلقون الرصاص في اتجاه ما على القوات الأمنية"، وبحسب الخبير العراقي هشام الهاشمي، فإن مسلحي "داعش" في معركة غرب الموصل لجأوا إلى استراتيجية سحب القوات العراقية إلى الأزقة الضيقة حيث تنتظرهم كمائن القناصين. وقبل أن تنهي أم هبة اتصالها مع راديو دجلة قالت لست خائفة منهم، أنا في منطقة باب لكش بالساحل الأيمن وليعرف من يعرف، وفي حال وصل الجنود إلى هنا، أقسم بالله أنني سأقبل خطوات أقدامهم".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل مكالمة من تحت الأرض تروي جحيم الحرب في الموصل



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia