الرياض – العرب اليوم
تجاهل ملاك عمائر سكنية 15 لائحة فنية أصدرتها هيئة المواصفات والمقاييس، تتضمن الاشتراطات والمتطلبات الفنية للمصاعد الكهربائية، مما أوقع العديد من ملاك الشقق السكنية في جدة ضحية لحوادث الاحتجاز المتكررة داخل مصاعد عمائر حديثة خالف أصحابها تلك المواصفات خلال إنشائها، ما حدا بسميتها بـ"مصاعد الموت".
وشملت قائمة المخالفات التي أسهمت في زيادة حالات الاحتجاز: عدم توفير وسائل السلامة وسبل الحماية في المباني السكنية من خلال الالتزام بلائحة اشتراطات وضعتها الإدارة العامة للدفاع المدني، وعدم وجود جهة مختصة تقوم بالمراقبة الدورية على المصاعد داخل المباني السكنية الخاصة.
وأوضح المتحدث الرسمي لهيئة المواصفات والمقاييس طامس علي الحمادي أن الهيئة تهتم بالمنتجات التي تتعلق بسلامة المواطنين، من بينها سلامة المصاعد المستوردة من الخارج، حيث أصدرت نحو 15 لائحة فنية تتضمن الاشتراطات والمتطلبات الفنية للمصاعد. وعن المخالفات التي تكون بحق المصاعد، أكد أن الهيئة تشارك في بعض الحالات مع عدة جهات رقابية للتفتيش على المصاعد، من بينها الدفاع المدني، ووزارة التجارة والصناعة، مشددا على أهمية الدور الرقابي للهيئة بالتكامل مع شركائها في هذا الدور كوزارة التجارة والصناعة، ومصلحة الجمارك وغيرهما من الجهات ذات العلاقة للحد من السلع والمنتجات غير المطابقة للمواصفات القياسية واللوائح الفنية واتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها.
وأوضح المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني العقيد سعيد سرحان أن حوادث الاحتجاز داخل المصاعد في المباني السكنية متكررة وبشكل يومي، وعدد من أسبابها: 1 - انقطاع التيار الكهربائي عن العمارة السكنية مما يتسبب في حجز العديد من الأشخاص بداخل المصعد، 2 - سوء استخدام المصاعد من السكان وهو ما ساعد على أن تكون غير مناسبة للاستخدام وبالتالي تكون عرضة للتوقف، 3 - افتقارها للصيانة الدورية بحيث يكون هناك إهمال واقع من ملاك العمارة في عدم التواصل مع شركة الصيانة، 4 - وجود مخالفات تتعلق بتركيب المصاعد.
وأضاف سرحان أنه فيما يخص اشتراطات السلامة بالمصاعد، فإن الدفاع المدني هو الجهة المخول لها بالتصريح للشركات والمؤسسات العاملة في مجال تركيب وصيانة المصاعد وفق لائحة تم اعتمادها من وزير الداخلية رئيس مجلس الدفاع المدني، أوضحت جميع الاشتراطات اللازم مراعاتها أثناء ممارسة النشاط للمؤسسة أو الشركة حسب ترخيصها.
وأكد مشرف على صيانة المصاعد في المباني السكنية الحديثة داخل الأحياء المهندس أمين عبدالسلام أن عدم الاهتمام بتجديد عقود شركات الصيانة من ملاك العمائر ساعد على وقوع عدة حوادث داخل المصاعد، موضحا أن وجود عمالة لصيانة المصاعد وبأجرة الساعة تسبب في زيادة حالات الاحتجاز، لكونهم لا يتقنون طرق الصيانة وليس لديهم مرجع ينتمون له كشركة معترف بها، وقال "ضعف أداء هذه العمالة وعدم توفير القطع الأصلية إلى جانب عدم اهتمام ملاك الوحدات السكنية بصيانة المصاعد جميعها تسبب في حدوث هذا الأمر".
وأشار عبدالسلام إلى أن أعداد المحتجزين من سكان العمارات داخل المصاعد تتزايد ولا يمر يوم إلا وقد وقع في فخ تلك المصاعد ساكن، وقد يصل الأمر في بعض الحالات إلى حدوث اختناق نتيجة بقاء المحتجز داخل المصعد أكثر من ساعة وبسبب وجود عقبات لا يتمكن الدفاع المدني من فتح أبواب تلك المصاعد بسهولة. وأكد أن كثيرا من ملاك الشقق يتفقون فيما بينهم لإحضار مهندسين من شركات أقل تكلفة لإجراء الصيانة مما يتسبب في استغلالهم واستبدال قطع الغيار بتجارية تتسبب في حوادث سقوط المصاعد. وذكر أن 98 % من المصاعد الموجود في المباني السكنية الحديثة بشمال جدة لا تحتوى على بطاريات الطورائ التي تساعد عند انقطاع التيار عن العمائر السكنية على إنزال المصاعد إلى أقرب دور ويخفف من حالات الاحتجاز.
أرسل تعليقك