الرياض – العرب اليوم
ما إن تُلي البيان الرسمي بتنفيذ حكم القصاص بحق 47 متورطًا في أحداث متطرفة وتوالت الأسماء حتى نطق اسم نمر سهاج زيد الكريزي، عادت ذكريات لرجل أمن يدعى (خالد.غ) والذي كان يعمل في الدوريات الأمنية في محافظة الخبر، ليسرد لأبنائه قصة بطولة عندما غامر بحياته وقبض على المطلوب نمر الكريزي الذي كان يلف على جسده حزاما ناسفا وشارك في قتل 22 من الأبرياء في مجمع الواحة بالخبر.
وذكر رجل الأمن التفاصيل قائلا: بعد يومين عصيبين في أيار/مايو 2004 لم نغادر الميدان وبقينا نحاصر المجمع الذي اقتحمه التطرفيون، وبدا الإعياء علينا ومع سكون الليل تسلل التطرفيون بعد أن أطبق رجال الأمن عليهم وبدأت الطائرات المروحية بالهبوط على أسطح المباني المجاورة والمجمع نفسه، وانتشر القناصة، وتسلل الجناة الأربعة عبر النافذة الخلفية للمجمع، ونزلوا مستغلين وجود أنابيب مياه على المبنى، ونزلوا من الدور الثالث إلى الأرض.
ويضيف رجل الأمن أن التطرفيين استغلوا الظلام الدامس، وخرجوا من كامل محيط المجمع السكني إلى البنك المجاور للمجمع، واستقلوا سيارة من نوع بيوك سرقوها من أحد حراس البنك، وعندها وصل بلاغ إلى الجهات الأمنية التي كانت محيطة بالموقع، وتوجهت إلى طريق المطار القديم كأقرب نقطة قد يسلكها التطرفيون، وتابعت المركبة التي توجهت إلى الدمام، وكان المطلوب نمر الكريزي يجلس في المقعدة الخلفية، ويحمل سلاحًا ويتولى مهمة تأمين التطرفيين الذين معه، وعندها تعطلت السيارة بهم، فنزلوا منها لسلب أخرى تحت تهديد السلاح من أحد المواطنين المارين بالطريق، ولكن السيارة المارة عكست الاتجاه هربًا منهم.
ويؤكد رجل الأمن أن التطرفيين الثلاثة تركوا الكريزي بعد أن كاد يغمى عليه ويفيق بسبب الإصابة الشديدة التي لحقت بقدمه والتي تسببت فيما بعد ببترها معتقدين أنه توفي، ليقوم التطرفيون بإشهار السلاح في عرض الطريق وسرقوا إحدى المركبات وفروا إلى جهة غير معلومة.
ويشير خالد إلى أنه كان يتقدم ببطء إلى المركبة وكانت قديمة ويخاطب نمر وهو ملقى على ظهره ويلف جسمه بحزام ناسف، وأضاف: كنت أقول له نحن إخوانك ولن نؤذيك ولا تلق الله وأنت منتحر قاتل لإخوانك. ويضيف رجل الأمن "بعدها كان نمر الكريزي يتخاطب معي بصوت خافت، ويقول أنا مصاب لا تقتلني وجسمي مفخخ، فقلت له أتريد الذهاب إلى المستشفى، فقال: نعم، وطلب حضور الهلال الأحمر الذي حضر خلال دقائق، بعدها فتحت باب المركبة، وحاولت إخراجه، وخشيت أن ينفجر الحزام الناسف، وتركته حتى جاءت فرقة من إدارة المتفجرات، وقاموا بنزع الحزام الناسف، وحملوه إلى مجمع الملك فهد الطبي بالظهران وسط إجراءات أمنية مشددة".
أرسل تعليقك