الرياض – العرب اليوم
استبشر قاطنو الأربطة الاجتماعية خيرًا بعد مناقشة مجلس الشورى في إحدى جلساته السابقة لشأنهم، حيث توقعوا مزيدًا من الاهتمام بعد تلك الجلسة، خاصة بعد الحالة السيئة التي وصلت إليها الأربطة الخيرية من عدم اهتمام وإهمال أدى إلى جعلها أشبه بمستنقعات للأوبئة والأمراض.
وفي جولة على عدد من أربطة النساء في جدة أكدت النزيلات على معانتهن للكثير من المشاكل، بالرغم من أن فاعلي الخير يقدمون لهم بعض الصدقات، ولكنها للأسف موسمية في رمضان والأعياد، فيما عدا ذلك فلا يجدن قوت يومهن، كما لا يجدن أبسط أنواع الرعاية الإنسانية.
وطالبت النزيلات بتوفير عاملات يقمن تنظيف المكان شهريًّا، خاصةً وأن أغلبهن من كبيرات السن والمريضات، ولا يستطعن خدمة أنفسهن، مما يجعل الغرف تعاني من سوء النظافة والحشرات.
وطالب بعض النزيلات بتخصيص برامج أسبوعية أو شهرية لتثقيفهن وتعليمهن أمور دينهن ودنياهن، خاصة في ظل شعورهن بالتهميش والإهمال، وأنهن يعشن على حافة الموت.
وعن مشكلات الأربطة وما تعانيه من إهمال واحتياجات قال المستشار والباحث في الشؤون اﻹسلامية والاجتماعية سلمان بن محمد العمري: إن اﻷوقاف اﻹسلامية قابلة للتطور وفق ما تقتضيه مصالح العباد، وهو نظام يستوعب وجوهًا متعددة للإنفاق العام على حياة الناس والمجتمع، وانطلاقًا من هذا لابد من العمل على تطويره بأسلوب عصري حديث.
وأضاف العمري أن واقع اﻷربطة الخيرية أصبح مزريًّا ومزعجًا للغاية كغيره من اﻷوقاف المهملة التي أصابها العطب والخراب جراء الإهمال من قبل القائمين على نظارتها. والحل اﻷمثل يكون في قيام الهيئة العامة للأوقاف بدورها والعمل بشكل جاد وسريع لمحو الصورة السيئة التي أصابت اﻷوقاف خلال السنوات الماضية، وإعادة ثقة الناس بمن يتولى اﻷوقاف التي تعد ثروة اقتصادية كبرى وسلاح استراتيجي للأجيال القادمة.
ومن جانبه أكد عبدالله أحمد آل طاوي مدير عام الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكة المكرمة لـ «المدينة» على أن وزارة الشؤون الاجتماعية لا تدخر جهدًا في خدمة قاطني الأربطة الخيرية، فهم يعاملون معاملة باقي المستفيدين من المواطنين خارج الأربطة، ويحصلون على كافة الخدمات والدعم الذي تقدمه الدولة لهم كمواطنين مستحقين للمعونة. أما من ناحية الإشراف الكلي فيؤكد آل طاوي أنه يعود إلى وزارة الأوقاف دون تدخل من وزارة الشؤون الاجتماعية فيما يختص بغير السعوديين فيها.
وعلقت عضو مجلس الشورى أ.د.فردوس سعود محمد الصالح على ضرورة تحويل الإشراف على الأربطة إلى وزارة الشؤون الاجتماعية بقولها: في البداية لا بد من النظر في الدعم المقدم إلى دور الأربطة الخيرية هل هو دعم وقفي يقتصر على الأوقاف فقط من الناحية المالية أم أنه غير ذلك، لأنه لو كان يقتصر على الوقف فقط فلابد أن يستمر تحت مظلة وزارة الأوقاف، ويجب عليهم النهوض بها على الوجه الأكمل، أما إذا كانت الأربطة الخيرية يتم الاعتناء بها بمشاركة مجتمعية فلا بد أن تنقل إلى مظلة وزارة الشؤون الاجتماعية؛ لأنها الأنسب والأجدر بالإشراف عليها، خاصة وأنها في أمسّ الحاجة إلى الرعاية والاهتمام الدائمين حتى تؤدي الهدف المناط بها.
أرسل تعليقك