أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة
آخر تحديث GMT09:18:26
الثلاثاء 8 نيسان / أبريل 2025
 تونس اليوم -
أخر الأخبار

"أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة

"أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة
الرياض: العرب اليوم

لم يكن شهر رمضان ونهار الصوم في الماضي عند أبناء البادية سهلا وميسرا كما هو الحال الآن، من حياة مريحة ورغد عيش، وحياة يتوفر فيها جميع أنواع الأطعمة وثلاجات حفظ المأكولات وتبريد المياه وأجهزة التكييف، حيث كان أهل البوادي يصومون في درجات حرارة عالية، ويمارسون أعمالا شاقة لتوفير أسباب الرزق لأسرهم، بينما كانت ثلاجتهم القِربة ومكيفاتهم الشراشف المبللة.

وعن تلك المعاناة يتحدث مشاري جاسر النجيمي (82 عاما) فيقول: كنا في الماضي بدوًا رُحلا نعيش في صحراء قاحلة، نصوم نهار رمضان في درجة حرارة تقترب في بعض الأحيان من 50 درجة مئوية، ونعاني من الصوم في القيظ أشد المعاناة، والصيام في حياة البدو يختلف كثيرا عن الحضر، حيث كانت حياة البدو عسيرة جدا، ويومياتهم يكتنفها العديد من التحديات والصعوبات، فهم يتبعون ماشيتهم في المراعي، حيث تبدأ رحلتهم مع طلوع الشمس كعادتهم، ويقطعون المسافات الطويلة في الرعي ببطء وهدوء، وهمهم الأول أن يروا مواشيهم وقد شبعت لا يهم ما يقطعونه من مسافات وما يصعدونه من جبال، فهم يقضون وقتا متعبا جدا خلف ماشيتهم التي تأتمر بأوامرهم كما يشاءون.

ومع تقدم الساعات يزداد التعب والعطش لارتفاع الحرارة، والتي تقترب أحيانا من الـ50 درجة تحت الشمس الحارقة، التي ترسم على أجسادهم ألوان المعاناة، فالظلال ليست متوفرة في البوادي، والأخطار تتهدد مواشيهم من ذئاب وغيرها، واليقظة مطلوبة في كل وقت، فإذا كان سكان المنازل في الحضر يعانون من الحر فكيف حال البدو؟!، ولكنهم تكيفوا مع الصيام وتأقلموا مع الحر، فبعد صلاة الظهر يقومون برش الشراشف بالماء والنوم تحتها، ولكن سرعان ما يوقظهم الحر مرة أخرى بعد أن تنشف تلك الشراشف المبللة بسبب شدة الحرارة، فيقومون برشها مرة أخرى، وهكذا.

ويضيف العم النجيمي: لم يكن لدى أبناء البادية وسائل راحة متوفرة حاليا من أجهزة تكييف أو مراوح، وكل ما يملكه البدوي هو المهفة المصنوعة من خوص النخيل ومقبضها من الجريد، ثم بعد صلاة العصر نعود لتفقد الماشية وسقايتها من الماء الذي نقوم بسحبه من البئر بواسطة الدلو، وقبل المغرب يجتمع الجميع في بيت أحدنا لتناول وجبة الإفطار سويا، فقد جرت العادة أن يتناول الرجال والأبناء الإفطار الجماعي معا، والنساء والبنات مع بعضهن البعض، ونادرا جدا ما يفطر الرجال والنساء سويا.

ويكمل النجيمي: نبدأ إفطارنا بالتمر، والماء من القِربة، وهي ثلاجة البدوي في الماضي، مصنوعة من جلد الماعز أو الضان، فيوضع بها الماء وترفع في مكان يسمى الصفيف وهو من خشب الأثل، وبعد صلاة المغرب نجتمع على ما يتوفر لدينا من طعام ويكون في الغالب الخبز والسمن والعسل والتمر وحليب النياق واللبن، بالإضافة إلى القهوة والشاي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:41 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

البنك الدولي يُحذّر تونس من تداعيات كارثية لأزمة "كورونا"

GMT 13:48 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

أهم فوائد زيت الزيتون

GMT 12:10 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

صيادون هنود يعيدون قرشًا نادرًا إلى البحر

GMT 08:04 2021 الأربعاء ,10 آذار/ مارس

تونس الـ 77 عالميا في مجال التجارة الالكترونية

GMT 04:11 2014 الثلاثاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

ماكياج ساحر للحصول على مظهر جذاب وأكثر شبابًا
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia