أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة
آخر تحديث GMT09:18:26
الاثنين 7 تموز / يوليو 2025
 تونس اليوم -
أخر الأخبار

"أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة

"أبناء البادية" ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة
الرياض: العرب اليوم

لم يكن شهر رمضان ونهار الصوم في الماضي عند أبناء البادية سهلا وميسرا كما هو الحال الآن، من حياة مريحة ورغد عيش، وحياة يتوفر فيها جميع أنواع الأطعمة وثلاجات حفظ المأكولات وتبريد المياه وأجهزة التكييف، حيث كان أهل البوادي يصومون في درجات حرارة عالية، ويمارسون أعمالا شاقة لتوفير أسباب الرزق لأسرهم، بينما كانت ثلاجتهم القِربة ومكيفاتهم الشراشف المبللة.

وعن تلك المعاناة يتحدث مشاري جاسر النجيمي (82 عاما) فيقول: كنا في الماضي بدوًا رُحلا نعيش في صحراء قاحلة، نصوم نهار رمضان في درجة حرارة تقترب في بعض الأحيان من 50 درجة مئوية، ونعاني من الصوم في القيظ أشد المعاناة، والصيام في حياة البدو يختلف كثيرا عن الحضر، حيث كانت حياة البدو عسيرة جدا، ويومياتهم يكتنفها العديد من التحديات والصعوبات، فهم يتبعون ماشيتهم في المراعي، حيث تبدأ رحلتهم مع طلوع الشمس كعادتهم، ويقطعون المسافات الطويلة في الرعي ببطء وهدوء، وهمهم الأول أن يروا مواشيهم وقد شبعت لا يهم ما يقطعونه من مسافات وما يصعدونه من جبال، فهم يقضون وقتا متعبا جدا خلف ماشيتهم التي تأتمر بأوامرهم كما يشاءون.

ومع تقدم الساعات يزداد التعب والعطش لارتفاع الحرارة، والتي تقترب أحيانا من الـ50 درجة تحت الشمس الحارقة، التي ترسم على أجسادهم ألوان المعاناة، فالظلال ليست متوفرة في البوادي، والأخطار تتهدد مواشيهم من ذئاب وغيرها، واليقظة مطلوبة في كل وقت، فإذا كان سكان المنازل في الحضر يعانون من الحر فكيف حال البدو؟!، ولكنهم تكيفوا مع الصيام وتأقلموا مع الحر، فبعد صلاة الظهر يقومون برش الشراشف بالماء والنوم تحتها، ولكن سرعان ما يوقظهم الحر مرة أخرى بعد أن تنشف تلك الشراشف المبللة بسبب شدة الحرارة، فيقومون برشها مرة أخرى، وهكذا.

ويضيف العم النجيمي: لم يكن لدى أبناء البادية وسائل راحة متوفرة حاليا من أجهزة تكييف أو مراوح، وكل ما يملكه البدوي هو المهفة المصنوعة من خوص النخيل ومقبضها من الجريد، ثم بعد صلاة العصر نعود لتفقد الماشية وسقايتها من الماء الذي نقوم بسحبه من البئر بواسطة الدلو، وقبل المغرب يجتمع الجميع في بيت أحدنا لتناول وجبة الإفطار سويا، فقد جرت العادة أن يتناول الرجال والأبناء الإفطار الجماعي معا، والنساء والبنات مع بعضهن البعض، ونادرا جدا ما يفطر الرجال والنساء سويا.

ويكمل النجيمي: نبدأ إفطارنا بالتمر، والماء من القِربة، وهي ثلاجة البدوي في الماضي، مصنوعة من جلد الماعز أو الضان، فيوضع بها الماء وترفع في مكان يسمى الصفيف وهو من خشب الأثل، وبعد صلاة المغرب نجتمع على ما يتوفر لدينا من طعام ويكون في الغالب الخبز والسمن والعسل والتمر وحليب النياق واللبن، بالإضافة إلى القهوة والشاي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة أبناء البادية ثلاجتهم القِربة ومكيفهم الشراشف المبللة



GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 22:23 2016 الجمعة ,21 تشرين الأول / أكتوبر

البيشمركة تسيطر على حي دوميز في كركوك العراق

GMT 04:56 2019 الأربعاء ,02 كانون الثاني / يناير

إليك أفضل المكبرات الصوتية التي تدعم تقنية "بلوتوث"

GMT 12:40 2021 الثلاثاء ,27 إبريل / نيسان

أخبار عن السعودية وأرامكو

GMT 17:58 2019 الجمعة ,10 أيار / مايو

ننشر قنوات وموعد عرض مُسلسل " أرطغرل 148"

GMT 14:50 2015 السبت ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

زيدان يؤكد دعمه الكامل لانتقال هازارد الى ريال مدريد

GMT 13:24 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الموسيقار عمار الشريعي يرحل عن 64 عامًا

GMT 12:09 2021 السبت ,25 أيلول / سبتمبر

دعوات متجددة لتغيير القانون الإنتخابي في تونس
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia