يأتي الاحتفاء باليوم الوطني للمملكة العربية السعودية الـ87 هذا العام وقد أطلقت المملكة حزمة مشاريع تنموية ضخمة من المخطط أن تحدث نقلة نوعية في الاقتصاد السعودي كأحد أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 وذلك من خلال ابتكار استثمارات نوعية ومتميّزة داخل المملكة تصب في خدمة الوطن والمواطن وتسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني ودفع مسيرة الاقتصاد السعودي وإيجاد المزيد من الفرص الوظيفية للشباب.
وكان شهر رجب 1438هـ بداية تدشين تلك المشاريع حيث أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة السعودية في العاشر من رجب مشروع أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة وذلك بمنطقة "القِدِيّة" جنوب غرب العاصمة الرياض وتعد الأولى من نوعها في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترا مربعا بما في ذلك منطقة سفاري كبرى.
و أكد سموه أن هذه المدينة ستصبح معلما حضاريا بارزا ومركزا مهما لتلبية رغبات واحتياجات جيل المستقبل الترفيهية والثقافية والاجتماعية في المملكة مشيرا الى أن صندوق الاستثمارات العامة هو المستثمر الرئيس في المشروع إلى جانب نخبة من كبار المستثمرين المحليين والعالميين مما يدعم مكانة المملكة كمركز عالمي مهم في جذب الاستثمارات الخارجية.
وسيحدث المشروع المقرر وضع حجر الأساس له بداية العام 2018 وافتتاح المرحلة الأولى منه في العام 2022 نقلة نوعية في المملكة ويدعم توجهات البلاد ورؤيتها الهادفة إلى تحقيق المزيد من الازدهار والتقدم للمجتمع والمضي قدما في الارتقاء بمستوى الخدمات بالعاصمة الرياض لتصبح واحدة ضمن أفضل 100 مدينة للعيش على مستوى العالم كما يمثل دعما قويا وحافزا مهما لجذب الزائرين بوصفه عاصمة المغامرات المستقبلية وسيصبح خيارهم الأول والوجهة المفضلة لتقديمه العديد من الأنشطة النوعية التي تم اختيارها بعناية فائقة وصممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة لتحقيق حياة صحية وعامرة وإضفاء المزيد من الترفيه والبهجة والمرح.
وتوقع الأمير محمد بن سلمان أن يحقق مشروع القِدِيّة منافع اقتصادية واجتماعية قيّمة للوصول إلى ما يصبو إليه المجتمع من تقدم ورُقي بوصفه أفضل الوجهات الترفيهية المهمة التي تقدم خيارات متنوعة تجذب العائلات والأصدقاء للاستمتاع بقضاء أجمل الأوقات وذلك من خلال توفير أنشطة رياضية متميّزة تدعم طاقات الشباب وتحفزهم على التميّز في المسابقات الرياضية الإقليمية والعالمية واكتشاف المواهب وتطويرها وصقل مهارات الشباب السعودي وتنمية قدراتهم في مختلف المجالات الرياضية والتعليمية إضافة إلى دوره في فتح مجالات أرحب وآفاق أوسع لمحبي الرحلات البرية وعشاق المناظر الطبيعية ونشاطات الهواء الطَّلق ودعم هواة سباقات السيارات لممارسة هواياتهم المفضلة بأسلوب مفيد وآمن من خلال توفير حلبات سباق وطرق آمنة بمواصفات عالمية عالية.
و يضم مشروع "القِدِيّة" أربع مجموعات رئيسة هي الترفيه ورياضة السيارات والإسكان والضيافة ويوفر بيئات مثالية ومتنوعة تشمل مغامرات مائية ومغامرات في الهواء الطلق وتجربة برية ممتعة بالإضافة إلى رياضة السيارات لمحبي رياضة سيارات الأوتودروم والسرعة بإقامة فعاليات ممتعة للسيارات طوال العام ومسابقات رياضية شيقة وألعاب الواقع الافتراضي بتقنية الهولوغرام ثلاثي الأبعاد إلى جانب سلسلة من أرقى البنايات المعمارية والفنادق بأفضل المعايير والمواصفات العالمية الراقية بإطلالة ساحرة وتصميم أنيق لتوفير المزيد من الراحة والانسجام للزوار.
و في يوم 24 من شهر شوال 1438هـ اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بقصر السلام بجدة على مجسم وعرض مرئي لمشروع الفيصلية السكني والإداري بمنطقة مكة المكرمة الذي رفعه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة حيث شاهد الملك سلمان أهداف المشروع ومكوناته والخدمات التي يقدمها المشروع للمنطقة ووجه خادم الحرمين بتسمية المشروع بالفيصلية بعد أن كان مسماه السلمانية تقديرا وعرفانا منه باهتمام الملك فيصل - رحمه الله - بمنطقة مكة المكرمة.
وكشف الأمير خالد الفيصل عن تفاصيل مشروع الفيصلية موضحا أنه امتداد لمدينة مكة المكرمة ويبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة وينتهي في الشاطئ الغربي لمكة المكرمة ويحوي العديد من العناصر ويضم مرافق عدة تمثل مركز إدارة يضم جمع الإدارات العامة بالمنطقة في مكان واحد ومن بينها مقر إمارة منطقة مكة المكرمة ومركز إسلامي لجميع المنظمات والمؤسسات الإسلامي كما سيتم إنشاء مركز أبحاث إسلامي ومراكز للاجتماعات والندوات والمؤتمرات موضحا أن الفيصلية ستضم إلى جانب ذلك مساكن وأسواقا ومناطق للترفيه والتعليم والصحة وسيتم توزيعها بشكل علمي ومدروس على أرض المشروع.
و أوضح أن المشروع سيضم مرافق للقطاعات الزراعية والصناعية ومطارا خاصا يتبع مطار الملك عبدالعزيز وميناء بحريا يتبع ميناء جدة الإسلامي مؤكدا أن إدارة خاصة ستتولى إدارة المشروع تحت إشراف هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة إلى جانب مندوب من صندوق الاستثمارات السعودية الذي سيكون بمثابة همزة وصل بين المشروع وهيئة تطوير المنطقة.
وكان الثامن من شهر ذي القعدة 1438هـ موعداً لإطلاق ثالث المشاريع العملاقة حيث أعلن الأمير محمد بن سلمان إطلاق مشروع سياحي عالمي في المملكة تحت مسمى مشروع " البحر الأحمر" يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالا وتنوعا في العالم بالتعاون مع أهم وأكبر الشركات العالمية في قطاع الضيافة والفندقة لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه وذلك على بُعد مسافات قليلة من إحدى المحميات الطبيعية في المملكة والبراكين الخاملة في منطقة حرة الرهاة.
وسيشكل المشروع وجهة ساحلية رائدة تتربع على عدد من الجزر البكر في البحر الأحمر وإلى جانب المشروع تقع آثار مدائن صالح التي تمتاز بجمالها العمراني وأهميتها التاريخية الكبيرة وعلى بعد دقائق قليلة من الشاطئ الرئيسي ستتاح للزوار فرصة التعرف على الكنوز الخفية في منطقة مشروع "البحر الأحمر" ويشمل ذلك محمية طبيعية لاستكشاف تنوع الحياة النباتية والحيوانية في المنطقة وسيتمكن هواة المغامرة من التنقل بين البراكين الخاملة الواقعة بجوار منطقة المشروع وعشاق الغوص من استكشاف الشعاب المرجانية الوفيرة في المياه المحيطة به.
و من المخطط أن يسهم مشروع "البحر الأحمر" في إحداث نقلة نوعية في مفهوم السياحة وقطاع الضيافة وسيتم ترميم المواقع التراثية وتجهيزها على أسس علمية لتكون مهيّأة لاستقبال الزوار وسيتم تحديد سقف أعلى لعدد الزائرين للوجود بالمنطقة في آنٍ معا تماشيا مع أفضل الممارسات العالمية في مجال السياحة والآثار وتحكم المشروع معايير جديدة تطمح للارتقاء بالسياحة العالمية عبر فتح بوابة البحر الأحمر أمام العالم من أجل التعرف على كنوزه وخوض مغامرات جديدة تجذب السياح محليا وإقليميا وعالميا على حد سواء ليكون المشروع مركزا لكل ما يتعلق بالترفيه والصحة والاسترخاء ونموذجا متكاملا للمجتمع الصحي والحيوي.
وسيتم تطوير مشروع " البحر الأحمر" كمنطقة خاصة تُطبق فيها الأنظمة وفقا لأفضل الممارسات والخبرات العالمية لتمكين تحقيق أهداف المشروع حيث سيتم وضع حجر الأساس في الربع الثالث من عام 2019 والانتهاء من المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2022 وهي مرحلة ستشهد تطوير المطار والميناء وتطوير الفنادق والمساكن الفخمة والانتهاء من المرافق والبنية التحتية وخدمات النقل " القوارب والطائرات المائية وغيرها ".
وسيقوم صندوق الاستثمارات العامة بضخ الاستثمارات الأولية في هذا المشروع ويفتح المجال أمام عقد شراكات مع أبرز الشركات العالمية الكبرى مما سيسهم في جلب استثمارات مباشرة وجديدة إلى المملكة مع السعي إلى استقطاب وإعادة توجيه مصروفات السياحة السعودية إلى الداخل.
ومن المتوقع أن يستقطب المشروع أهم الأسماء الرائدة عالميا في قطاعَي السياحة والضيافة لتوظيف خبراتها وكفاءاتها واستثماراتها المالية في إثراء تجارب هذه الوجهة وتوفير المزيد من القيمة المضافة لزوارها وتعظيم المكاسب الاقتصادية للمملكة.
و يخطط المشروع لاستقطاب السياح محليا وإقليميا وعالميا وبالتالي الإسهام في زيادة إجمالي الناتج المحلي في المملكة بمعدل 15 مليار ريال سنويا إضافة الى تحقيق مكاسب تنموية هائلة من خلال خلق 35 ألف فرصة عمل.
و من بين المشاريع المهمة التي مضت فيها السعودية لتنويع اقتصادها تأسيس صندوق استثماري سعودي صيني بـ75 مليار ريال سعودي حيث وقع البلدان على هامش منتدى الاستثمار الصيني السعودي في 22 أغسطس الماضي 11 اتفاقية منها إنشاء الصندوق وإدارته إدارة مشتركة مع تقاسم التكاليف والأرباح مناصفة وسيستثمر الصندوق في قطاعات مثل البنية التحتية والطاقة والتعدين والمواد الخام.
أرسل تعليقك