الرياض ـ واس
قال وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لشؤون المعاهد العلمية الدكتور إبراهيم بن محمد قاسم الميمن، إن البيان الموفق المسدد الذي صدر من هيئة كبار العلماء يوم أمس الأول وما حمل من مقاصد الشريعة وقواعدها وثوابتها يكتمل به العقد، ويتم به المقصد، وتجتمع به الكلمة ما بين العلماء وولاة الأمر فيما يخدم هذا الدين، ويحارب كل مظاهر الغلو والتطرف والإرهاب التي ألصقت به زوراً وبهتاناً.
وأضاف في تصريح لوكالة الأنباء السعودية بهذه المناسبة أن البيان كان غاية في الأهمية ويضاف إلى منظومة القرارات والبيانات الصادرة من علمائنا وفقهم الله، وهو صورة معاصرة من إجماع علماء المملكة على رفض واستنكار هذه الأفعال النكراء، والجرائم الشنيعة التي تعد إفساداً في الأرض بكل ما تعنيه عناصر الإفساد من معنى.
وأشار إلى أن الشريعة بمواردها ومصادرها الدالة على أحكامها جاءت لمقصد الإصلاح ودرء الفساد، بل كل الشرائع السماوية جاءت بهذا المقصد، مستشهدا بقول الله تعالى ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ، وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ).
وبين أن خطورة التصرفات الإرهابية صدورها من جماعات وتنظيمات إرهابية، تؤدلج الأفكار، وتسمم العقول، وتثير في المجتمعات الانقسام و الفرقة ، وتعزز الولاءات الحزبية التي تطغى على كل انتماء، فيصبح الولاء والبراء من أجلها، وفي سبيل هذه الولاءات تنتقص الأصول، وتهدم المبادئ.
وأفاد أن بيان هيئة كبار العلماء جاء موضحاً الأصول الشرعية، والمقاصد المرعية، وحمل في طياته النصح والبيان، والمعونة لولي أمرنا - أيده الله - في المواجهة على اعتبار أن الخطاب الشرعي والبيان من أعلى جهات الفتيا هو المحرك الرئيسي لكل شرائح المجتمع، داعيا إلى إيصال هذا الموقف إلى المجتمع وفئاته وعلى الأخص الشباب الذين اختطفوا وغسلت أدمغتهم، وأُدخلوا في متاهات التنظيمات والجماعات الإرهابية.
وأكد أن المسؤولية الآن تقع على الجميع في بيان ونصح الشباب، والقرب منهم وحوارهم والنزول إلى مستوياتهم كي نحميهم من هذه المخاطر والأفكار الضارة، والمسؤولية كبيرة، وكل ما يتحقق الهدف به من فعالية أو منشط أو عمل أو حوار يتفق من كلمة العلماء، وإزالة اللبس عن ما يشوب أفكارهم من شبهات.
وسأل الدكتور إبراهيم الميمن الله سبحانه وتعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا، وأن يوفق ولاة أمرنا وعلماءنا لما يحب ويرضى.
أرسل تعليقك