القاهرة -العرب اليوم
أنوثتها ورقتها تربعت عرش أدوار الإغراء، دلالها وسحرها الخاص جعل المنتجين يتهافتون لضمها لأفلامهم، ناهد الشريف، تلك الفنانة التي استطاعت أن تخطف قلوب الرجال، إلا أن واحدًا فقط امتلك قلبها وأبى أن يخرج منه.
كان فيلمًا واحدًا كافيًا لتقع ناهد شريف في شباك حب دنجوان الشاشة كمال الشناوي، ومع أول عمل جمعهما معًا، تعلقت ناهد الشريف به، إلا أنها أخفت حبها بداخلها، الأمر الذي لم يدم طويلا، فمع كل عمل يجمعها يزداد حبها له ويكبر بداخلها، فأصبح من الشاق إخفاء الحب طويلا بداخلها.
خرجت ناهد شريف عن صمتها وقررت التلميح عن حبها لكمال الشناوي، فرتبت لقاءً لهما، وأثناء جلسة سمر بينهما، سألته عن السبب الذي يجعل الرجل يتجاهل امرأة تحبه، وأن الرجل دائمًا هو الذي يجب أن يطلب الزواج.
لم يكن الشناوي أقل ذكاءً منها ليفهم مغزاها من هذا السؤال، ولكنه تهرب من الإجابة عليها، وبعد إصرار ناهد على إبراز حبها للشناوي أكد لها أنه رجل متزوج وحريص على عائلته، ولكن تعلق قلبه بها ولم يستطع كبح مشاعره عن حبها، وذات يوم بادرها بطلب يدها للزواج ولكن في السر بدون علم أحد.
وافقت ناهد شريف على أن تكون الزوجة الثانية، حبها كان أكبر من التفكير في تلك الأمور، فأخيرًا كلل الزواج قصة حبهما التي ظلت في الخفاء لسنوات طويلة.
كانت خمس سنوات كافية لناهد الشريف لتخلع نظارة الحب التي أعمتها، وبعد سنوات من الخفاء عن الأعين لم ترض ناهد ببقائها على هذه الحال طويلا، لتنتهي قصة حب ناهد شريف وكمال الشناوي بالطلاق، وعلم الجمهور بقصة الحب وانفصالهما.
ولكن يبدو أن حب الشناوي كان أصعب أن ينسى بسهولة، فأصبحت حياة ناهد شريف متعثرة بدونه، فتركت البلاد وسافرت إلى لبنان، وتلقت أدوارًا عشوائية حتى تنسى حبها، إلا أنها لم تتمكن من إخراجه من بالها، فاتجهت للشرب والسكر، فأصابها المرض الخبيث.
وقع الخبر على حبيبها كمال الشناوي بمثابة الصفعة على وجهه، فظن أنه السبب في ذلك المرض، بعدما أخبره صديقه أن حالة ناهد تسوء يومًا بعد يوم، فطلب لقاءها وأخبرته عن إصابتها بالسرطان، وأفصحت له عن إفلاسها، وطلب منها كل الأوراق والأشعة على أن يتم سفرها للعلاج في الخارج في 48 ساعة، وتم أخذ موافقة الوزير وقتها وكان باقي موافقة رئيس الوزراء، وبالفعل تم سفرها خلال 48 ساعة إلى استوكهولهم لإجراء الجراحة اللازمة، لتعود بعدها إلى القاهرة معافاة من المرض، وعادت إلى العمل مرة أخرى ولكن المرض لم يتركها وشأنها طويلا فعاد يكشر عن أنيابه لها، واشتد السرطان بها.
ذهب إليها كمال الشناوي باكيًا تحت قدميها، بعدما علم طلبها بمقابلته، فوجدها إنسانة كما لم يعهدها من قبل، جسم كهن أتعبه المرض وقضى عليه، شعر الشناوي أنه السبب في ألم حبيبته بعد انفصالهما، وظل شعور الذنب يرافقه طوال حياته على حبيبته وصديقته التي لم تعد كما كانت.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
التليفزيون المصري يحتفل بذكرى رحيل الفنان كمال الشناوي
رواد الفيسبوك يحتفلون بذكرى رحيل الفنان كمال الشناوي
أرسل تعليقك