قصة الفيلا التي قُتل بداخلها شيكوريل وعاش فيها عزت أبو عوف
GMT
10:58 2018
الإثنين ,17
أيلول / سبتمبر
الفنان عزت أبوعوف
القاهرة _ العرب اليوم
يعرف سكان وسط البلد محلات شيكوريل، كأحد العلامات التاريخية التي مرّ على تأسيسها نحو 138 عامًا، حيث اسستها عائلة شيكوريل عام 1887 ورأس مجلس إدارتها مورنيو شيكوريل عميد العائلة، وكان رأسمال الشركة 500ألف جنيه، وعمل بها 485 موظفًا أجنبيًا، و142 موظفًا مصريًا.
انتقلت الإدارة بالوراثة إلى الأبناء، كانوا ثلاثة، كبيرهم يدعى سلامون شيكوريل، الذي قتل بعد أن اقتحم لصوص منزله وشرعوا في تخدير زوجته، وعندما حاولوا تخديره قاوم، فقاموا بقتله.
كان ذلك عام 1927، تحديدًا في صباح يوم 4 مارس/آذار، حسب رواية مجلة المصوّر، التي أشارت أن أربعة أشقياء قاموا باقتحام منزله، فوثبوا على زوجته، وأوثقوها بعد أن وضعوا على فمها مادة مخدرة، ثم هجموا على الزوج، فقتلوه، وسرقوا المجوهرات من الدرج، وفروا هاربين
وأخطر الخدم قوات الشرطة بالأمر، الذي تعقب الجناة، وحامت الشبهة بشأن سائق سيارة الخواجة شيكوريل، فتم توقيفه وفي صبيحة اليوم التالي كان الجناة كلهم –وهم أربعة- في قبضة رجال الشرطة، وقد اعترف المجرمون بجرمهم، وعثر المحققون على المجوهرات التي كان السائق قد أخفاها في منزله».
ومر نحو 30 عامًا على واقعة القتل، ليحل عام1957، وتسكن الفيلا عائلة أبوعوف، بعد أن اشترى الأب العقار من ملاكه وقتها، ليكونوا على موعد مع أحداث غريبة شاهدوها بأعينهم تدور داخل جدران الفيلا، لم تكن في الحسبان، وربما ظنوا وقتها أنها محض أوهام، وخيالات عادية تمر أمام أعينهم، لأنهم لميكونوا بعد قد اعتادوا المكان بأجوائه المختلفة، إلا أنتكرار المشهد مع كل أفراد العائلة، وحتى الزوار من الخارج، دفعهم للتأكد أن ثمة شيء مريب يحدث داخل الفيلا، وأن شخصَا ما يشاركهم المكان بشكل أو بآخر.
كان سن عزت أبوعوف -الابن الأكبر- وقتها 8 سنوات، بحسب روايته التي قالها للمذيعة شافكي المنيري في إحدى لقاءاتهما في برنامج القاهرة اليوم، عندما سألته: «هل سكنت في بيت فيه عفاريت زمان؟، فأجابها بثقة: "نعم"مؤكدة أنها ظنت الرواية خيالية، بعد أن حكت لها الممثلة يسرا عن واقعة شاهدتها بنفسها في ليلة قضتها داخل فيلا صديقة عمرها مها أبو عوف.
تقول يسرا: بعد أن تناولنا العشاء، وامتدت بنا السهرة، أصرت مها على أن أكمل الليلة معها، وبالفعل ارتديت التريننج سوت، ودخلنا معًا إلى حجرة نوم مها، وهات يا حكايات، حتى شعرنا بالرغبة في النوم وكانت الساعة قد تجاوزت الثالثة فجرًا.
أطفأنا الأنوار وتأهبت للنوم على سريري، وتوقف الحوار بيننا تمامًا، ولم يعد في المكان كله سوى صوت الصمت، الذي ملأ أركان الحجرة والفيلا، وفجأة بدأت أسمع صوت خطوات خارج الحجرة.
أرهفت السمع، وتأكدت من أن صوت الخطوات واضح، بل كان واضحًا أن الصوت يقترب من حجرتنا بشدة.
انتابني إحساس رهيب بالخوف لأنني كنت أعلم أنه لا أحد في الفيلا سوى أنا ومها، وحينها مددت يدى إلى سرير مها وظللت أوقظها وأنا أرتعد، حتى استيقظت وسألتها: الظاهر حد دخل الفيلا سامعة الصوت اللى أنا سامعاه؟ّ فردت مها بهدوء شديد: أيوه سامعة، بس ما تخافيش، نامي وبعدين بكره أحكيلك».
يضيف أبوعوف على حكاية يسرا: أنا فاكر اليوم ده، وعايز أقولك إن يسرا قفزت من الشباك، والله ما بهزر، وكانت بالبيجامة، وجريت لحد بيت خالتها في الشارع اللي جمبنا، أه والله
يسرد عزت أبو عوف الرواية كاملة، قائلًا "لم نكن نعلم وقت شراء الفيلا، أنّ شيكوريل قتل فيها، لكن بعد أن رأينا أشياءً تتحرك فيها، واتفقنا جميعًا، حتى زوار المكان، على أن هناك شيء مريب يحدث داخلها، سألنا، وعرفنا بقصة مقتل شيكوريل
وأشار أنهم ظلوا مقيمين في الفيلا التي تقع في شارع سريلانكا في الزمالك، أكثر من 50 عامًا لأن الشبح كان غير مؤذي بالمرة، مضيفًا "كان راجل عنده حاجة وستين سنة، بيعدي أدامنا جوه الفيلا، بس عمر عينه ما جت في عين حد مننا
وحكى عزت عن إحدى الوقائع التي مرت عليهم داخل الفيلا، على سبيل تأكيد معلوماته، ساردًا: كنت أنا وأختي منى أبوعوف، كنا صغيرين، وفي الكونسرفتوار، وقاعدين بنلعب على البيانو سوا، وبنعمل نفس المقطوعة مع بعض في نفس الوقت.
وكان البيانو بتاعنا محطوط في الصالون، ومضلمين الدنيا، وفي لمبة محطوطة فوق النوتة علشان نقرأ مع بعض، وفجأة وإحنا منهمكين، شيلنا إيدينا سوا، ولفينا بنبص على الباب اللي ورانا، لقينا في شخص واقف، وبيبص للبيانو، راحت أختى اتخضت، وجريت بشكل تلقائي ناحية الباب علشان تخرج، وشوفتها بعيني وهي بتحاول تبعده عن طريقها بإيدها، لكنها عدت من جواه، واتخبطت في الباب باندفاعها».
تكمل شافكي تساؤلاتها مندهشة: كنت بتشوف بقى الببان اللي بترزّع، والنجفة اللي بتتحرك"، فيجيبها عزت بكل هدوء، وبابتسامة: لأ، لكن كنت ممكن أشوف برواز مايل، أعدله، أصحى ألاقيه تاني يوم مايل، ده غير إن أبويا لما كان يزعل أمي، تقع عليه دلفة دولاب، أو على رجله زهرية، بمجرد ما يزعلها».
وقال أبو عوف عندما سألته شافكي بتعجب مرة أخرى: وفضلتوا عايشين جوه الفيلا دي, أنت بتتكلم عن القصة وكأنها حاجة لطيفة يعني، : في الأول كانت حاجة مرعبة، وكنا كلنا بجد بنخاف، ووالدتي وجدتي كانوا بيتخضوا بخاصة أن اخواتي كانوا صغيرين وقتها، لكن بعد كده اتعودنا، خاصة إنه مكانش مؤذي بالمرة».
أرسل تعليقك