الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب "التطرف"

الصوماليون
مقديشو ـ أ ف ب

يؤدي تشديد القوانين المصرفية الاميركية بهدف وقف تمويل الارهاب الى معاناة الصوماليين بقسوة وبينهم الاطفال الاربعة لمحمد آدن المقيم في مقديشو الذين باتوا محرومين من المدرسة.

فالمال الذي يرسله شقيق محمد آدن من الولايات المتحدة حيث يدير متجرا صغيرا يسدد اقساط مدرستهم. لكن تم تعليق تحويلات المال من الولايات المتحدة التي يعتمد عليها العديد من الصوماليين لتأمين معيشتهم في بلد يسوده الخراب وغارق في حالة من الفوضى منذ اكثر من عشرين عاما.

وتساءل آدن الذي خرج خاوي اليدين من مكتب لتحويل المال يعرف ب"الحوالة" في الصومال، "لماذا يمنع احد شقيقي من مساعدة اسرتي".

ويسمح نظام الحوالة للمرسل بايداع مبلغ من المال لدى مكتب شركة ما في مكان ما في العالم ليرسل في غضون ثوان الى المرسل اليه على بعد الاف الكيلومترات، في الصومال على سبيل المثال.

وهذا النظام الذي يعتمد الى حد كبير على الثقة بين مختلف المتعاملين في الشبكة، يعود الى القرون الوسطى ويستخدم في الشرق الاوسط وافريقيا الشمالية ومنطقة القرن الافريقي او في جنوب آسيا.

وهو بكلفة اقل واسرع واكثر فعالية من الخدمات التي توفرها المصارف كما يسمح خصوصا بالوصول الى مناطق محرومة من النظام المصرفي المتعارف عليه.

صحيح ان نظام الحوالة الذي يترك القليل من الاثر المكتوب يستخدم لتمويل انشطة ارهابية -خصوصا اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر- لكنه مستخدم ايضا من قبل ملايين الصوماليين الذين يعتمدون فقط على مساعدة اقاربهم الموجودين في المغتربات.

وقال آدن "اننا نستخدم هذا المال لتأمين لقمة العيش وتوفير مستقبل لاولادنا"، متسائلا "ماذا عسانا نفعل الان؟".

وفي البلدان الغربية يتعين على الشركات التي تمارس تحويل الاموال ان تكون مستندة الى مصرف تقليدي --اي ان يكون لها حسابات في هذه المصارف. لكن في الصومال لا يوجد نظام مصرفي فعلي.

ويرسل الشتات الصومالي كل عام حوالى 1,1 مليار يورو الى الصومال عبر نظام الحوالة، اي اكثر مما يتلقاه البلد كمساعدة دولية سنوية.

وفي مطلع شباط/فبراير، قرر كاليفورنيا مرشانتس بنك الذي يضم في الولايات المتحدة حسابات غالبية شركات التحويل المالي الى الصومال، اغلاقها. واوضح المصرف الاميركي لزبائنه انه عاجز بسبب "تعقيدات انشطتهم" عن الامتثال لمطالب الحكومة الاميركية التي تطلب منه تحسين اجراءاته لرصد اي انتهاكات محتملة للقانون.

واعتبر ديغان علي مدير منظمة اديسو غير الحكومية ان القرار "الكارثي" للبنك سيحرم الصوماليين من 80% من الاموال المرسلة كل عام والمقدرة بمئتي مليون دولار الى اقاربهم من الولايات المتحدة.

وقدرت اديسو واوكسفام في تقرير مشترك ان الصوماليين "خسروا القناة الوحيدة الواضحة او الشفافة لتلقي المال"، فيما يعيش نحو 750 الف صومالي في حالة انعدام امن غذائي شديد، وهو عدد مرشح للارتفاع ان لم تستطع شركات التحويل ارسال الاموال".

وتبدي المصارف الاميركية والبريطانية او الاسترالية تحفظها ازاء ابقاء المتعاملين بنظام الحوالات بين زبائنها، تخوفا من الملاحقة القضائية بتهمة التواطوء في تمويل الارهاب او تبييض الاموال.

واعلن مصرف استرالي انه سيغلق هذه الحسابات في اذار/مارس المقبل. والعام الماضي اتخذ مصرف باركليز البريطاني قرارا مماثلا لكن لندن اقامت نظاما موقتا يسمح باستمرار التحويلات.

وتعتبر اديسو واوكسفام ان تجميد التحويلات يأتي بنتائج عكسية من شأنها ان تشجع التحويلات السرية الخارجة عن اي رقابة، وهذا ما ستستفيد منه الشبكات الاجرامية وحركة الشباب الاسلامية الصومالية.

وحذرت المنظمتان غير الحكومتين من "ان شبكات غير شفافة ستحل بالتأكيد مكان النظام الحالي الذي يعتبر فيه المتعاملون مسؤولين تجاه السلطات والمجموعات التي يخدمونها"، مضيفة "ان العائلات التي تعتمد على هذه التحويلات ستعاني في وقت تسعى فيه الشبكات الاجرامية الى استغلال النظام وستجني منه الفائدة".

واكد رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد علي شارمركي ان حكومته تسعى لمنع اغلاق خدمات التحويل من الولايات المتحدة الذي سيكون له وقع هائل" على الاقتصاد المدمر اصلا في الصومال.

والصومال الغارقة في حالة من الفوضى اسيرة الميلشيات المسلحة لزعماء الحرب والعصابات الاجرامية والجماعات الاسلامية منذ سقوط الرئيس سياد بري في 1991، تسعى بصعوبة للنهوض واعادة بناء مؤسساتها في ضوء التراجع العسكري لحركة الشباب التي طرد مقاتلوها منذ سنتين من كامل معاقلهم تقريبا بما في ذلك مقديشو.

لكن العنف مستمر والوضع الانساني ما زال صعبا. وصفية حسن الام لستة اطفال لا تستطيع سد رمق اسرتها سوى بفضل المال الذي يرسله لها شقيق زوجها اللاجىء الى الولايات المتحدة منذ 1993.

وقالت "كنا نتلقى المال كل شهر من الولايات المتحدة لندفع الاقساط المدرسية للاولاد وشراء ما نأكله"، مؤكدة انها وزوجها العاطلين عن العمل لم يتوجها رغم ذلك مطلقا الى المنظمات غير الحكومية لطلب المساعدة.

واضافت "لن نتلقى اي مال بعد الان" مستطردة "فليكن الله في عوننا".




 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف الصوماليون محرومون من أموال المغتربين بسبب التطرف



GMT 17:49 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة ''رايتنغ اند انفستمنت'' تخفّض ترقيم تونس والبنك المركزي

GMT 14:49 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إضراب لأعوان شركة البستنة والغراسات يوم 16 نوفمبر في قبلي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 02:27 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مصر تعيد ترشيح أبو الغيط أميناً عاماً للجامعة العربية

GMT 21:11 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

بايدن يهاجم ترامب مجددًا: المناظرة معه كانت إحراج وطنى

GMT 19:30 2014 الخميس ,06 شباط / فبراير

"أمازون" تستحوذ على شركة تطوير الألعاب "Double Helix"

GMT 11:28 2021 الخميس ,09 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية يؤكد أن الوضع الأمني في تونس مستقر

GMT 18:04 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

صياد تايلاندي يعثر على ثعبان طوله 4 أمتار في شبكته

GMT 09:35 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

إرتفاع عدد الوافدين على تونس الى اكثر من مليوني سائح

GMT 03:58 2016 الإثنين ,21 آذار/ مارس

أهم الفوائد الصحية للزعتر أو الأوريجانو

GMT 05:22 2015 الخميس ,07 أيار / مايو

طهران تصر على التصعيد
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia