أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق

القصر الرئاسي في مينسك
تبيليسي ـ أ ف ب

تتحول العاصفة النقدية في روسيا الى ازمة اقتصادية عميقة في روسيا وكل دول الاتحاد السوفياتي السابق من دفاتر الطلبيات الفارغة في ارمينيا الى حالة ذعر في مكاتب صرف العملة في بيلاروس وتراجع تحويلات المغتربين الى طاجيكستان.

وقال المتعهد الارميني مانفيل غاسباريان الذي يصدر مصنع الاحذية الذي يملكه تسعين بالمئة من انتاجه الى روسيا ان انهيار الروبل الذي خسر اربعين بالمئة من قيمته مقابل الدولار منذ بداية العام وتراجع اسعار النفط كان لها تأثير كبير عليه.

واضاف رجل الاعمال ان "اسعار منتجاتنا التجارية ترتفع بينما ينخفض دخل السكان والطلب يتراجع بشكل مذهل".

وفي مواجهة انخفاض قيمة العملة وهي الدرام بنسبة 11 بالمئة وتراجع بنسبة عشرين بالمئة (بالدولار) لتحويلات المغتربين المقيمين في روسيا، اضطر هذا البلد الواقع في القوقاز لاعادة النظر في طموحاته المتعلقة بالنمو لهذه السنة والذي تراجع الى 3,3 بالمئة بدلا من 4,1 بالمئة في تقديرات سابقة.

وقال الخبير الاقتصادي اشوت اراميان ان هذا الامر ليس غريبا لان "الشركات الروسية هي التي تسيطر على قطاعات استراتيجية مثل الطاقة والنقل بالسكك الحديد والاتصالات".

واوضح الخبير الاقتصادي ايغور نيكولاييف من المكتب الاستشاري اف بي كا في موسكو ان المنطق هو نفسه من بيلاروس الى آسيا الوسطى مرورا بالقوقاز. واوضح ان "المبادلات التجارية مع روسيا وتحويلات الاموال من قبل المغتربين تتراجع مع انخفاض سعر الروبل".

وخيبة الامل كبيرة لارمينيا التي تخلت في 2013 في اللحظة الاخيرة عن تقارب مع الاتحاد الاوروبي لتلتفت الى موسكو واتحادها الجمركي مع بيلاروس وكازاخستان. والقرار المماثل في اوكرانيا ادى الى الازمة السياسية قبل ان يغرق شرقها في حرب.

والشركاء الاكثر وفاء لموسكو هم الاكثر تضررا بينما يفترض ان تتحول منطقة التبادل الحر بين هذه البلدان في الاول من كانون الثاني/يناير الى اوسع اتحاد اورو-آسيوي.

وفي اوج تراجع الروبل منتصف كانون الاول/ديسمبر، هرع سكان بيلاروس الذي عاشوا ازمة مالية حادة في 2011، الى مكاتب صرف العملات.

وفرض المصرف المركزي اجراءات عاجلة مثل رسم على صرف العملة بينما اقال الرئيس الكسندر لوكاشنكو الذي يعتبر الاكثر تفردا بالسلطة في اوروبا، رئيس الوزراء.

اما في كازاخستان الغنية بالمحروقات فتمثل اثر تراجع الروبل باغراق السوق الداخلية بمنتجات روسية اصبحت اكثر اهمية على حساب منتجات محلية.

وكان هذا البلد قرر منذ شباط/فبراير خفض قيمة عملته بنسبة 16 بالمئة بسبب ضعف العملة الروسية.

وقال وزير المالية بخيت سلطانوف مؤخرا انه قلق من مخاطر "تراجع الصادرات وبالتالي تباطؤ الاقتصاد".

وفي تعبير عن ابتعادهما عن موسكو التي باتت تعاني من عزلة من قبل الغربيين، زار الرئيس لوكاشنكو ورئيس كازاخستان نور سلطان نزرباييف كييف الاسبوع الماضي حيث دعوا الى احترام استقلال اوكرانيا.

وذهب نزرباييف الى حد القول ان الاتحاد الاورو-آسيوي العزيز على قلب بوتين يتعرض "لمخاطر كبيرة جدا".

وفي آسيا الوسطى تعتمد الجمهوريات السوفياتية السابقة على الاموال التي يرسلها المغتربون من روسيا والتي تمثل نصف اجمالي الناتج الداخلي لطاجيكستان الفقيرة جدا. ويحصل المغتربون الذين يعملون في روسيا في وظائف بسيطة وبدون ترخيص، على اجورهم في الروبل. وهم يواجهون اليوم ارتفاع الاسعار في مقر اقامتهم (اكثر من عشرة بالمئة).

وقال ممثل الطاجيك في موسكو كرامات شاريبوف لموقع اوبن-روسيا.اورغ "سنجد انفسنا مضطرين للعودة الى بلدنا".

وصرح المحلل المستقل الكسي كاراسين ان قرغيزستان شهدت تراجع التحويلات بالدولار بنسبة سبعين بالمئة.

وخسرت العملة المحلية السوم 17 بالمئة من قيمتها. وحذر حاكم البنك المركزي في قرغيزستان توكتوتول عبديغولوف من ان مؤسسته "لن تتمكن من انقاذ السوم لفترة طويلة" نظرا للاحتياطات القليلة المتوفرة.

وفي بقية المنطقة، تبدي اذربيجان وتركمانستان مقاومة في الوقت الحالي بفضل احتياطاتها الكبيرة من المحروقات. لكن في مولدافيا وجورجيا بدأ السكان يشعرون بآثار الصعوبات الروسية مع انهما ابتعدتا عن موسكو لمصلحة الاتحاد الاوروبي.

وحتى في اوكرانيا وعلى الرغم من الهوة مع الجارة الروسية، اعترفت رئيسة البنك المركزي فاليريا غونتاريفا الثلاثاء بان الصعوبات التي تواجهها موسكو عززت الركود الذي يعيشه الاقتصاد الاوكراني.

وقالت "كمواطنة يسرني ما يحدث بالروبل لكن كرئيسة للبنك الوطني هذا امر لا يسر لان روسيا تبقى احد شركائنا التجاريين الرئيسيين".





 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق أزمة الاقتصاد الروسي تمتد على كل دول الاتحاد السوفياتي السابق



GMT 17:49 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة ''رايتنغ اند انفستمنت'' تخفّض ترقيم تونس والبنك المركزي

GMT 14:49 2021 الأحد ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إضراب لأعوان شركة البستنة والغراسات يوم 16 نوفمبر في قبلي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia