بيروت ـ ننا
اقيمت ندوة متخصصة عن "اعادة تأهيل المباني المتضررة" برعاية سفير فرنسا باتريس باولي ممثلا بالملحق التجاري هانري كاستوريس وحضور نقيب المهندسين في بيروت خالد شهاب، وجان أرمان كلغارو ممثلا الاتحاد الدولي للمهندسين والعلماء الناطقين باللغة الفرنسية في فرنسا UISF، وممثلين عن شركات هندسية فرنسية وخبراء لبنانيين وفرنسيين، في صالة المؤتمرات في معرض "بروجيكت ليبانون" في بيال.
وتحدث كل من مدير شركة "اوتيسيه ليبان" سيمون دانيال ممثلا للاتحاد الدولي للمهندسين والعلماء الناطقين باللغة الفرنسية في الشرق الأوسط "او اي اس اف" UISF والخبراء المهندسون: رولان ماري من شركة "سوكوتك ليبان" SOCOTEC Liban ونسيب نصر ممثلا لشركة "ابافيه ليبان" APAVE Liban وفيليب لياسو مفوض شركة "مينار" MENARDالفرنسية، وكريستيان ريدون ممثلا الاتحاد الوطني لرجال الاعمال المتخصصين، عضو مجلس النقابة السابق رودولف كرم عن اصلاح المباني وتعزي الهياكل.
وتحدث الخبراء وممثلو الشركات عن المنشآت المتضررة عارضين لنماذج من مختلف أنحاء العالم، وحالات الضرر في المنشآت القائمة، وكيفية تعزيز التربة بتقنيات جديدة، وتدعيم الأساسات، ومعالجة التشققات، وكيفية تطبيق أحكام السلامة العامة في البناء.
ثم تحدث شهاب فرأى ان هذه الندوة المتخصصة المتعلقة ب "رفع مستوى المباني القائمة وترميم الابنية المتضررة جراء الحروب"، بخاصة واننا بلد عانى على مدى عقدين من الزمن من حرب عبثية قضت على كثير من معالمه العمرانية في قلب عاصمته وفي مناطق عدة".
اضاف: "ان الارادة اللبنانية حية دائما، وهي التي فعلت ما لم تستطع فعله شعوب بأكملها، لانها ارادة صلبة ونابعة من العلم والمعرفة، ومن الإيمان بهذا البلد الجميل، الذي تسعى قدراته الهندسية والعلمية والتقنية الى تطويره في كل المجالات على الرغم من الظروف التي تحيط به والتي تنعكس عليه سلبا وتضعه في دائرة الخطر".
وتابع: "ان الارادة اللبنانية اعادت كل شيء الى احسن مما كان عليه، فها هي الحروب الكبيرة والصغيرة قضت على قسم كبير من عمرانه التراثي ودساكره واحيائه، وها هي الارادة تعيد البناء على نحو عصري متطور ونوعي. ولدينا من النماذج الكثير، لكن ابرزها واقربها هو نموذج الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت التي اعيد بناؤها بعدما دمرها العدوان الاسرائيلي في صيف 2006 وقضى على عدد كبير من احيائها تدميرا كاملا.... ولدينا نموذج وسط بيروت التجاري الذي دمر نتيجة الحرب العبثية التي استمرت 17 عاما، فأصبح وسط بيروت وجهة كل الزائرين الى لبنان للاطلاع والافادة واخذ العبرة ورؤية الإبداع اللبناني".
وختم شهاب: "انني وفي هذه المناسبة العزيزة، احببت ان اؤكد امام هذا الحفل النوعي البارز ان الدولة اللبنانية بالتعاون مع نقابة المهندسين في بيروت كان لها الدور الابرز في اعادة اعمار لبنان على اسس حديثة وضمن المواصفات الفنية العالية التي تؤمن السلامة العامة والهندسة المعمارية المميزة. فقد أسهمت نقابة المهندسين في اقرار عدد كبير من القوانين تتعلق باعادة ترميم وتأهيل الابنية التي تضررت جراء الحرب اللبنانية من خلال تأمين التشريعات اللازمة لتسهيل اعادة الترميم او المتطلبات الفنية والمشورات التقنية واللوجستية، ومن ضمن هذه القوانين، القانون الذي يرمي الى اعفاء تراخيص اعادة بناء الابنية المهدمة واعادة ترميم الأبنية المتضررة جراء الأحداث اللبنانية من جميع الرسوم القانونية".
وقال: "كما وأن عددا كبيرا من الأبنية المتهدمة خلال الفترة الممتدة بين 1975 و1990 قد أعيد بناؤها خلال التسعينيات من القرن الماضي، في مرحلة إعادة الإعمار التي اطلقها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لكن بعضها لا يزال يحتاج الى تسويات قانونية قد ينجزها مشروع القانون الجديد بعد إقراره في مجلس النواب. وعملت نقابة المهندسين على المطالبة بالمخطط التوجيهي الشامل للاراضي اللبنانية الذي بدأ الحديث عنه والمطالبة به منذ الستينات، ثم احيل الى مجلس النواب العام 2002، واعيد الى مجلس الوزراء العام 2005 ليقر في مجلس الوزراء العام 2009. وتكمن اهمية هذا المخطط، بحسب نقابة المهندسين، في تحقيق التنمية المتوازنة، وفي تحديد نسبة الاستثمار في كل منطقة انطلاقا من واقعها وحاجاتها ومستقبلها، وفي تحديد مخالفات البناء في القرى والبلدات غير الخاضعة للمساحة".
وختم شهاب: "إننا في نقابة المهندسين كنا وسنبقى اسرع من اي مؤسسة رسمية او خاصة في مواجهة المعضلة التي كانت تحصل بعد كل جولات تدمير وعنف، فكنا وما زلنا نبادر الى اعداد خطط للطوارئ وتشكيل لجان هندسية واستنفار المهندسين المتطوعين لمساعدة الاهالي المتضررين في الكشف على مبانيهم، فضلا عن تسريع العمل برخص البناء. وبما أن هذا المؤتمر متخصص في كيفية وضع خطة لإعادة النهوض في بلد عربي، فإننا في اتحاد المهندسين اللبنانيين على استعداد لنكون الأوائل والسباقين في أية عملية إعادة أعمار على مستوى لبنان والوطن العربي، بحيث أننا نملك الإرادة أولا والقدرات الهندسية والكفاءات الفنية ثانيا".
أرسل تعليقك