لندن - وكالات
أعلن الثري ورجل الأعمال الفرنسي المعروف آلان آفلولو، أنه قرر ترك فرنسا والإقامة في لندن، بغرض تطوير أعماله، مستبعدا في بيان له أن يكون القرار بسبب الضرائب. غير أن وسائل الإعلام الفرنسية سارعت إلى التركيز على قضية الضرائب في قرار الثري الفرنسي، واعتبرت أن قرار صاحب المرتبة 204 بين أغنى أغنياء فرنسا بثروة تقدر بـ180 مليون يورو، وصاحب شركة للنظارات الطبية تعتبر من أكبر الشركات في أوروبا ولها حضور في 9 دول وبـ1200 فرع، وبرقم أعمال يقدر بـ800 مليون يورو، أشبه بـ«لجوء ضريبي» من فرنسا إلى لندن!، وربطته بقضية الممثل الفرنسي الشهير والثري جيرارد ديبارديو لانتقاله للإقامة في قرية في جنوب بلجيكا، تبعد كيلومترا واحدا عن مدينة روبيه الفرنسية، ليتفادى دفع ضرائب، وقبله من يعتبر الأغنى في فرنسا برنارد أرنو، صاحب شركة «إل في إم إتش» للسلع الفاخرة، الذي قرر «اللجوء العقاري» لبلجيكا أيضا وحتى طلب الجنسية البلجيكية لكي لا يدفع الضرائب في فرنسا.
وكانت تقارير إعلامية بريطانية استبقت قرار أفلولو بالاستقرار في لندن، بالقول إن لندن تحضر نفسها لموجة «لجوء» مالي وعقاري من أثرياء فرنسا بسبب ارتفاع الضرائب في فرنسا. وقد أثار تصريح رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في قمة مجموعة العشرين الأخيرة مؤخرا بمنتجع لوس كابوس بالمكسيك عن استعداده «لمد السجاد الأحمر» للشركات التي ستهرب من فرنسا لدى زيادة الضرائب فيها، جدلا وحتى ردودا ساخرة من وزير العمل الفرنسي ميشال سابان الذي قال إن هذه السجادة قد «تتبلل» عند عبورها بحر المانش الفاصل بين البلدين.
واستهدف كاميرون بتصريحاته مشروع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بزيادة الضرائب على ذوي الدخول الكبيرة، حيث تعهد هولاند برفع نسبة الضريبة على الدخول التي تفوق مليون يورو إلى 75%.
وصرح كاميرون: «عندما ستفرض فرنسا اقتطاع نسبة 75% على الشريحة العليا من ضريبة الدخل، سنفرش السجاد الأحمر وسنستقبل مزيدا من الشركات الفرنسية التي ستدفع ضرائبها في المملكة المتحدة».
وأكدت تقارير إعلامية بريطانية مؤخرا، نقلا عن وكالات عقارية بريطانية خاصة في لندن، أن الكثير من الأثرياء الفرنسيين يفكرون في «اللجوء» المالي والعقاري للندن، لتجنب دفع الضرائب على دخولهم. ولاحظت وكالات عقارية في لندن متخصصة في القطاع العقاري الفاخر، ازدياد طلبات زبائن فرنسيين للبحث عن مساكن للبيع في لندن، خاصة في الأحياء الفاخرة.
وتعيش في لندن جالية فرنسية كبيرة. ويقدر عدد الفرنسيين في لندن بنحو 400 ألف، مما يجعل لندن رابع مدينة من حيث عدد السكان الفرنسيين (حتى قبل مدن فرنسية)، أي إن بها عددا من السكان الفرنسيين أكثر من مدن فرنسية كبيرة مثل ليل. ويتمركز وجود الجالية في فرنسا في أحياء راقية في لندن مثل كينزنغتون.
وموجة «اللجوء العقاري» لأثرياء فرنسا ستضاف إلى لاجئين عقاريين آخرين خاصة من منطقة اليورو. وبرز إلى الواجهة مؤخرا هذا المصطلح في بريطانيا، وأثار جدلا وتعليقات ساخرة، في أغلب الأحيان، في الصحافة البريطانية. وقد اشتق منه مصطلح «اللاجئون العقاريون»، ويخص الأثرياء الأوروبيين من منطقة اليورو، وبشكل أخص من اليونان وإيطاليا، و«الفارين» بأموالهم من ترصد مصالح الضرائب في بلدانهم، لاستثمارها في قطاع العقارات البريطاني، خاصة في القطاع الفاخر في العاصمة لندن.
ويسجل قطاع العقارات الفاخر في إنجلترا، خصوصا في العاصمة لندن، معدلات نمو قياسية بلغت 102 في المائة خلال السنوات العشر الماضية، خصوصا مع الإقبال القياسي من الأجانب. وتواصل لندن جذب المستثمرين الأجانب الذين يبحثون عن ملاذات آمنة فيها، وازداد بشكل واضح في الفترة الأخيرة عدد المستثمرين من أوروبا «الهاربين» من أزمة منطقة اليورو، وبشكل خاص من إيطاليا واليونان، الذين يرون في لندن خاصة «ملاذا آمنا»، وأصبحوا ينافسون الأثرياء الروس والهنود والعرب والصينيين على «خطف» العقارات الفاخرة خاصة.
ويرى ريتشارد دونيل، المحلل العقاري بشركة «هوم تريك» أن «إقبال المستثمرين الأجانب هو (مفتاح) سوق العقارات في لندن، ومع إقبالهم، فإن أداء سوق لندن يختلف. وبالنسبة للمستثمرين الأجانب، فإن عقارات لندن (ملاذات آمنة)، كما أن لندن بصفتها عاصمة عالمية مفتوحة، لها جاذبيتها».
أرسل تعليقك