ملتقى رواد الأعمال في جدة ينهي فعالياته بـ 10 آلاف فرصة عمل

ضربت النسخة الثامنة لملتقى رواد الأعمال التي اختتمت فعالياتها مساء أمس الاول (السبت) برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل في جدة، جميع الأرقام القياسية، بعد أن جذبت أكثر من 25 ألف زائر، وانتزع تفاعل 15 جهة حكومية ورسمية على مدار أيامه الخمس في مركز جدة للمنتديات والفعاليات، وأطلق مبادرة توظيف 10 آلاف شاب، وكافئ أفضل العارضين بنقطي بيع مجانية في أكثر مراكز التسوق رواجاً بالعروس، محققاً صفقات تجاوزت 20 مليون ريال، وشراكات وتكتلات ناجحة بين الكثير من المنشآت الصغيرة والناشئة، وعزز مكانته كأكبر منصة سنوية سعودية لإطلاق المشاريع والمبادرات الشبابية المبتكرة.

وشهد الملتقى الذي أقيم تحت عنوان (طاقات وطن) مشاريع شبابية مبتكرة وجذب 15 جهة رسمية تقدمتها وزارة التجارة، حيث استعرض المهندس مازن الداؤود مدير هيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة بوزارة التجارة والصناعة أبرز التسهيلات والمحفزات التي تقدم لشباب الأعمال بالسعودية، وساهمت المشاركة الخليجية التي يشهدها الملتقى للمرة الأولى في توثيق علاقة رواد الأعمال في الإمارات العربية المتحدة وقطر مع نظرائهم بالسعودية، حيث شارك وفد يمثل غرفة دبي ووفد آخر يمثل غرفة الدوحة بفاعلية وعقد عدد من الاجتماعات مع مسؤولي غرفة جدة بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

ووفقاً للأمين العام لغرفة جدة عدنان بن حسين مندورة ستشهد الفترة المقبلة المزيد من التعاون بين شباب الأعمال في دول الخليج، والكثير من التكتلات والتحالفات الناجحة التي تؤدي إلى تنمية الكثير من المشروعات، كما شهد الملتقى عرض عدد من التجارب الملهمة والناجحة لرواد أعمال من جميع مناطق المملكة، وشاركت الشركات الكبرى بفاعلية لعرض الفرص تجارية والتي تقدمها للتعاون والتأهيل والتوظيف.

10 آلاف فرصة

وطرح نائب رئيس غرفة جدة زياد بن بسام البسام مبادرة توظيف 10 آلاف شاب، مؤكدا امكانية تنفيذ المبادرة من خلال مركز التكامل التنموي بإمارة منطقة مكة المكرمة.. وتتمثل في تبني إنشاء 10 آلاف نقطة بيع (أكشاك) في أسواق عديدة في جدة ومكة ومحافظات المنطقة، مؤكداً أن تبني فكرة إطلاق مراكز خدمات حكومية لتقديم شتى الخدمات في مكان واحد سيساهم في نجاح هذه المبادرة وتحويلها من حلم إلى واقع.

وأضاف: بات مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة هو الراعي والحاضن والداعم للشباب ، والدور الأبرز في إطلاق المبادرات والمشاريع التي تساند الشباب وتعزز من قدراتهم.. وتساهم في تمكينهم، فقد كان سموه أول من أسس مجلس لشباب منطقة مكة المكرمة.. وأول من خصص يوماً للشباب في مجلسه، وأول من أنشأ معهد لإعداد القادة في منطقة مكة المكرمة، ودأب عبر لقاءاته وتصريحاته وقراراته على دعم الشباب.. وحثه على اللحاق بركب الإبداع والابتكار.. وريادة الأعمال، ليصبح موفراً للوظائف بدلاً من باحث عنها.

وشدد البسام على تحول الملتقى من الهواية إلى الاحترافية بعد أن تحول من "معرض شباب الأعمال" إلى " ملتقى رواد الأعمال".. وبات يستشرف المستقبل ويقدم "طاقات وطن" قادرة على أن تقوده بالفكر والعمل إلى بر الأمان، لافتاً إلى دور غرفة جدة في دعم رواد ورائدات الأعال، وقال: كانت غرفة جدة أول من أطلق مركز للمنشآت الصغيرة والناشئة الذي ينظم أكثر 130 فعالية سنوياً، ويعمل على تقديم العون للشباب والشابات الباحثين عن اقتحام قطاع الإعمال، واستشعاراً من غرفة جدة بدورها في دعم المشاريع الناشئة وتهيئتها لمجابهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية يأتي تنظيمها السنوي لهذا الملتقى الذي بات نقطة التقاء لكل رواد الأعمال ومنصة لإطلاق المشاريع والمبادرات.

أول تاجر كفيف

خطفت مبادرة "أول سجل تجاري بلغة برايل" الأنظار من بين الكثير من فعاليات المعرض.. حيث سلم وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق الربيعة السجل الأول من نوعه إلى محمد توفيق بلو المدير العام السابق لجمعية إبصار الخيرية، حيث جرى تسليم السجل بحضور عضو مجلس إدارة غرفة جدة فايز بن عبدالله الحربي، والأمين العام عدنان مندورة، ومدير فرع وزارة التجارة والصناعة في منطقة مكة المكرمة المهندس عبد الإله بن على آل مشيط وعدد من المسئولين ورجال الأعمال والمشاركين في ملتقى ومعرض رواد الأعمال الثامن.

وكشف رئيس لجنة شباب الأعمال بغرفة جدة محمد صويلح عن تأمين مكتب في شارع التحلية بجدة بأثاث كامل من أحد شركات شباب الأعمال لصاحب أول سجل تجاري من المكفوفين ليمارس نشاطه منه وينطلق بفكرته النوعية في خدمه الأبحاث الخاصة بالإعاقة، مؤكدا حرص اللجنة على دعم كافة الأنشطة لشباب الأعمال ليساهموا في تنمية الاقتصاد والوطني، وأشار أن حصول بلو على السجل التجاري يعتبر أحد المبادرات المهمة والكبيرة في معناها التي يحملها ملتقى شباب الأعمال في نسخته الجارية.

وشهد الملتقى ابرام أول اتفاق لتقديم الرعاية المجانية لبعض رواد الأعمال المشاركين متمثلة في الدعم المكتبي والإداري كجائزة مجانية تحت مظلة اللجنة المنظمة، حيث تنص الاتفاق على استفادة الفائز من الجائز شخصياً لمشروعه التجاري المسجل باسمه ولا يحق تجييرها أو بيعها أو اهدائها للغير، كما لا يمكن استبدالها أو جزء منها بالنقد أو المطالبة بتمديد فترة الصلاحية، وتمكن هذه الاتفاقية من اصدار رخصة البلدية حسب نوع النشاط التجاري والحصول على موافقة أمانة محافظة جدة حسب الاشتراطات الرسمية في حين تشمل خدمات رواد الأعمال بناءً على الاتفاقية العنوان الراقي في أهم منطقة تجارية في مدينة جدة وإدارة الاتصالات والمكاتب المجهزة وقاعات الاجتماعات والخدمات المساندة.

وفي الإطار نفسه قدمت شركة أسواق البحر الأحمر جائزتين عبارة عن نقطتي بيع مدفوعة التكاليف (كشك) في الردسي مول الذي يعد أكثر الأسواق رواجاً بشاطئ البحر الاحمر، ووقع الاختيار على مشروعي بيبي معمول واكسسوارات وكامي، وقال محمد علوي الرئيس التنفيذي لشركة اسواق البحر الاحمر المحدودة المالكة لمركز الرد سي مول: نعمل على دعم رواد الاعمال منذ افتتاح المركز وننشارك في الفعاليات والمناسبات التي من شأنها دعم هذه الفئة لما لهم من اهمية في تعزيز الاقتصاد الوطني، وساهمنا في نمو العديد من الشركات الناشئة في السوق السعودي ونحن ماضون قدما لدعم ريادة الاعمال في السعودية والجائزتان خير دليل على ذلك.

أرقام قياسية

وعاد عضو غرفة جدة فائز الحربي للتأكيد على أن النسخة الثامنة لمعرض شباب الأعمال لم تكتف بتحقيق النجاح المعتاد، بل ضربت عدد من الأرقام القياسية سواء في عدد الحضور أو الصفقات أو المبادرات التي جرى إطلاقها أو الشراكات، إضافة إلى الجهات الحكومية والرسمية المشاركة والتفاعل الكبير من المسؤولي في مختلف القطاعات، وقال: شارك أكثر من 40 خبير ومختص في عرض تجاربهم وأراءهم وأفكارهم خلال 24  لقاء وجلسة علمية وورشة عمل أقيمت يومياً بمركز جدة للمنتديات والمعارض من الخامسة وحتى العاشرة مساءً، وركزت النسخة الثامنة على عرض الفرص المستقبلية في الأسواق والتعريف بالجهات الداعمة والممولة، مع بحث أهم التحديات التي تواجه رواد ورائدات الأعمال وتبادل التجارب وقصص النجاح الخليجية.

وأضاف: المعرض السابق كان يشترط ان يكون سن المشارك اقل من 40 سنة، والسبب الثاني ان يكون هناك تركيز على الجلسات العلمية وليس الاهتمام بالمعرض فقط، مشدداً على أن المعرض بات منصة رئيسية لإطلاق المبادرات والمشاريع، حيث لم يعد يستهدف الترويج لمنتجات المشاركين وخدماتهم فقط، بل الدخول في تحالفات وشراكات بين الشركات والمؤسسات الصغيرة لتكوين كيانات كبيرة ، وكذلك تبني الشركات الكبيرة لرواد ورائدات الأعمال وأصحاب المشاريع الصغيرة، مؤكداً أن الملتقى يعكس اهتمام الغرفة بتفعيل دور الشباب في المجال الاقتصادي، ويعبر عن حرصها على دعم الشباب والشابات الذين تنامى دورهم خلال الأعوام الأخيرة حتى أصبحوا يشكلون شريحة مهمة من البيئة الاستثمارية في المملكة، فضلاً عن دمجهم ضمن الأوساط الاقتصادية ورفع مستوى الثقافة الاستثمارية لديهم وطرح العديد من التجارب لهم وتفعيل دورهم بالشكل المطلوب.