قرض مالي كبير إلى الأردن عقب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

قرض مالي كبير إلى الأردن عقب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قرض مالي كبير إلى الأردن عقب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي

عمان ـ قنا

انتهت المفاوضات المضنية بين بعثة صندوق الدولي ومسؤولين أردنيين بتجاوز أزمة كادت تطيح باتفاق مع الصندوق، بعد أن توصل الفريقان إلى تفاهمات مبدئية على تحقيق متطلبات الصندوق، وحصول البعثة على إجابات لاستفسارات متعلقة بمؤشرات اقتصادية، لاسيما الضربيبة منها صعوبة المهمة عكستها طول مدة إقامة البعثة في الاردن التي كان يفترض أن لا تزيد على أسبوع، لتبقى البعثة مدة 17 يوما. وقد تم التوصل الى الاتفاق بين الطرفين بعد جهد مضن واسفر عن حصول الاردن على 384 مليون دولار، كدفعة ثانية من قرض تزيد قيمته على 2 ملياري دولار وفق مصادر وزارة المالية الاردنية وشهدت المفاوضات بين البعثة والمسؤوليين الأردنيين، خلافات كادت أن تطيح بجهود الحصول على الدفعة الثانية من القرض، نتيجة تمسك البعثة الدولية بوضع آليات واتخاذ إجراءات تتعلق بقرارات صعبة، كانت الحكومة تسعى لتطبيقها في مواعيد لم ترق للصندوق، رغم أنها تناسب أجندة الحكومة، والمصالح الوطنية. ووفق ما نشرته الصحافة الاردنية اليوم ومنها صحيفة //الغد // التي  تؤكد انتزاع الحكومة اتفاقا شفهيا مبدئيا مع بعثة الصندوق يتضمن رفع أسعار الكهرباء في نهاية يونيو المقبل بدلا من ابريل، مقابل تحرير الدفعة المالية الثانية من الصندوق للمملكة ومقدارها 384 مليون دولار لتصرف في منتصف   (ابريل). والتركيز خلال المفاوضات  انصب على مسألة رفع أسعار الكهرباء، دفع الصندوق إلى التأكيد على أن مقدار خسائر شركة الكهرباء يجب أن لا ترتفع عن السيناريو الحكومي، من خلال توفير إيرادات وضبط النفقات للمحافظة على النسب المستهدفة، بحسب المصادر التي أكدت أن المفاوضات في هذا البند كانت "عسيرة". وكان الخلاف بين الجانبين على تسعير الكهرباء مرتبطا بوجهة نظر الحكومة التي تعتقد بأمانية حدوث "تداعيات سلبية" للقرار على القطاعات الاقتصادية جراء رفع الأسعار، الأمر الذي دفع الحكومة الى التشبت بفكرة تأجيل الرفع قدر المستطاع. غير أن الحكومة، وبحسب المصادر، تريد تعزيز ثقة المؤسسات الدولية بالاقتصاد الأردني، كاقتصاد قادر على التكييف مع التحولات العالمية والمتغيرات الإقليمية. في التفاصيل، فإن المفاوضات التي امتدت منذ 20 (فبراير) الماضي الى 7 (مارس) الحالي، شهدت إصرارا كبيرا من رئيسة بعثة النقد كريستينا كوستيال بالحصول على تعهد مكتوب من الحكومة برفع أسعار الكهرباء، وفي أقرب وقت ممكن، وهو أمر لم يتحقق، بل على العكس تماما تمكنت الحكومة من تأجيل الأمر الى أبعد ما يمكن. وتذكر المصادر الاردنية  أن بعثة الصندوق تفاجأت بموقف متشدد من رئيس الوزراء عبدالله النسور خلال لقاء عقد في 26 (فبراير) بـ"أن اكد ان  رفع الكهرباء لن يكون قبل نهاية يونيو (يونيو)". وكانت بعثة صندوق النقد تعتقد قبل لقاء الرئيس النسور الرسمي، بأن الأمر سيحسم، من خلال الالتزام بتنفيذ استراتيجية شركة الكهرباء الوطنية (نيبكو)- في   (ابريل)، خصوصا أن وزارة المالية تؤمن بأن الخاصرة الضعيفة للمالية العامة، هي تلك الشركة، ويجب إصلاحها لتحقيق التوازن للمالية العامة بالشكل الأمثل. **********----------********** وقبل مجيء بعثة الصندوق كانت الطموحات الحكومية تصل الى حصول المملكة على 512 مليون دولار كدفعة ثانية وثالثة من القرض، إلا أن رفض المسؤولين الحكوميين تقديم تعهد مكتوب بشأن موعد رفع أسعار الكهرباء، أدى الى اكتفاء الصندوق بتقديم مبلغ 384 مليون دولار، كون الحكومة انتقالية، والضبابية ما تزال تسيطر على شخصية رئيس الوزراء المقبل. وكان الاردن  حصل على الدفعة الأولى من القرض والبالغة 385 مليون دولار في شهر (أغسطس) الماضي. المصادر وفي حديثها لـ"الغد الاردنية " أشارت الى نقطة قوة في موقف المفاوض الأردني تتعلق بالاحتياطيات الأجنبية، بما يفوق 8 مليارات دولار، وبنسبة نمو 21 %، منذ بداية العام الحالي. المصادر قالت إن محافظ البنك المركزي الدكتور زياد فريز بات يؤمن بأن (نوفمبر) 2012، صار من الماضي، وكان الخاسر الأكبر هو من حمل الدولار، ورفع مستويات "الدولرة" من الطبيعية التي كانت سائدة في العام 2011 بنسبة 16 %، الى 24 % في العام 2012، خصوصا وأن جاذبية الدينار ازدادت ويؤشر على ذلك ارتفاع الودائع بالدينار بنهاية الأسبوع الماضي 600 مليون دينار. وزير المالية سليمان الحافظ وخلال المفاوضات مع الصندوق تمسك بمعالجة التشوهات في تسعير الكهرباء، واصفا إياها بـ"الصداع" في ملف إصلاح المالية، خصوصا أنها تسببت بتجاوز خسائر الشركة عن مؤشرات الصندوق بمقدار 13 مليون دينار خلال العام 2012. ووقعت الحكومة في 27 (يوليو) الماضي اتفاقية مع صندوق النقد الدولي تم بموجبها تبني البرنامج الوطني للإصلاح الاقتصادي، فيما يقدم صندوق النقد الدولي 2 ملياري دولار  للاردن  على دفعات. في تلك الأثناء، وتحديدا في 28 فبراير الماضي، اتخذت الحكومة قرار تعديل أسعار المحروقات الشهري والذي أفضى الى رفع بعض الأصناف بنسبة وصلت الى 4.6 %، ليتأزم موقف الحكومة والبرلمان. تعقد المشهد السياسي محليا وتوتر العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعة عقب جلسة مجلس النواب الأحد الماضي التي استمرت ست ساعات، وطالب خلالها 92 نائبا بالتراجع عن الأسعار، دفعت نائبة مدير صندوق النقد الدولي نعمت شفيق للقدوم من واشنطن ومتابعة الأوضاع مع المسؤولين الحكوميين، إذ تصاعد قلق إدارة الصندوق من تراجع الحكومة عن قرار التسعير الشهري. مفاوضو الجانب الأردني، أكدوا لشفيق أن مسألة الإصلاح الاقتصادي بالنسبة  للاردن  هي عملية جوهرية وطنية تنبع من تحقيق التوازن في المالية العامة بما يفضي لتحقيق الاستقرار النقدي والمالي والعودة بمعدلات النمو الاقتصادي لمستويات مرضية. كما استندوا الى مسألة العودة لقرار الحكومة الشهير بتحرير أسعار المحروقات نهاية العام الماضي، وما تلاه من اضطرابات. الجانب الحكومي أكد أن الحكومة ماضية بربط أسعار المحروقات بالسوق العالمية، وذلك منذ نوفمبر الماضي، حيث قامت الحكومة بزيادة أسعار بعض المشتقات بنسب توفق تلك المطلوبة من الصندوق بحسب البرنامج المتفق عليه، في إشارة إلى أسعار السولار الذي كان من المفترض أن يرتفع حينها بنسبة 6 %، إلا أن الحكومة زادته بنسبة 33 %. شفيق كانت أول المغادرين، إذ اختتمت زيارتها الأربعاء الماضي، وأصدرت بيانا تحدثت فيه عن سلسلة اللقاءات التي عقدتها، ومشكلة الدعم، وأوضاع شركة الكهرباء الوطنية وتداعياتها السلبية على المالية. شفيق لفتت الى أن الصندوق عمل بمرونة في مراجعته لوضع الاقتصاد، حيث أخذ بعين الاعتبار قضية تدفق اللاجئين السوريين، وما يتحمله الاقتصاد من أعباء نتيجة ذلك. كريستينا وفريقها أنهوا مهتهم يوم الخميس امس الاول وغادروا الاردن  ويتوقع أن يصدروا بيانا حول الزيارة في غضون أسبوع، إضافة الى إصدار تقرير دوري يقيم أداء الاقتصاد. بعد اختتام البعثة لزيارتها يفترض أن تعود مجددا في يوليو المقبل، لمراجعة أداء الاقتصاد ومدى التزام الحكومة  الاردمية بالتطبيق، بالتشاور مع مجلس النواب الاردني

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قرض مالي كبير إلى الأردن عقب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي قرض مالي كبير إلى الأردن عقب مفاوضات مع صندوق النقد الدولي



GMT 17:12 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

تقرير يوضح تراجع احتياطي تونس من العملة الصعبة

GMT 17:10 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

نسبة التضخم في تونس ترتفع خلال شهر نوفمبر 2021

GMT 15:37 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تزويد سليانة ب183 ألف 565 لترا من الزيت النباتي المدعم خلال شهر

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia