شركة باير للأدوية قصة نجاح لا تخلو من السقطات
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

شركة باير للأدوية قصة نجاح لا تخلو من السقطات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - شركة باير للأدوية قصة نجاح لا تخلو من السقطات

برلين - العرب اليوم

لا يضاهي الأسبرين شهرة أي منتج آخر من شركة باير للأدوية التي تحتفل بميلادها للمرة 150. الشركة التي بدأت كممل صغير للأصباغ قبل أن تصبح شركة عالمية عملاقة، وقعت في سقطات وفضائح غم قصة النجاح الكبير على المستوى العالمي. تضم قائمة المدعوين للذكرى المائة و الخمسين لشركة باير العديد من كبار المسؤولين، من ضمنهم المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. يذكر أن الأخيرة مدحت خلال حفل رسمي ليس بالبعيد شركة باير العالمية، حيث وسمتها بأنها رمز للإبداع المبتكر ومركز للتقنيات العالية في بلدها الأم ألمانيا. و يتطلع رئيس الشركة، مارين ديكرز، إلى المستقبل في خطابه بهذه المناسبة، فمكافحة الجوع والأمراض لا زالت تحتل المرتبة الأولى في قائمة تطلعات الشركة. ويعقب الرئيس قائلاً:" تضم شركتنا 110.000 شخص يبذلون قصارى جهدهم لاكتشاف كل جديد". البدايات في بارمين  أسس رجل الأعمال فريدريش باير والصباغ يوهان فيسكوت معملاً صغيراً للصبغات في الأول من أغسطس لعام 1863 في منطقة بارمين في فوبرتال. ولا يزال الطلب على منتجات هذا المعمل كبيراً. كما يعد الجيش الألماني من أهم الزبائن، حيث يصبغ زيه الرسمي باستخدام أصبغة معمل باير. في عام 1883، تحولت الشركة إلى شركة مساهمة لأغراض زيادة رأس المال. على صعيد عامليها، لم تتوان الشركة عن توظيف خريجي الجامعات الجدد  في مجال الكيمياء و ذلك لضمان موقع مميز بين الشركات المنافسة الأخرى في تصنيع صبغات و الألوان. كيميائيون ومخترعون أشار المؤرخ الاقتصادي وخبير شركة باير فيرنر بلومبة من جامعة فرانكفورت إلى أن:" قانون براءة الاختراع و الذي صدر بعد فترة قصيرة في ألمانيا، ساهم في تحسين وضع الكيميائيين، إذ أن صدور براءة الاختراع يرتبط بإثبات حداثة الاختراع والطريقة العلمية المتبعة في استقصائه. لذا، كان لا بد من توظيف كيميائيين متمكنين على دراية بمجريات الأبحاث العلمية وقادرين على تعديل المعادلة في حالة ظهور منافس آخر، وفقاً لبلمبة. وتطورت الشركة مع مرور الوقت، فأصبحت تنتج إضافة إلى الصبغات الصناعية، عقارات طبية. ويعود الفضل في هذا التطور إلى التراكمات الناتجة عن تصنيع صبغات، إذ توصل الكيميائيون في هذا المعمل إلى أن بعض هذه البقايا مفيد في مكافحة بعض الأمراض أو تخفيف أعراضها. أسبرين في مدينة ليفيركوزن حتى العقار المشهور "أسبرين" تم اكتشافه بهذه الطريقة، فقد سجلت الشركة براءة اخترع هذا العقار كعلامة تجارية في السادس من مارس من عام 1899 في وحدة براءات الاختراع القيصرية. ويوضح المؤرخ الاقتصادي طبيعة الأسبرين قائلاً:" يعد الأسبرين منتج كلاسيكي استخلص من خلال التلاعب بحمض ساليسيليك المستخدم في إنتاج صبغات والألوان". عقب استحواذ شركة باير على معمل أصباغ صغير يدعى "كارل ليفيركوزين وأبناءه"، امتلكت باير معملاً جديداً في فيزهدورف الواقعة على الضفة اليمنى لنهر الراين شمال مدينة كولونيا في عام 1895، ليتحول معمل ليفيركوزن في عام 1912 رسمياً إلى المركز الرئيسي للشركة. عالمية شركة باير تعود إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى، إذ  كانت لاعباً رئيسياً على صعيد الإنتاج وشركة ذات علاقات أوروبية و عالمية في بلاد مثل البرازيل والأرجنتين والصين واليابان والولايات المتحدة. ويربو عدد القوى العاملة لديها عشرة آلاف شخص. الفصل المظلم في تاريخ الشركة فقدت شركة باير إبان الحرب العالمية الأولى استقلاليتها، إذ شكلت كبار الشركات الضالعة بالكيمياء في ليفيركوزن في عام 1925 تجمعا لشركات الأصباغ عرف بتجمع IG  وهنا يبدأ الفصل المظلم في تاريخ هذه الشركة: فعندما تسلم الناريون سلطات الحكم في ألمانيا، توجهت الشركات ذات التوجهات الكيميائية إلى الاعتماد على سياسيي النازيين طمعاً بالميزات المالية المترتبة. وقد لعبت المنتجات الكيميائية مثل المطاط الطبيعي أو البنزين الصناعي دوراً رئيسياً في مخططات هتلر، وشارك تجمع تلك الشركات في تصنيع الغاز السام زيكلون ب والذي استخدمه النازيون لقتل الملايين. كما تجاوز عدد العاملين قسراً في معمل ليفيركوزن أربعة آلاف عامل في نهاية عام 1944. " أسوء أحداث شهدتها معامل تجمع شركات الأصباغ كان بلا ريب في معسكر آوسشفتز، و الذي تأسس بناءً على رغبة النازيين"وفقاً لبومبة، إذ لم تعارض إدارة المعمل العمل القسري أو سياسة الإجبار على العمل لصالح المعمل. ويعقب بومبة على ذلك قائلاً:" يمكننا هنا ملاحظة تلاشي الحدود الأخلاقية"، إذ لم يقم أي من المسؤولين باعتراض  هذه الممارسات. وتمزقت وصال تجمع شركات الاصباغ بعد الحرب الثانية ورفعت دعاوى قضائية على مجلس الإدارة بعد محاكمات نورنبورغ.     صدمات هزت الشركة العملاقة في عام 1951 أعيد تأسيس شركة باير من جديد لإكمال قصة النجاح، كما تمكنت الشركة من استرجاع ملكية اسم الشركة في الولايات المتحدة في عام 1994، بعد أن كانت قد فقدت الشركة الاسم في الحرب العالمية الأولى. على صعيد آخر، صدمت فضيحة موت بعض مستهلكي منتج شركة باير كخافض لنسبة الكولسترول في الدم "ليبوباي" الشركة بقوة، مما دفعها للنظر في اعتزال عالم العقاقير الطبية في عام 2001. أما اليوم، فيشكل حفظ صحة المريض ورعايته العمود الأساسي في شركة باير. وبناءً على ذلك، تصنف حوالي نصف مبيعات الشركة في هذا السياق. كما نشطت الشركة في مجال حماية النباتات في سياق المبيدات الحشرية وغيرها من عمليات إنتاج وتخصيب النباتات. كما تهتم الشركة حاليا بتصنيع منتجات بلاستيكية عالية الجودة لاستخدامها في مجالات السيارات والتقنيات والعمارة. تعد شركة باير إحدى الشركات الألمانية الرائدة في مجال العقاقير الطبية والكيميائية بفضل قوتها العاملة البالغة 110.000 في شتى بقاع الأرض، إضافة لمبيعاتها التي تبلغ حوالي 40 مليار يورو. كما تصنف كإحدى أكثر الشركات الغنية تاريخياً إلى جانب ثيسنكروب وسيمنز  ودايملر وباسف.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شركة باير للأدوية قصة نجاح لا تخلو من السقطات شركة باير للأدوية قصة نجاح لا تخلو من السقطات



GMT 18:34 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

عمال شركة نولام في المغيرة التونسية يعلنون الإضراب عن العمل

GMT 20:05 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

أرامكو توقع صفقة كبرى لخطوط أنابيب الغاز بـ15.5 مليار دولار

GMT 09:31 2021 الثلاثاء ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا توقع عقود منح مع شركات تونسية بقيمة 14 مليون اليورو

GMT 08:35 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تونس ترفع عدد الشركات الناشئة إلى 607 مؤسسة في أقل من ثلاث سنوات

GMT 09:11 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة ''إيني'' الإيطالية تهدف إلى توسيع استثماراتها في تونس

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 16:44 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

اتيكيت التعامل مع الرجال الغاصبين

GMT 04:13 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

مجلس أنماء شكا البناني نظم ندوة عن العنف الأسري

GMT 16:44 2018 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

الاحتلال يقرر الافراج عن نائب أمين سر حركة فتح بشروط

GMT 10:47 2017 السبت ,28 كانون الثاني / يناير

كومباس هاوس متعة السياحة العائلية في العطلات المدرسية

GMT 08:35 2012 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

"رولز رويس جوست "" ألف ليلة وليلة " تصل إلى السعودية

GMT 06:30 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

فشل المشروعيْن الفارسي والعثماني!
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia