دافوس - كونا
حرصت دول مجموعة (بريكس) الاقتصادية هنا امام الدورة ال44 للمنتدى الاقتصادي العالمي على تثبيت موقعها في الاقتصاد العالمي كصاحبة موقع ريادي في النمو الاقتصادي العالمي.
وسعى خبراء وساسة واقتصاديون من دول المجموعة التي تضم البرازيل وروسيا والصين وجنوب افريقيا خلال ندوات طيلة ايام المنتدى الذي تواصل من 22 إلى 25 يناير الشهر الجاري إلى تثبيت حقيقة انها جزء لا يمكن تجاهله من المشهد الاقتصادي العالمي.
وتوضح مداخلات خبراء دول المجموعة ان الصين قد شرعت في مسار نمو اقتصادي أكثر استدامة بينما عززت البرازيل عمليات الإصلاح على مسارات عدة فيما تستعد لخصخصة نطاق واسع من القطاعات في حين بدت الهند واثقة من نمو ثابت للناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.
وركزت جنوب أفريقيا على وضع سياسات اقتصادية جديدة تواكب مكانتها في عالم المال والاعمال مستفيدة من خبرات سنوات الازمة المالية والاقتصادية بينما ركزت روسيا على توضيح شرح كيفية توفير بيئة عمل اقتصادي أفضل سواء للقطاعات الانتاجية او الخدمية.
وبرزت الصين في المنتدى كصاحبة اقوى معدلات نمو اقتصادي عالمية بمتوسط 30 بالمئة على مدى السنوات الثلاث الماضية ومن المتوقع ان تحافظ على هذا الزخم الاقتصادي بمسار أكثر استدامة بمعدل يتراوح بين ستة بالمئة وسبعة بالمئة حتى عام 2020. وعلى الصعيد الرسمي الصيني اكد المسؤولون ان الحكومة تركز على ثلاث أولويات بينها خفض الاقتراض من الحكومات الإقليمية وزيادة الشفافية في الأسواق وتقليل اعتماد الصين على أسواق التصدير من خلال تحفيز الطلب الداخلي.
وفي المقابل لم يخف كبار المسؤولين الصينيين مخاوفهم من التقلبات الهائلة في تدفقات رأس المال عبر عمليات التسهيل الكمي وضرورة التعامل مع المشكلات البيئية لاسيما تلك الناجمة عن التوسع في الصناعات الثقيلة.
وفي الوقت ذاته طرحت البرازيل مجموعة من الاجراءات الحكومية الرامية الى تعزيز استقطاب الاستثمارات الاجنبية طويلة الامد بقيمة 250 مليار دولار تشمل مشروعات في مجال البنية التحتية مثل السكك الحديدية والموانئ والمطارات والطرق السريعة وغيرها من القطاعات ذات الصلة.
ورغم اعتراف الهند على لسان وزير ماليتها بالانيابان تشيدامبارام بعدم استقرار معدلات النمو الاقتصادي الايجابية خلال السنوات الماضية الا ان المؤشرات الراهنة تدل على وصول النمو هذا العام الى نسبة ستة بالمئة.
وفي الوقت الذي رأى فيه الوزير الهندي ان للقطاع الخاص دورا مهما في النمو اقتصاد بلاده الا انه اعتبر ان خصخصة بعض المؤسسات التابعة للدولة لا يمكن ان تحدث بين عشية وضحاها في حين ان القطاع العام المملوك للدولة يمكن ايضا ان يثبت حضوره الاقتصادي بالقدرة على المنافسة والعمل على أسس تجارية. وفي جنوب افريقيا اكد الخبراء والمحللون امام المنتدى ان تجربة عقدين بشأن التطور الاقتصادي تتطلب الآن تعزيز مهارات القوى العاملة وتحسين البنى التحتية استعدادا للفرص المقبلة.
ومن جانبها رأت روسيا في تصريح لنائب رئيس وزرائها أركادي دفوركوفيتش امام المنتدى ان النظر البطيء الحاصل في النمو الاقتصادي في بلاده يرجع جزئيا إلى ظروف شركاء روسيا الاقتصاديين في أوروبا والصين.
الا انه اعترف في الوقت ذاته بوجود بعض القيود الداخلية كعوائق رئيسية أمام تحفيز الاستثمارات الاجنبية من بينها عدم جاذبية بيئة الأعمال والكثير من الروتين والبيروقراطية وعدم كفاية الدعم المقدم للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكنها عوامل يمكن التغلب عليها مستقبلا.
وتبدو صورة دول مجموعة (بريكس) بشكل عام هي الاكثر استقرار على المشهد الاقتصادي العالمي في حين ظهر الاقتصاد الاوروبي محاولا اعطاء انطباع بأن اقتصاد اليورو بدأ يستعيد مكانته الا انه لايزال هشا بينما سعت الولايات المتحدة لإعطاء صورة بأنها لا تزال عنصر اقتصادي موثوق به في المشهد العالمي.
وتضم مجموعة (بريكس) وهي اختصار لأسماء الدول صاحبة أسرع نمو اقتصادي بالعالم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
أرسل تعليقك