مقاتلون لبنانيون ينقلون معركتهم إلى خشبة مسرحية تجمع الأخوة الأعداء
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مقاتلون لبنانيون ينقلون معركتهم إلى خشبة مسرحية تجمع الأخوة الأعداء

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مقاتلون لبنانيون ينقلون معركتهم إلى خشبة مسرحية تجمع الأخوة الأعداء

لقطة من مسرحية "حب وحرب عالسطح- قصة طرابلسية
بيروت - أ.ف.ب

تتواجه مجموعتان من المقاتلين اللبنانيين باسلحتهم من وراء السواتر والبراميل، في مشهد لا يجري على خط القتال الذي اعتادوا عليه في مدينة طرابلس شمال لبنان، بل على خشبة مسرح في بيروت في عمل فني يرمي الى المصالحة بين الاخوة الاعداء ودفن الاحقاد الطائفية.

ويؤدي هؤلاء الشبان المشاركين في مسرحية "حب وحرب عالسطح- قصة طرابلسية" ادوارا لا تختلف عما يعيشونه في الواقع اليومي بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية، وجبل محسن ذات الغالبية العلوية، في مدينة طرابلس كبرى مدن الشمال اللبناني.

 ويعود التوتر بين المنطقتين الى سنوات الحرب اللبنانية (1975-1990)، لكن اندلاع الاحتجاجات في سوريا المجاورة ومن ثم النزاع المسلح عمق من حدة التوتر بين ابناء التبانة المتعاطفين بمعظمهم مع المعارضة السورية، وابناء جبل محسن الموالين بمعظمهم لنظام الرئيس بشار الاسد.

ولذا، شهدت المنطقة توترات سياسية سرعان ما اتخذت بعدا مذهبيا وتحولت الى جولات متعاقبة من الاشتباكات المسلحة بين اثنتين من اكثر مناطق لبنان بؤسا وتهميشا.

ومع توقف جولات القتال وتدخل الجيش اللبناني كل مرة للفصل بين المتقاتلين في ظل جهود سياسية مواكبة، لم تزل الحواجز النفسية بين الجيران المتخاصمين في ظل عدم بذل جهود جدية للمصالحة الحقيقية.

في هذه الظروف، قررت منظمة "مارش" غير الحكومية جمع عدد من شبان المنطقتين، ومنهم من شارك فعلا في القتال، في عمل مسرحي يهدف الى التقريب بين الجماعتين والسير على خطى المصالحة.

ويقول طارق هباوي (24 عاما) من باب التبانة لمراسلة وكالة فرانس برس "في البدء كنت مترددا، لم أكن استسيغ فكرة المشاركة في شيء مع شباب من جبل محسن لانهم كانوا كلهم بنظري زعران (سيئين)".

ويضيف "لكني ادركت بعد ذلك ان هناك اشخاصا جيدين في جبل محسن مثل ما هناك اشخاص جيدون في باب التبانة".

تروي المسرحية حكاية مخرج يحاول انجاز مسرحية عن شاب يدعى علي من جبل محسن يقع في حب شابة اسمها عائشة من باب التبانة.

ولاقى العرض ترحيبا واسعا من الجمهور في بيروت مقدما التحية وقوفا لفريقها فيما كان بعض الممثلين المقاتلين يكفكفون دموعهم على المسرح.

ويقول مخرج المسرحية لوسيان بورجيلي "لقد اوجد المسرح مساحة مشتركة جمعت بينهم، وجعلتهم يتكلمون ويتناقشون".

ويؤيده احمد سليمان (24 عاما) من جبل محسن قائلا "لقد اصبحنا عائلة، الحمد لله صرنا نجلس معا، ونذهب الى باب التبانة وشبابها يأتون الينا..الحمد لله".

الا ان انجاز هذا العمل لم يخل من التحديات، واولها ان شباب جبل محسن لم يقدروا على الوصول الى الاجتماع الاول للممثلين بسبب اندلاع جولة من جولات العنف، وفي الاجتماع الثاني كانت الحواجز النفسية بين المجموعتين اعمق من ان تتركهم يختلطون وينسجمون.

لكن بعد ذلك، ومع الشروع في كتابة العمل بناء على القصص التي رواها كل منهم "لاحظوا انهم متشابهون وان مشكلاتهم ومعاناتهم متشابهة، وانهم يحبون ويبكون ويحزنون بالطريقة نفسها".

يأمل طارق هباوي ان تنسحب هذه التجربة على غيره من الشباب ليدركوا قيمة المعرفة والتعارف والحوار بعيدا عن السلاح.

تنوي منظمة "مارش" حاليا فتح مقهى بين الحيين المتجاورين يديره الشباب المشاركون في المسرحية، على امل ان يشكل مساحة لنسج العلاقات بين ابناء المنطقتين واطلاق مشاريع وانشطة مشتركة تجمع شباب التبانة وجبل محسن بدل ان يجتمعوا على خط القتال.

ويشدد القيمون على المنظمة والعمل المسرحي ان دوافع القتال الحقيقية في المنطقة ليست طائفية، وانما الخطاب السياسي المشحون بالتوتر والبطالة والبؤس التي تجعل الشباب فريسة للوقوع في دائرة العنف.

وتقول ليا بارودي رئيسة جمعية مارش "ثمة من يقول ان المشكلة طائفية، ومن يقول انها صراع اقليمي، ومنهم من يقول ان المشكلة هي الاصولية"، لكن المشكلة الحقيقة "هي عدم وجود فرص عمل".

وتدعو السياسيين الى العمل على مكافحة البطالة لاخراج الشباب من دوامة العنف.

وتتهم بارودي والشباب الممثلون، السياسيين بتأجيج التوتر وتقديم العون لتشكيل مجموعات مسلحة.

ويقول طارق "أهم رسالة للسياسيين ان يكفوا عن التفرقة وتأجيج الوضع كما كانوا يفعلون".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مقاتلون لبنانيون ينقلون معركتهم إلى خشبة مسرحية تجمع الأخوة الأعداء مقاتلون لبنانيون ينقلون معركتهم إلى خشبة مسرحية تجمع الأخوة الأعداء



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia