مارسيل عرض مسرحي يضج بالشاعرية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"مارسيل" عرض مسرحي يضج بالشاعرية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "مارسيل" عرض مسرحي يضج بالشاعرية

مارسيل في العرض المسرحي
عمان - بترا

ضج العرض المسرحي "مارسيل" القادم من ارمينيا للمخرج هاكوب غازانجيان، بالشاعرية والتدفق العالي من الاحاسيس.

المسرحية التي ادت فيها الشخصية الرئيسة فيه الممثلة مريم غازانجيان، واتكأ على الغناء، بوصفها مونولوجات وبوح شفيف ببناء درامي، يتحدث عن مأساة واحزان المطربة الفرنسية ذائعة الصيت إديث بياف، على اثر فقدانها لحبيبها بطل العالم للملاكمة في الوزن المتوسط لعام 1948ذي الاصول الجزائرية مارسيل سردان على اثر تحطم طائرة.

إديث بياف اسطورة الغناء الفرنسية والتي تعد ايقونة غناء عالمية، عكست من خلاله حالة غريبة من الالم والبؤس الذين رافقا حياتها الى ان رحلت عن الدنيا عام 1963 واختارها الفرنسيون لتكون مغنية القرن، ولدت عام 1915 في باريس بحي بلفيل المعروف بأنه حي يقطنه المهاجرون بكثرة، وورثت الغناء عن والدتها ذات الأصول الجزائرية - الايطالية "أنيتا جيوفانا ماريا" والتي كانت مطربة شعبية معروفة، أما والدها "لويس - ألفونس غاسيون" فهو عارض بهلواني في الشوارع إضافة إلى أنه كان مسرحياً ومن أصول إيطالية، وتولت جدتها من والدتها "عائشة بن محمد" تربيتها بعد طلاق والديها.

العرض المسرحي الذي تم بناء لوحاته على 12 اغنية قدمت معظمها شخصية العرض "بياف" خلال مرحلة فقدانها لحبيبها الذي ترك لديها جرحاً غائراً ولوقت طويل، يستهل مشاهده بمؤثر صوتي يرافقه عزف حي وغناء باللغة الفرنسية للشخصية بملابسها السوداء، على بيانو تموضع في عمق منتصف الخشبة اقرب الى الستارة البيضاء في عمق الخشبة فيما تلك الشخصية تواجه الستارة لتنتقل منها الى وضعية في مواجهة الجمهور جلوسا على ذات مقعد البيانو في الوقت الذي تتموضع امامها في منتصف الخشبة اقرب الى العمق، منضدة مستديرة عليها اقداح وزجاجة وشمعة، في حين تموضعت على يسار الخشبة اقرب للمقدمة ساعة حائط وعلى يمينها هيكل جهاز تلفاز قديم انبعث من كليهما ضوء خافت كان يشتد في جهاز التلفزيون في بعض اللوحات بحسب ما افترض انه ناقل لاحداث بارزة تشاهدها شخصية العرض.

النص المنطوق للعرض الذي رغم عدم وصوله في احايين كثيرة للجمهور، جاء غنائيا باللغة الفرنسية من 12 اغنية وتجسدت بلوحات وظفت فيها عناصر السينوغرافيا المختلفة والمؤثرات الصوتية والاداء الحركي للممثلة لتوليف لغة موازية غير منطوقة تساهم في ايصال المضمون والاحاسيس وسياقات الاحداث للمتلقي.

وفق المخرج بتوظيف قدرات الممثلة لتحقيق اداء تمثيلي وحركي متقن رغم غياب تعبيرات الوجه التي كان بالإمكان استثمارها لتعزيز العرض حيث غالبا ما كانت الممثلة في وضعية بمواجهة الستارة البيضاء في عمق الخشبة.

وفق المخرج في توظيف عدد من عناصر السينوغرافيا لتوفير ايقونات سمعبصرية بمحمولات تتساوق مع العرض رغم ان الفاصل/ستاند، الذي كان متموضعا في اقصى الزاوية اليمنى من عمق الخشبة شكل كتلة ساكنة لم يتم توظيفه في العرض اطلاقا وهو ما يطرح التساؤل عن اذا ما كان سبب وجوده جماليا فقط وهو ما لا تقبله لغة المسرح، كما انه كان بالإمكان استبدال الساعة المتموضعة على الخشبة والتي بقيت في حالة سكون وصمت معظم مشاهد العرض باستثناء لوحة واحدة مع الشخصية حيث تقوم بتدوير عقارب الساعة بالاتجاه المعاكس وهي تنتحب عبيرا عن تمنيها عكس الزمن لإعادة حبيبها الى الحياة، وكذلك الاضاءة التي حضر فيها اللون الاحمر بقوة ، بوصفه معبرا عن الحب والعاطفة الجياشة، او معبرا عن الموت والدماء في لوحة سقوط الطائرة.

جاءت مؤثرات الصوت من صوت الطائرة ودوي سقوطها والجماهير في المؤتمرات الصحفية والاحداث التي كانت تجري في تلك المرحلة في فرنسا متسقة مع العديد من اللوحات الغنائية رغم ان حاجز اللغة وعدم توفر ترجمة للأغنيات حال لدى الكثير من الجمهور من ايجاد لغة تربط ذلك.

وفق المخرج في خلق فضاء آخر خلف الستارة البيضاء في عمق الخشبة في ختام العرض لتوفير خيال ظل لبرج ايفل على يسار الستارة والذي تصعد اليه الشخصية بعد انتقالها خلف تلك الستارة في لوحة غنائية لتعبر عن الشهرة التي وصلتها بياف التي عانقت فيها شهرة برج ايفل العالمية، وارتقائها سلالم المجد ومن ثم في بعد آخر يحمل مضمون رحيلها عن العالم بعد ان تسلقت الى علو لم تعد مرئية فيه، كما وفق في توظيف العديد من الإكسسوارات وبما تحمله من دلالات تتساوق مع الاغاني ومسيرة الحكاية ومنها قفازات الملاكمة التي تدلت من الاعلى واستخدمت بوصفها يدي الحبيب في مشهد عاطفي ثم كشفت عن وردتين جوريتين، ودوران سطح المنضدة وهي مستلقية عليها لتعبر عن حالة الدوران نتيجة انغماسها في شرب الكحول وفقدان حالة التوازن نتيجة تلك المأساة وغيرها من محمولات عبر عنها ثراء عناصر السينوغرافيا.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مارسيل عرض مسرحي يضج بالشاعرية مارسيل عرض مسرحي يضج بالشاعرية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia