دبي - وفاء السويدي
المسرح صاحب الرسالة الحضارية والفكر التنويري الذي يقود الإنسان والمجتمع إلى الواجهة العالمية، كما يعزز حضور الوطن على الخريطة الثقافية العالمية، ويؤكد جذور الحضارة وامتداداتها العريقة، ولا شك أن الدور الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للمسرح، أضاء للمسرح طريقه، من خلال الدعم اللامحدود لكل ما من شأنه الرقي بالمسرح الإماراتي، إذ يؤكد سموه دائماً أهمية المسرح ودوره في بناء الفكر والشخصية الثقافية لأفراد المجتمع، وهذا ما تعكسه المهرجانات التي تقام في الإمارات كافة، وفي الشارقة على وجه الخصوص.
وانطلاقاً من أهمية أبي الفنون في تعزيز الثقافة وإثراء الحياة الأدبية عموماً، أجرت «البيان» استطلاعاً، في سبيل معرفة آراء الجمهور حول بلوغ المسرح مستوى الاهتمام الشبابي إلى ما يستحقه من مكانة واهتمام، وبناءً عليه طرح السؤال التالي على شبكات التواصل الاجتماعي: «هل حقّق المسرح الإماراتي قفزات تطوير مهمة في السنوات الأخيرة؟».
وقد جاءت الإجابات متفقة من حيث دلالتها على افتقار الإنتاج المسرحي إلى اهتمام أكبر من المثقفين الشباب، فقد أكّد 73% من المستطلعة آراؤهم على موقع البيان الإلكتروني أنه لم يحقق قفزات تذكر، بينما رأى 27% أنه حقق تلك القفزات، وعلى مستوى صفحة البيان على موقع «فيسبوك» رأى 61% أنه لم يحقق تطورات ملحوظة، مقابل 39% قالوا بالعكس، أما صفحة البيان على «تويتر» فرأى 69% من المستطلعين أنه لم يحقق ما هو مأمول، ورأى 31% أن المسرح في تطور مستمر خلال السنوات الأخيرة.
ثنائي مسرحي
«البيان» التقت مع المؤلف طلال محمود، الذي شكل ثنائياً مسرحياً مع الفنان مروان عبدالله صالح، وقدما المسرح الإماراتي بصورة مختلفة في الفترة الأخيرة. يقول محمود: نواجه حالياً عدة تحديات واحتياجات، منها زيادة الدعم من الرعاة من الشركات والمؤسسات الخاصة، الذين تشكل رعايتهم النشاطات المسرحية عاملاً مهماً في تقدم الإنتاج وتوفير التمويل والدعم المادي والمعنوي.
ويتابع: يشكل دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي للمسرح بصمة مشرقة على مستوى أبي الفنون، بما جسده سموه بشخصه بوصفه كاتباً مؤلفاً ومثقفاً، وما قدمه للمسرح من دعم وإنتاج مسرحي يشار إليه بالبنان، وهذا ما حمَّلنا مسؤولية كبيرة على عاتقنا بوصفنا مسرحيين، لنكون على قدر ما تبذله القيادة الرشيدة من جهود لدعم العمل المسرحي والفني بشكل عام. من هنا فإننا أوجدنا جمهورنا من خلال تواصلنا الدائم معهم على شبكات التواصل الاجتماعي، دون أن نلجأ إلى الطرق التقليدية في الدعاية والإعلان، لكن دور المؤسسات والشركات الخاصة في دعم المسرح ليس بالمستوى المأمول.
تعبير جماعي
من جهته، أوضح نجيب الشامسي، المؤلف والباحث المسرحي الأسبق لمجلس إدارة مسرح رأس الخيمة، أنه على الرغم من قناعتنا اليوم بالمسرح وبرسالته المهمة، فإن المسرح رغم أنه يمثل إحدى وسائل التعبير الجماعي يبدو أنه فقد بريقه من ناحية إقبال الشباب عليه، ورغبتهم في حضور أعماله وإنتاجاته.
وأضاف: إن ترسيخ رسالة المسرح وأهميته في الإمارات ليصبح مفصلاً حقيقياً في الثقافة الوطنية في المجتمع، يعتمد على كيفية تعاطي أهل المسرح وفهمهم الدقيق لتلك الرسالة، وذلك يعتمد على فهم الكاتب المسرحي قضايا الإنسان والمجتمع، والغوص في أعماق تلك القضايا وتحليلها وتوظيف العناصر المتاحة في النص الإبداعي بما في ذلك الموروث القصصي والإبداعي بشكل يعكس عناصر ذلك الموروث على حاضر الإنسان ومستقبله.
كما أكّد الشامسي أن المسرح مطالب بتدخل حقيقي للتصدي لكل ما يهدد المجتمع في ثقافته وفكره، حتى يكون مسرحاً منتجاً وفاعلاً يرقى إلى تطلعات القيادة الرشيدة التي لا تألو جهداً في تشجيع كل عمل إبداعي يدعم المجتمع ويعزز الثقافة.
أرسل تعليقك