المشكلجي يطير إلى واشنطن بعد نجاحه في المنامة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"المشكلجي" يطير إلى واشنطن بعد نجاحه في المنامة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "المشكلجي" يطير إلى واشنطن بعد نجاحه في المنامة

المنامة ـ وكالات

لمدة ثلاث ساعات متواصلة كانت الصالة تضج بالضحك والتصفيق، فالمشاهد لم تنتزع الابتسامة من وجه الحضور فقط بل تعدت ذلك بكثير، فماذا يعني أن تضحك وتبكي في آن واحد؟ لقد تمكن الكاتب علي آل حمادة والمخرج حسين العويناتي بمشاركة طاقم العمل من تسليط الضوء على العديد من المشاكل الاجتماعية والمعيشية والاقتصادية التي يمر بها المواطن الخليجي والعربي من خلال مسرحية «المشكلجي» والتي عرضت طيلة أيام الأسبوع الاول من شهر شوال والأيام التي تلته. ربما تساءل البعض عن الفكرة التي أراد أن يوصلها كاتب فصول «المشكلجي» وعن الرسالة والهدف الأكبر الذي يبغي المخرج الوصول إليه؟ وهل تم تناول هذه القضايا والمشاكل بالصورة المطلوبة؟ آخرون قالوا ان هناك استهلاكاً وطرحاً متكرراً تناولته المسرحية في جميع فصولها وأن مدركات العمل قد تم اشباعها في أعمال سابقة، اذاً ليس هنالك طرح جديد! هكذا تم وصف العمل. أتفق بشدة مع ما قيل وأراني أميل بشكل او بآخر مع ما طرحه عدد من النقاد والزملاء وحتى الحضور، لكنني أختلف أيضاً مع من يصف العمل بأنه أقل من المستوى! الملاحظ أن الأعمال المسرحية التي تم تناولها في الثلاث سنوات المنصرمة لم تخلو من تكرار في الأفكار وطرح ذات القضايا التي يعاني منها المواطن البحريني والخليجي بشكل عام، فقضية الرواتب والاسكان والمحسوبيات والفساد والطائفية وغيرها لم تكن جديدة أو عابرة بل هي قضايا مهمة ومفصلية مازالت الشعوب تعاني منها وتقاتل من أجل اصلاحها. وأرى ان الايجابية هي أن تضرب على ذات الوتر والمشكلة وأن يعاد طرحها في كل عمل ومسلسل فلربما تجد صوتاً مسموعاً أو آذاناً صاغية من قبل المسؤولين، وما جاء به آل حمادة في سياق فصول المشاهد هو عين القضايا التي اختار ان يطرحها في قوالب كوميدية ساخرة لم تخلو من قفشات ثقيلة جسدها ممثلون من مختلف الأطياف وتناولوها بأسلوب مسرحي وفكاهي هادف لا تصنع فيه. لقد جسد ممثلو مسرحية «المشكلجي» أدوارهم المختلفة بصورة عفوية صادقة وشفافة، وطرح النص أيضاً بوجه مباشر وجريء جداً لم يخلو من سقطات هنا أو هناك، لكنهم أشاعوا حالة من الفرح والبكاء في ظل تفاقم موجات الحزن والفواجع المؤلمة التي ضربت الدول وأضاعت الأوطان في أتون المحارق السياسية. وفي ذات السياق، أجاد كاتب النص إحكام النهاية وجعل من الفكرة مبهمة نوعاً ما حتى الفصل الثاني من المسرحية، حيث ان الفصل الأول كان بمثابة مدخل عابر تمثل في حدوث مشاكل متفرقة داخل البيت الذي يسكنه رجل صاحب ثروات مليونية لا يرى إلا المال، الأخير الذي لم يعلم كيف دخلت المشاكل إلى منزله بصورة غريبة، ليكتشف أن الفتنة والتمزق الأسري والانانية كانتا أسباباً لخسرانه أمواله الطائلة ووجاهته وحتى عائلته ووطنه أيضاً! ثم ينطلق الكاتب عبر مشهده الأخير إلى ثيمة مهمة ومشكلة كبرى بدأت تنهش الأوطان وهي الطائفية، التي حولت المجتمعات والشعوب والطوائف إلى أناس لا يجيدون إلا لغة الدم والقتل والعنف، بدءاً من قضية فلسطين إلى ما يسمى بالربيع العربي حيث دفعت الأوطان ضريبة هذه الحروب والفتن التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء. على هامش العمل ومن خلف الكواليس كان لي حديث خاص ومتنوع وشيق مع مخرج العمل حسين العويناتي، حيث أكد أن ما قدم على الخشبة لم يكن عملاً كوميدياً فقط بل كان يحمل العديد من الرسائل المهمة وتسليط الضوء على مجموعة من المشاكل التي يعاني منها المواطن البحريني والخليجي بشكل خاص في قالب ساخر. وقال العويناتي ان طموح الفنانيين الخليجيين هو البدء في انتاج أعمال مسرحية خليجية تنطلق من الخشبة لتكون بذرة للاتحاد الخليجي، داعياً المسؤولين وأصحاب الشأن إلى الاهتمام بالكوادر الشبابية ورعايتها ودعهما من قبل الدولة. وأكد العويناتي في محضر حديثه إلى أن «المشكلجي» لن يقتصر عرضها على مملكة البحرين فقط وانما ستعرض على أحد المسارح في ولاية واشنطن بالولايات المتحدة الامريكية بدعم من السفارة الكويتية هناك خلال الأشهر المقبلة للطلبة والطالبات، كما ستعرض المسرحية في مهرجان الدوخلة بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية من دون العنصر النسائي. من جانب آخر صرح الفنان الكويتي وبطل المسرحية شهاب حاجية لـ «الأيام»، أن المسرحية حققت نجاحاً على الصعيد المحلي وذلك من خلال حجم العروض التي بلغت 15 عرضاً بمعدل عرضين لليوم الواحد، مشيراً إلى أن إقبال الجمهور وطلبهم بتمديد العروض كان دافعاً أيضاً لتقديم الأفضل وبذل المزيد من الجهود. وأكد حاجية أنه سيتم عرض المسرحية في واشنطن بدعم من السفارة الكويتية في نهاية العام الجاري إلى الطلبة العرب والجاليات العربية كما وستعرض المسرحية بعدد من دول الخليج، منها سلطنة عُمان، السعودية، وكذا دبي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشكلجي يطير إلى واشنطن بعد نجاحه في المنامة المشكلجي يطير إلى واشنطن بعد نجاحه في المنامة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia