روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس

موسكو ـ وكالات

في لقاء ضم عددا كبيرا من الشخصيات السياسية والدبلوماسيين الروس والعرب ، بينهم وزير الخارجية الاسبق ايغور ايفانوف وميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي وفيتالي ناؤومكين مدير معهد الاستشراق، جرى يوم 12 مارس/آذار حفل تقديم كتابين يتعلقان ببلدان العالم العربي . والكتاب الاول بعنوان" الشرق الاوسط واليقظة العربية وروسيا : ماذا بعد ؟" والثاني بعنوان " الطائفة المارونية – (التقاليد والتأريخ والسياسة)". وركز الخطباء وبينهم سفراء سابقون لروسيا في الاقطار العربية على ان ظاهرة "الربيع العربي" هي جزء من عملية تأريخية ذات أبعاد داخلية وخارجية للتحولات في المجتمع العربي، وللأسف فإن تداعياتها مؤلمة بالنسبة الى الشعوب العربية. وأعرب احد الخطباء عن قناعته بأن شعوب المنطقة قد تشهد " فتنة كبرى" أخرى تذكر بالفترات المظلمة من تأريخ شعوب المنطقة. وأكد ايغور ايفانوف على ان روسيا واجهت دوما عراقيل ودسائس تستهدف ابعاد روسيا عن المنطقة. لكن السياسة الخارجية الروسية تتوجه دوما نحو التقارب مع بلدان العالم العربي. ويعتبر كتاب " الشرق الاوسط واليقظة العربية وروسيا : ماذا بعد ؟" الذي شارك في اعداده فريق كبير من الباحثين والمستعربين المعروفين من أهم الكتب الصادرة بالروسية في الفترة الاخيرة والتي تتناول موضوع روسيا والعالم العربي. فكتب د. فيتالي ناؤمكين في مقدمة الكتاب وعنوانها " بدلا من المقدمة - دوامة اليقظة العربية " يقول ان هدف الكتاب هو استكناه مغزى الاحداث التي بدأت بصورة مفاجأة وتتواصل حتى الآن والمعروفة بتسمية " الربيع العربي". علما ان الباحثين يطرحون وجهات نظر متباينة بصدد الاحداث الثورية في بلدان العالم العربي وعلاقاتها مع روسيا . فبعد ان اجتازت الشعوب العربية فترة حركات التحرر الوطني ونالت استقلالها ، واجهت في الفترات اللاحقة حركات ثورية هدفها تعزيز العامل القومي في الستينات والسبعينيات بينما شهدت اعوام الثمانينات وبعدها انتفاضات الجياع للمطالبة بتحسين الاحوال المعيشية كما جرى في الاردن ومصر والجزائر وتونس. واليوم بدأت حركات ثورية تستخدم فيها وسائل جديدة مثل مواقع التواصل الاجتماعي والمساجد للمطالبة بتغيير الانظمة الشمولية وتكريس الديمقراطية. وظهر بشكل بارز "دور الشارع " في تغيير الانظمة ، علما ان حركات الاحتجاج هذه موجهة الآن بصورة رئيسية ليس ضد الامبريالية واسرائيل بل ضد الحكام المستبدين. ويقول السياسي المخضرم الاكاديمي يفغيني بريماكوف رئيس الوزراء الروسي الاسبق في مقالة بعنوان " نهج روسيا في الشرق الاوسط : المراحل التأريخية" ان الشرق الاوسط كان وسيبقى تأريخيا ضمن مجال مصالح روسيا الخاصة . وكانت هذه المنطقة تأريخيا بمثابة "خاصرة" روسيا ولهذا لا معنى لأستغراب بعض السياسيين الامريكيين وكذلك الروس من موقف روسيا النشيط من الاحداث الجارية في منطقة الشرق الاوسط. ويمكن القول ان اهتمام روسيا بهذه المنطقة يشبه مثلا اهتمام الولايات المتحدة بالاوضاع في امريكا اللاتاينية. طبعا ان دوافع سياسة روسيا في الشرق الاوسط تتغير مع التغيرات الجارية في المنطقة والتحولات الداخلية في روسيا نفسها . ويستعرض المؤلف مراحل تطور العلاقات الروسية – العربية خلال العهود الماضية منذ انهيار الامبراطورية العثمانية ونشوء الدول العربية المستقلة ومقاومتها للاستعمار ثم قيام دولة اسرائيل والحروب العربية – الاسرائيلية وتقديم الاتحاد السوفيتي الدعم الى دول المواجهة العربية. ويشير المؤلف الى ان موسكو دعمت حركات التحرر الوطني دائما لكنها لم تستغل الاسلاميين – كما فعلت الولايات المتحدة من أجل تحقيق اهدافها السياسية. علما ان الامريكيين دفعوا لاحقا ثمن سياستهم هذه في دعم التنظيمات الاسلامية المتطرفة مثل " القاعدة" التي انقلبت عليهم واصبحت اليوم تشكل خطرا على المصالح الأمريكية في كل مكان. وتحدث بريماكوف ايضا عن الغزو الامريكي للعراق وتدخل الناتو في ليبيا وتداعيات الاحداث في سورية التي تركت وتترك آثارا سلبية على الاوضاع المعيشية للسكان واقتصاد هذه البلدان والبنية التحتية فيها. كما أكد على ان عملية تحول المجتمعات العربية الى المسار الديمقراطي لن تكون سهلة .ولا ريب في ان "الربيع العربي" سيغير العالم العربي.وسيكون من الصعب بالنسبة الى الحكام الجدد وكذلك القدامى عدم التجاوب مع مطالب الناس الحيوية في التحرر السياسي وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية. والوضع العام في الشرق الاوسط يتطلب اكثر من أي وقت مضى توحيد جهود كافة البلدان المعنية في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ولا بد ان يكون ذلك عاملا هاما يحدد سياسة روسيا الشرقأوسطية في المرحلة الراهنة. ويتضمن الكتاب مقالات عدد من الباحثين المختصين بدراسة البلدان العربية المختلفة منها مقالة الكسندر فيلونيك " حول الربيع العربي: العمليات الاقتصادية والاجتماعية " ومقالة أ. باكلانوف " منظومة الامن في الشرق الاوسط- الفرص الضائعة" ومقالة إ.ميرسكي " "الربيع العربي بين امريكا والقاعدة " ومقالة و. بافلوف " اسباب التحالف بين الغرب والاسلام المتشدد". ويتضمن الكتاب عدة مقالات عن الاوضاع في تونس والجزائر وليبيا واليمن وسورية والاردن والعراق ولبنان والمملكة العربية السعودية والمغرب في العامين 2011 – 2012. ويشار ايضا الى موقف روسيا من احداث اليقظة العربية في عدة مقالات بقلم أ. زفياغيلسكايا حول " تعامل روسيا معه الاحداث في العالم العربي(من مثال الوضع في سورية )" وي. زينين "الربيع العربي في اجندة الاوساط العلمية الروسية " وف. بوبوف " الحوار بين الحضارات في الشرق الاوسط"وف. شوفايف " التقييم الروسي للوضع في العراق" وف. تشاموف " المأساة الليبية: رؤية دبلوماسي روسي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس روسيا واليقظة العربية في كتاب جديد للباحثين الروس



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia