366 نزهة عشق ولعنة فتاة تطارد مدرس كيمياء تصل لـالبوكر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

"366" نزهة عشق ولعنة فتاة تطارد مدرس كيمياء تصل لـ"البوكر"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "366" نزهة عشق ولعنة فتاة تطارد مدرس كيمياء تصل لـ"البوكر"

القاهرة ـ العرب اليوم

فى نزهة لأمير تاج السر وأصحابه وهو طالب فى مرحلة الثانوى، عثر بالصدفة على مجموعة من الرسائل لرجل عاشق إلى حبيبته أسماد وكانت معنونة باسم "المرحوم"، وبفضول تاج السر الذى دفعه للقراءة، انتهى به الأمر للبكاء على العاشق صاحب الرسائل، وبعد زمن قرر السودانى أمير تاج السر، أن يستعيد ما يمكن للذاكرة استعادته من هذه الرسائل، وأن يتكفل الخيال والفن بما يتبقى، فخرجت رواية "366" التى يطرق فيها هذه المرة بابًا جديدًا، إذ يرفض أن يكرر نفسه كما يفعل الكثيرون من الكتاب، فوصلت للقائمة الطويلة لجائزة البوكر. إذ عمد تاج السر لتأصيل نفسه الساخر فى الرواية وتأكيد براعته فى جمع المفارقات التى يتشكل منها لب العمل وتتفرع حياة أبطاله. "أسماء" المعشوقة التى لا تظهر طوال العمل، الفتاة التى تتحول للعنة تطارد ذاكرة مدرس الكيمياء البسيط الذى يعيش أجواء العشق المتدرجة منقادا لوهم امرأة عابرة لا يعرف عنها شيئا، رآها ذات خميس فى حفل زفاف قريبه، يكتب لها رسائل لن تصل، طالما بقيت هى مجرد طيف ملتصق بذاكرة رجل أربعينى وحيد لا يجد ما يستحق الاستمرار وسط ضجره المتصاعد، تأتى حبال العشق الموهوم لتنتشله من الاعتيادية وتغرقه فى سوداوية لا نهائية مبللة بأمل مستحيل. وتظل حبيبته بعيدة، وهو مصر على البوح اليومى عبر مذكراته لمدة عام كامل عن أدق تفاصيل حياته والتعبير بشفافية عما يؤلمه فى بيئة تحول فيها لغريب، عزل نفسه عن الآخرين إراديا، وأسس عالما افتراضيا لمعشوقة لن يتجاوز حضورها حفل زفاف ذات خميس. تتجسد صورة أسماء المحبوبة فى وعى البطل المرحوم كما يصفه السارد، ويلج عوالمه الداخلية، وتجربته الخاصة فى العشق، وتتجلى كصورة واقعية، وفنية تتفاعل جماليا مع الحدس المباشر للبطل؛ فتجسدت كنموذج تصويرى مثالى للمرأة المعشوقة. وبينما ينغمس البطل بعالم "أسماء" الشاسع الخيال، يبدأ فى التصدى لمحاولات عرقلته، وإنزاله لأرض الواقع، حيث الوظيفة الراكدة والجيران المزعجين، والأصدقاء المضطربين، والمتطرفين والقتلة، ومحدثى النعمة، وغيرهم من الأنماط التى يعج بها المجتمع وتحيط بالبطل. "366" كما كتب عنها الدكتور محمد سمير عبد السلام، هى رواية ثرية بالدلالات المعرفية، والثقافية، والاجتماعية، والجمالية حول تيمة العشق، وجذورها الممتدة فى الذاكرة الجمعية، وآثار الفن، وصورها المتشابكة، ودلالاتها المعقدة الجديدة التى تنبع من السياق الاجتماعى النسبى، دون أن تفقد ارتباطها بالطاقة الفكرية، والجمالية المولدة من أصالتها كنموذج فى الوعى، والتاريخ الحضارى، والفنى للإنسان. تؤكد أنه برغم التجسد المتكرر لنموذج العشق فى الوعي؛ فإنه يتجلى فى نسبية فريدة تنبع من الحوار الإبداعى الثقافى مع اللحظة الحضارية الراهنة، وأبنيتها الاجتماعية المؤثرة من جهة، وتداعيات النص، ومتوالياته السردية، وتشكل الصورة الجمالية لروح الشخصية فيه من جهة أخرى. يتصدى البطل لمحاولات عرقلته، ويبدع لمحبوبته تاريخا جديدا يتسق مع التفاعل الحدسى الجمالى الأول، فيسكنها فى حى البستان، ويقيم حوارية ممتدة معها حول حياته اليومية، وحضورها المستمر فى وعيه، حتى لحظات النهاية، فهو يسعى لملامسة أسماء الراقية ذات التاريخ الذى صنعه لها فى وعيه؛ ويرتد إلى بنية العشق المجازية دائما، برغم لا معقوليتها؛ ومن ثم تطل أسماء كنقطة تحول فى عالمه الداخلى، أو كهوية افتراضية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

366 نزهة عشق ولعنة فتاة تطارد مدرس كيمياء تصل لـالبوكر 366 نزهة عشق ولعنة فتاة تطارد مدرس كيمياء تصل لـالبوكر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia