طهران ـ العرب اليوم
کتاب "آخر المخیفین" الذي صدر عن مرکز وثائق ومستندات الثورة الاسلامیة یحکي قصة حیاة أخر رئیس للسافاك في عهد الشاه ویشرح الاسالیب التي إستعملها ضد المجاهدین في إیران من أجل إخماد لهیب الثورة الاسلامیة.
وذکرت العلاقات العامة لهذه المؤسسة بأن هذا الکتاب یروي السیرة الذاتیة لآخر رئیس للسافاک (جهاز امن النظام البهلوی)، ناصر مقدم. وهذه السیرة تعتبر من المواضیع المتعلقة بتاریخ الثورة الاسلامیة بلغة مبسطة تحت عنوان "معارف ومعلومات الثورة الاسلامیة للشباب".
وناصر مقدم المولود عام 1918 درس في الکلیة الحربیة وتدرج فيها کما درس الحقوق في جامعة طهران وأصبح من الضباط المشهورین الذین خدموا في جهاز الامن وعین معاوناً لحسین فردوست بهذا المجال حیث عمل في الدائرة الثالثة بجهاز الساواک المسؤولة عن الامن الداخلي. وبعد الانتفاضة الشعبیة في 5 حزیران من عام 1963 عین رئیساً لهذه الدائرة وإستمر في هذا المنصب حتی عام 1970.
وعمل ناصر مقدم علی جمع المعلومات الخاصة برجال الدین وکذلک التیارات الثوریة في الحوزات الدینیة وتقدیمها الی محمد رضا شاه حیث عین رئیساً للسافاک بعد نصیري وأصبح بذلک من أرقي ضباط السي آي أي في الشرق الاوسط والعالم. وقام خلال عمله هذا بإصطیاد المناضلین والمجاهدین في الشوارع وتم وبأوامر منه إستیراد أحدث أجهزة التعذیب الاسرائیلیة والامریکیة. بالاضافة الی عمله في جهاز الاستخبارات فقد شغل مدة في الجیش لیرتقي بعد ذلک الی درجة لواء.
کما سافر ناصر مقدم الی أمریکا ودخل دورات خاصة هناک الامر الذي أدی الی تقویة صلاته مع هذا البلد لیطور بذلک الاجهزة الاستخباراتیة في الامن والجیش معاً.
ومع إزدیاد شعلة الثورة الاسلامیة في إیران عمل محمد رضا شاه علی إیجاد بعض التغییرات الظاهریة لیحرف بذلک الرأي العام الایراني حیث قام بتعیین ناصر مقدم رئیساً للسافاک بدلاً من نعمت الله نصیري کي یعید النظام الی البلاد ولکن هذا الاجراء زاد من نقمة الشعب وإزدادت بذلک رقعة التظاهرات المعادیة لنظام الشاه الذي قام بتنفیذ الاحکام العرفیة في طهران وعشرة مدن أخری.
ولم تثمر محاولات ناصر مقدم علی إخماد لهیب الثورة الاسلامیة کما لم تثمر جهوده لتشکیل حکومة معتدلة لإرضاء الشعب الثائر حتی تمکن من إقناع شابور بختیار علی تقبل منصب رئیس الوزراء کما طلب من السی آی ای دعم ترشیح بختیار لهذا المنصب ومساعدته في هذا الامر.
وکان ناصر مقدم من الذین کانوا یمیلون الی الحل العسکري لمجابهه الثوار وإخماد نیران الثورة الاسلامیة في إیران وعندما فشلت کافة أحابیله سعی للإقتراب من الجناح المعتدل للثورة ولیوقع بذلک علی بیان حیاد الجیش عند وقوع الثورة التي أطاحت بکافة تنظیمات السافاک.
وبعد إنتصار الثورة إختفی ناصر مقدم لفترة وجیزة حتی تمکنت الاجهزة الحکومیة من إعتقاله وإحالته للمحکمة الثوریة التي أصدرت بحقه حکم الاعدام الذي نفذ به في مارس 1979.
وسعی الکاتب من وراء تألیفه لهذا الکتاب کتابة قصة تاریخیة عبر الاستعانة بالمواضیع التاریخیة والشخصیة وتألیب القارئ علی الاوضاع التي کانت سائدة آنذاک.
هذا وصدر کتاب "آخر المخیفین" بقلم حبیب الله مهرجو وذلک في 2500 نسخة وفي 112 صفحة ویباع بسعر 26 ألف تومان.
أرسل تعليقك