بعطر الياسمين الدمشقي وأنين النواعير الحموية وأصالة الحجارة السوداء بحمص اختتم مهرجان شاعرات الوطن والمقاومة الذي نظمته مديرية ثقافة حمص على مدى ثلاثة ايام والذي شاركت فيه ست عشرة شاعرة من مختلف المحافظات.
واستهلت الامسية الشاعرة مادلين اسبر بعدة قصائد عبرت من خلالها عن وحدة الشعب السوري وتفانيه واخلاصه للوطن الذي جمع تحت قبته المقدسة كل الاديان السماوية فقالت في احداها..
“سلام عليك ومنك السلام .. سلام للشهقات للقبرات .. لعطور الدم في الساحات .. سلام عليك وأنت تستحم بروح القصيدة وتزرع صوتي في مداك .. فارتدي كل مراياك ..سلام سلام”.
ومن حمص قدمت الشاعرة غادة اليوسف قصائد حماسية تمجد حب الوطن وتتغنى بخيراته وعزته التي ستبقى وسام فخر فقالت في قصيدتها هذا التراب ترابنا.. “هذا التراب ترابنا ..سالت على ذراته احلامنا ..من طينه المعجون بالدمعات .. صاغت أمنا ايامنا .. والارض هذي ارضنا ..انهارها اسفارنا ..ازهارها اخلاقنا ..انسامها انفاسنا”.
ومن حماة جاءت الشاعرة لمى الريس لتقول لحمص ان نواعيرنا لا تزال تطلق لحن الحياة عبر مياه العاصي الذي يجمع المحافظتين ويؤكد تلاحم الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب السوري وفي قصيدتها التي تهديها إلى نسور الجيش العربي السوري تهزج الشاعرة قصيدة بعنوان أغنية النصر المظفر على أعداء سورية فتقول فيها باللهجة المحكية “طير وعلي يا طيار .. لاتتلفت لاتحتار ..شعلها حمما من نار ..لنقاوم فيها الاشرار ..شبهوا نفسن بالثوار ..ثورة ظالم هد الدار”.
ومن دمشق قدمت الشاعرة ابتسام حروب قصيدتها الحوارية بعنوان العريس والتي تعيش حالة كل أم فقدت ابنها من اجل الدفاع عن الوطن ومقدساته فاستبشرت بشهادته خيرا على طريق النصر وفيها تقول “عاد العريس مكللا بدمائه..اماه لا تتألمي بالمجد جاء ..ابني قلبي قد فطرت فعد الي ..انت المنى انت الرجاء ..انا يا اخي اني هنا ..لم لا تجب من ذا يجفف دمعتي ..من ذا يعلمني الهجاء ..واذا الزمان علي جار ايا امي ..اين المنادى في النداء”.
وعن مشاركتها في المهرجان أوضحت حروب في تصريح لسانا الثقافية أن حرفها من خلال هكذا مهرجان يرتقي لتراب الوطن الذي عمد بدماء أطهر الرجال مستبشرة بأن المنابر الثقافية ستظل تنطق بالحق وستظل الباب الاوحد لتحرير كل أرض عربية من ويلات العدوان.
بدورها اكدت الشاعرة اسبر أن مشاركتها في المهرجان بمثابة بشارة فالشعراء بشارتهم هي الكلمة وشعرنا وادبنا لا يمكن فصله عن ارتباطنا الروحي بهذه الأرض وهو يبشر بفرحة النصر.
من جهتها عبرت الشاعرة رحاب رمضان احدى المشاركات في المهرجان عن املها بأن تتكرر مثل هكذا مهرجانات في مختلف المحافظات ليتم من خلالها نقل أوجاع الناس وهمومهم أما الشاعرة لمى الريس فأكدت أنه إذا لم تنطق الكلمة بالحق وتكون بمثابة الرصاصة فلا داعي للشعر أن يكون.
واعتبر الشاعر حسن سمعون صاحب الديوان السوري المفتوح والمشرف على المهرجان ان هذه الفعالية تظاهرة وطنية ثقافية تقدم فيها الوطني على الادبي بسلاح هو الكلمة لذلك فإن الشاعرات السوريات في هذه الازمة يبادرن الى احياء هكذا مهرجانات واصفا الانثى السورية بأنها السماء والغيمة والدمعة وهي الوطن والأم والاخت والابنة لكل شهيد.
أما مدير ثقافة حمص معن الابراهيم فأوضح ان مهرجان شاعرات الوطن والمقاومة هو بادرة سابقة كانت تتكرر سنويا تحت اسم شاعرات من سورية ولكن نتيجة الحرب الإرهابية والظروف التي عصفت بوطننا تم تغيير عنوان المهرجان على ضوء الحاجة الماسة لهذه الأصوات.
وأشار الابراهيم إلى أن المشاركات في المهرجان اللواتي جئن من جميع المحافظات تميزن بأصوات مختلفة وان هذا المهرجان أخذ شكلا من اشكال تكثيف النشاط لافتا إلى أن مديرية الثقافة ستطلق خلال الفترة القادمة مهرجان القصة القصيرة من أجل مواكبة الحياة الأدبية في حمص التي تتألق رغم هذه الظروف.
أرسل تعليقك