الدوحة ـ قنا
ينطلق يوم الجمعة القادم مهرجان "حلال هل قطر" السنوي الثاني والخاص بتربية الأغنام (الماعز والضان)، والذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" بهدف التعريف بالعادات والتقاليد المستمدة من مفردات الحياة القطرية في الماضي.
ويسلط المهرجان الذي يستمر حتى نهاية شهر مارس الجاري، الضوء على ترسيخ الموروث الشعبي والخليجي في نفوس الأجيال الشابة، كما يعكس رؤية عميقة لمفهوم الهوية والتراث القطري، حيث يعد "حلال هل قطر" صورة حية تجسد الفلكلور الشعبي والارث الأصيل وتعززه في نفوس الجيل الجديد ليبقوا على اتصال دائم بماضيهم.
من جانبه، كشف السيد محمد الخليفي، مدير مهرجان "حلال هل قطر" عن أن النسخة الثانية للمهرجان تضم ثلاث فعاليات رئيسية هي المزاين وعرض العزب "الحظائر" والمزاد، مشيرا إلى إطلاق مسابقة محلية خلال الفعاليات تعتمد على عرض أفضل انتاج لفصيلتي الماعز والضان، وتسعى الى ايجاد جيل جديد يهتم بهذا النوع من الموروث الشعبي ويكون أمينا على تراث الأجداد.
وأضاف مدير مهرجان "حلال هل قطر" خلال مؤتمر صحفي عقد في كتارا صباح اليوم أن النسخة الثانية للمهرجان تتمتع برؤية جديدة ومبتكرة تنبع من الثقافة القطرية الأصيلة، حيث أكد على أن الفعاليات المتنوعة لهذا العام تركز على احياء التراث المحلي لقطر والخليج، وتسعى لربط الماضي بالحاضر عبر الحفاظ على الهوية القطرية بأبعادها المختلفة.
وأكد على أهمية تنظيم هذا المهرجان الذي يعمل على إظهار الحياة التي عاشها الآباء والأجداد بكل تفاصيلها ومفرداتها عبر لوحة تراثية نابضة بالعراقة والتميز، مشيراً إلى أن الأجداد الخليجيين والعرب اهتموا منذ القدم بالحلال "الأغنام والماعز"، وما يتضمنه من فحول وشياه، حيث كانت الثروة الحيوانية تشكل احدى أبرز مراتب الغنى في المجتمعات العربية، كما أن العرب اهتموا بتربية السلالات النادرة وكانت تجارة "الحلال" بأنواعها المختلفة تمثل عصب الحياة في المجتمع القطري، كما أكد الخليفي.
وعن جوائز المهرجان، أعلن مدير "حلال هل قطر" عن تخصيص 5 جوائز في مسابقة المزاين، حيث يحصل الحائز على المركز الأول على جائزة مالية قدرها 100 ألف ريال قطري، فيما يحصل المركز الثاني على 50 ألف ريال قطري، والمركز الثالث 30 ألف ريال، والرابع 15 ألفا، وأخيرا يحصل المركز الخامس على 10 آلاف ريال.
ومن جهة أخرى، أكد السيد محمد الخليفي، مدير مهرجان "حلال هل قطر" على أن الزائر للمهرجان في حلته الجديدة سوف يتلمس الفعاليات الحية بنفسه ويتعايش مع الفقرات، وكأنه جزء من هذا الحدث، حيث سيرى بنفسه طريقة انشاء البناء القطري التقليدي والأسواق القديمة والحرف والصناعات اليدوية : "بيت السدو"، بالاضافة إلى الخيام التي تحتوي على المشغولات المحلية والتي تصنع آنيا في نفس المكان، فضلا عن تعرفه على أصول الضيافة القطرية العريقة من تقديم القهوة العربية والشاي والتمور المختلفة ومنتجات الألبان.
وقال السيد الخليفي إن اللجنة المنظمة لهذه النسخة عمدت إلى استخدام تصاميم هندسية متنوعة لموقع المهرجان تجسد أنماط العمارة القطرية المستمدة من المباني التراثية الجميلة المنسجمة مع البيئة القطرية، والتي لا يزال بعضها قائماً حتى الآن مثل بعض المباني التقليدية القديمة في منطقة الوكرة ولوسيل، مشدداً على أن "حلال هل قطر" يهدف من خلال ذلك إلى تقديم رسالة تبرز جمالية هندسة العمران الخليجي وخصوصية البناء القطري.
وأضاف في الشأن نفسه أن مباني المهرجان تسلط الضوء على طبيعة الحي الشعبي "الفريج" بتفاصيله البسيطة، التي تبنض بالذكريات وتعبق بعطر الحنين للماضي، سواء من خلال المسجد أو السوق الشعبي أو الجلسات في الحي "الدكك"، والتي تنقل مجتمعة الزائرين إلى تفاصيل الحياة الاجتماعية والعيش في أجواء جديدة وممتعة، مشيراً إلى أن هذه النسخة شملت أيضا خيمة زجاجية خاصة بالأطفال زودت بكافة وسائل الترفيه والمتعة.
بدوره، لفت السيد أحمد بن ناصر الكواري، رئيس لجنة العزب والمزاين والمزاد في مهرجان "حلال هل قطر"، إلى أن هذا الأخير فتح الباب هذا العام لأول مرة للمشاركات الخليجية والتي بلغت 52 مشاركاً، بالاضافة إلى 455 مشاركا قطريا، مشيرا إلى أن لجنة التحكيم في المسابقات تضم 6 محكمين من دولة الكويت و 3 من السعودية، فضلا عن لجنة قطرية خاصة بفرز الحلال.
وأوضح رئيس لجنة العزب والمزاين والمزاد في المهرجان خلال المؤتمر الصحفي أن مسابقة "المزاين" والتي تضم سلالات الضان السورية والضان العربية والماعز، تنقسم إلى 5 أشواط تتضمن مسابقة "أجمل فحل" و"أجمل شاة" وأجمل حمل" و"أجمل انتاج"، بالاضافة إلى مسابقة "أجمل فحل من دول مجلس التعاون الخليجي".
وأضاف أن مسابقة "المزاد" يتم فيها بيع وشراء كافة أنواع "الحلال"، حيث يبدأ المزاد يومياً ابتداءً من الجمعة الموافق 22 مارس وحتى 31 من الشهر نفسه من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وتم تحديد أيام خاصة لكل نوع من أنواع المواشي المشاركة.
وعن مسابقة العزب "الحظائر"، أوضح السيد أحمد بن ناصر الكواري، رئيس لجنة العزب والمزاين والمزاد في مهرجان "حلال هل قطر" أن هذه المسابقة تهدف إلى تعريف الجمهور بأنواع وأشكال الحظائر، وهي 30 حظيرة مشاركة هذا العام، والتي يتم فيها عرض كافة الأصناف المحلية وكذلك الخارجية التي لم تشارك في مسابقة المزاين لتعريف الجمهور بأنواع الحلال المختلفة.
ولفت إلى أن شروط مسابقات المهرجان اعتمدت على التركيز على جودة السلالات المشاركة، بحيث حجبت تلك المهجنة عن المشاركة في المهرجان، بالاضافة إلى شروط المراحل العمرية للاغنام والماعز، وألا يحمل أي منها أي عيوب خلقية أو مرض ما وأن تتمتع بصحة جيدة.
وأكد الكواري على أن مكان مهرجان "حلال هل قطر" زود بكافة التسهيلات والتجهيزات من توصيل الزوار لفعاليات المهرجان المختلفة، وكذلك توفير وسائل نقل مخصصة للمعاقين، وأماكن خاصة للدفاع المدني والأمن لضمان سلامة الجميع، بالاضافة إلى توفير عيادات خاصة بالحلال مع وجود رعاة مدربين جيدا للتعامل مع كافة الأصناف، فضلاً عن وجود فرق عناية ورش للحيوانات لضمان عدم انتقال الأمراض بينها وللسلامة العامة.
أرسل تعليقك