عاشقو القراءة يقبلون على مهرجان الكتب المستعملة
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

عاشقو القراءة يقبلون على مهرجان الكتب المستعملة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - عاشقو القراءة يقبلون على مهرجان الكتب المستعملة

مهرجان الكتب المستعملة
الرياض – العرب اليوم

في نيسان/أبريل الماضي، احتفل المغاربة في الدار البيضاء بالدورة الثامنة لمعرضهم الوطني للكتاب المستعمل، بقدرة شرائية بسيطة، دفعت العديد من شبابه للانكباب على القراءة. إلا أن الأمر بدا مختلفا في جدة، إذ استطاعت مبادرة قادتها امرأة إطلاق "معرض دائم" للكتب المستعملة يضم أكثر من 200 ألف كتاب.  حينما تدلف إلى مكتبة "الرواق" للكتب المستعملة في الخالدية شمال جدة، يتبادر إلى ذهنك تقاليد ثقافية عريقة للدول التي تولي الكتاب المستعمل اهتماما خاصا له وللمشتغلين به، صونا للذاكرة الثقافية، ودعما لانتشار القراءة بين أوساط ذوي الدخل المحدود.

"مواكب الأجر"، مبادرة أسستها وتشرف عليها عبير بنت عبدالعزيز النويصر، انطلقت منذ سنوات قليلة، بدأت بعملية إعادة تدوير بيئية للورق المهترئ، ليتحول الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك بمراحل إلى الحفاظ على الكتاب.   أرفف تضم ما يقرب من 200 ألف كتاب مستعمل، مصادرها مختلفة، منها ما تخلى عنها أصحاب الإرث بعد وفاة "ولي القراءة"، ليتوزعوا أمواله دون كتبه، ومنها كتب لم تجد لها قراء بين الأسر، ومنها ما وصلت إليهم عبر بعض مكتبات المدارس التي جددت بنيانها وعناوين كتبها، وبعضها كتب منهجية باللغتين العربية والإنجليزية، لم يعد لها مكان في خارطة التلاميذ الدراسية، رغم كلفة بعضها الهائلة.
اللافت في الأمر وأنت تستمع لأصحاب الشأن في هذه المبادرة، هو أن ريع الكتب المستعملة المباعة يذهب إلى خزينة مكتب محافظة جدة التابع لجمعية رعاية أيتام محافظة الطائف، التي تنضوي تحتها مبادرة "مواكب الأجر"، واضعة نصب عينيها السعر الرمزي للكتب التي هي دون الـ10 ريالات. وبحسب من قابلتهم "الوطن" بين ممرات المكتبة الرمزية، فإن أكثرهم يحيلون فضلها في عثورهم على ضالتهم المعرفية والأدبية التي وجدوها بين أرففها، ولم يجدوها في المكتبات الكبيرة.  مقاصد زيارات الكثير ممن تطأ أقدامهم مكتبة "الرواق" تختلف من شخص لآخر، فالأمر لم يعد محصورا في طالبي المعرفة من ذوي الدخل المحدد، على العكس تماما، فإن من يجيء إليها يعد في خانة "الأكاديميين" الذين وجدوا ما يبحثون عنه من كتب علمية بين جدران المكتبة.  

يوميا، تدخل خزينة المكتبة مئات "الكتب المستعملة" التي لم يستفد أصحابها منها، ووجدوا في المكتبة "فعل خير مزدوج"، منها دعم برامج أيتام الجمعية، وفي نفس الوقت دعم وتشجيع حب القراءة والاستطلاع للباحثين عن التأهيل الثقافي والإنساني.  

تستطيع وأنت تتحدث مع مشرفة المبادرة النويصر، أن تستخرج من بين ثنايا حديثها العديد من المعطيات الحيوية، كمحاولاتهم إيجاد حلول حقيقية لدعم القراءة، ليس فقط بين شريحة الشباب، بل بين جميع شرائح المجتمع، لذا جمهورها متنوع بامتياز، إضافة إلى معطى آخر مهم، ممثلا في إيجاد بيئة ثقافية حاضنة، كان من المفترض أن تعنى بها مؤسسات ثقافية رسمية وجدت من أجل ذلك الواجب.

في التجوال بين أركان المعرض، الذي يمكن وصفه بـ"السنوي الدائم"، تجد أنه استطاع الانتقال من مربع "الهواية إلى الاحترافية"، فرغم عدد الكتب الهائل إلا أن التنظيم والفهرسة طبقا لأعلى معايير التنصيف المعمول بها في المكتبات.  

وتشير عبير النويصر إلى أنهم استعانوا لفهرسة للكتب المستعملة، بعدد من المتطوعين المتخصصين، يحمل بعضهم درجة الأستاذية في علم المكتبات، للخروج بفهرسة تخدم الجميع.   المكتبة تنظم خلال العام معرضين لحث المجتمع على اقتناء الكتب، معرضها السابق الذي أقيم في أكتوبر الماضي تمكن من بيع أكثر من 11 ألف من الكتب المستعملة، ذهب ريعها إلى صندوق جمعية الأيتام وأسرهم، وحاليا دشنت معرضها خلال فبراير الجاري، الذي سينتهي في الـ21 منه، ويستقبل رواده يوميا من العاشرة صباحا حتى السابعة مساءً.  جميع أنواع المعارف حاضرة في مكتبة الكتب المستعملة "الفكر، الروايات، أصول الفقه، علوم الدين، التراث، التاريخ، الدراسات الأدبية، اللغات، الكتب العلمية والمنهجية".

يفتخر القائمون على مكتبة "الكتب المستعملة" من أصحاب المبادرة، بأنهم يملكون تنوعا عريضا في الكتب، من حيث اختلاف طبعاتها القديمة والجديدة، وبعيدا عن سياق ذلك، فإن إعادة إحياء الكتاب رسالة تحمل كثيرا من الدلالات الثقافية

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاشقو القراءة يقبلون على مهرجان الكتب المستعملة عاشقو القراءة يقبلون على مهرجان الكتب المستعملة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia