جدة - العرب اليوم
في أحد أزقة الحارة القديمة التي يجسدها مهرجان جدة التاريخي "كنا كدا 3" يمكث "صانع الأختام"، ومجموعة من الشباب الزائرين للمهرجان تتحلق حوله وهو يعرض أصنافا من الأختام اليدوية، محييا مهنة عُرفت منذ أكثر من 1000 عام في الجزيرة العربية، وانتشرت في الحجاز.
ويوضح الباحث في التاريخ الاجتماعي محمد عبدالسلام: يتميز صنّاع الأختام منذ القدم في حارات جدة بالحرفية، وكانت الأختام في العصور الأولى تنقش عليها رسومات مختلفة، وأشكال هندسية ونباتية وحيوانية، وأول من استخدمها سكان الشام، ثم توالت استخداماته في العصر المملوكي.
عبدالسلام أوضح أن معظم أهالي جدة كانوا يعتمدون على الأختام المصنوعة من النحاس على شكل دائري، ويكتب بها اسم الشخص عن طريق الحفر بقلم من الحديد، ففي العصور الوسطي استخدم قلم الألماس لحفر الأختام، وهناك أنواع عدة لها، منها ختم الأمراء ورجال الأعمال الذين يطلق عليهم في حارات جدة وجهاء الحارة، غير أن هذه المهنة بدأت في الاندثار منذ حقبة من الزمن مع ظهور التقنية، إلا أن المهرجان أسهم في إعادتها إلى الواجهة.
ويوضح صانع الأختام في منطقة البلد أحمد جلال ، إن المهرجان يسهم في تعريف الزوار بالمهن التاريخية، وتعدّ صناعة الأختام من أشهرها، ويتميز صاحبها بالدقة والحرص، وما يميز الأختام أنه يصعب تزويرها، لذلك كان أهالي جدة ورجال الأعمال يستخدمونها في توثيق المعاملات والأوراق الرسمية، عن طريق وضع الختم في حبر ثم لصقها على الورقة تاركة الاسم عليها.
أرسل تعليقك