طانطان ـ وام
تتواصل فعاليات الدورة العاشرة لموسم طانطان الثقافي بالمغرب - والذي يحتفي هذه السنة بدولة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف - بتقديم عروض ثقافية وتراثية وفنية جذبت آلاف الزوار من مختلف أنحاء المملكة المغربية.
وتألقت الإمارات في مشاركتها التراثية والثقافية والفنية من خلال الخيمة الإماراتية التي تزخر بالتقاليد والعادات الشعبية والتراث "الصقارة والسدو والتغرودة" جعلت الزائر يتعرف عن قرب على هذا الموروث الثقافي ويكتشف الفن الإماراتي من خلال العروض التي قدمتها فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية.
وجسدت فرقة أبوظبي للفنون الاستعراضية الثقافة الشعبية الإماراتية من خلال تقديم لوحات فنية لفنون "العياله البرية - العياله البحرية - الحربية "الرزفة" الليوا - الآهلا - المالد - الهبان - الطنبورة "النوبان" والتي تفاعل معها الجمهور المغربي.
وقدم الكرنفال الاستعراضي وسط مدينة طانطان عرضا فنيا وتراثيا أبرز القواسم التاريخية والثقافية المشتركة بين البلدين وجسد التلاحم الثقافي والفني الإماراتي ـ المغربي.
واعتبر سعادة فاضل بنيعيش السفير المغربي بإسبانيا رئيس مؤسسة "أموكار للحفاظ على موروث طانطان" أن هذا الحدث الثقافي يبزر المستوى المميز للعلاقات الإماراتية المغربية بفضل توجيهات قائدي البلدين الشقيقين صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه جلالة الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية .
وأكد حرص المملكة المغربية على توطيد أواصر التعاون الأخوي مع الإمارات العربية المتحدة وعبر عن أمله في استمرارية هذا الحضور الثقافي والفني الإماراتي ليس في موسم طانطان فحسب بل في كل الفعاليات الثقافية التي ت قام في المغرب.
وقال سعادة العصري سعيد الظاهري سفير الدولة لدى المملكة المغربية ان مشاركة الإمارات العربية المتحدة كضيف شرف في موسم طانطان الثقافي تعكس متانة وقوة العلاقات بين البلدين وتترجم الروح الأخوية الصادقة بين الشعبين الشقيقين وتؤكد عمق القواسم المشتركة الثقافية والتاريخية والفنية بين الإمارات والمغرب التي تلتقي في التقاليد والعادات .. في الصيد بالصقور وركوب الخيل والإبل وسباق الهجن والتقاء الخصائص الجغرافية والثقافية بين المجتمعات بين البلدين ..الشيء الذي يعكس القيم النبيلة للإماراتيين والمغاربة والتي تتميز بحب التسامح والحوار والتبادل الثقافي.
وأضاف ان المشاركة الإماراتية في مهرجان طانطان الثقافي تؤكد من جهة الدينامية الثقافية والفنية التي تتميز بها الإمارات ومن جهة أخرى تؤكد حرص دولة الإمارات العربية المتحدة بتوجيهات من القيادة العليا بالدولة على المضي قدما للارتقاء بمستوى التعاون المشترك وتعزيز التواصل الحضاري والثقافي بين الشعبين الشقيقين الذي تميز في السنوات الأخيرة بعدة مشاركات ثقافية وفكرية وأدبية إماراتية أهمها مشاركة الإمارات كضيف شرف في مهرجان أصيلة الثقافي عام 2010".
ويشارك السيد سعيد بن كراز المهيري مستشار القطاع الثقافي بهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في الندوة الدولية حول الموروث الثقافي اللامادي للمناطق الصحراوية وشبه الصحراويه في مهرجان طانطان من خلال ورقة علمية بعنوان "الامارات ودورها في الحفاظ على موروثها الشعبي في المحافل الدولية" التي تتناول موضوعين أساسيين الأول عناصر من التراث الإماراتي تم تسجيلها في اليونسكو .. والثاني المجالس ودورها في تعميق الولاء والانتماء.
كما يشارك الدكتور عوض علي صالح الباحث في علم الاجتماع والخبير المشارك في أعمال اللجان الدولية لليونسكو المعنية باتفاقيات التراث الثقافي المادي وغير المادي والتنوع الثقافي في الندوة بكلمة بعنوان "الحفاظ على تراث مجتمعات الصحراء من خلال برامج التنمية المستدامة..
أبوظبي نموذجا".
ويشارك الدكتور غسان الحسن المستشار الثقافي بأكاديمية الشعر وبلجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في ندوة حول الشعر بعنوان "الشعر النبطي ..هويته ومسيرته في الإمارات" حيث يتطرق للسياق التاريخي واللغوي لنشأة الشعر النبطي وظهور الاشعار العربية العامية في الحواضر وفي البوادي وبيان خصائصها ومقارنتها مع شعر العربية الفصحى.
وسيلقي الضوء على اهتمام المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" بالشعر والشعراء ومظاهر ذلك الى جانب تناول حاضر الشعر النبطي في الإمارات.
وتقام خيمة للشعر غدا بمشاركة شعراء ذائعي الصيت من الإمارات العربية المتحدة والأقاليم الجنوبية للمملكة فيما تؤكد المرأة الإماراتية حضورها النوعي في موسم طانطان الثقافي من خلال عروض للموروث التراثي والحضاري في الخيمة الإماراتية.
كما تقيم الفنانة بدور عبدالله آل علي من أبوظبي معرضا فنيا يتضمن أبرز إبداعاتها التشكيلية والفنية لقي استحسان وتقدير المشاركين والزوار وأثار إعجاب الفنانين التشكيليين المغاربة.
وقالت الفنانة بدور عبدالله آل علي في تصريح لوكالة أنباء الإمارات أنها فوجئت بالتقارب الثقافي والتراثي بين هذه المنطقة في المملكة المغربية والإمارات ..مؤكدة ان هذه الفعاليات الثقافية ت شكل محطة أساسية في مسيرتها الفنية التي أقامت خلالها معارض عبر العالم في الولايات المتحدة وسنغافورة وبريطانيا وسويسرا .
وذكرت أنه بتوجيهات القيادة الرشيدة وبدعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة تمكنت المرأة الإماراتية من تبوؤ أعلى المراتب وتحقيق ذاتها الثقافية والفنية في المجتمع الإماراتي وأضحت سفيرة عبر العالم لثقافة وإبداع وتراث وتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة.
يذكر أن موسم طانطان الثقافي صنفته منظمة اليونيسكو سنة 2005 ضمن لائحة "روائع التراث الشفوي وغير المادي للإنسانية" بغية تكريس الاحتفاء بثقافة الترحال وتجسيد مفهوم التنوع الثقافي وتعزيز قيم الانفتاح والتسامح من خلال استعراض مختلف مظاهر الحياة اليومية للإنسان الصحراوي والعمل على صيانتها وجعلها وسيلة للتنمية المستدامة للمنطقة.
أرسل تعليقك