الدوحة ـ قنا
ينطلق مهرجان "حلال هل قطر" في 22 من الشهر الجاري في نسخته الثالثة والخاص بتربية الأغنام "الماعز والضأن". ويهدف هذا المهرجان الذي تنظمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" ويستمر حتى نهاية مارس الجاري، إلى التعريف بالعادات والتقاليد المستمدة من مفردات الحياة القطرية في الماضي. وتستقبل لجنة التسجيل في "حلال هل قطر" والتي فتحت أبوابها أمس السبت، طلبات المشاركة في مختلف فعاليات المهرجان وهي المزاين والعزب والمزاد حتى العاشر من مارس الجاري في موقع المهرجان بكتارا. من جانبه، قال السيد محمد الخليفي رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان حلال هل قطر الثالث ان هذا المهرجان يبرز خصوصية الإنسان القطري في ثقافة تعايشه مع البيئة وما درج عليه آباؤنا وأجدادنا في قدرتهم على التكيف في البيئة التي نعيش عليها ومدى تقديرهم لقيمة الثروة الحيوانية وما يتعلق بها من نشاطات ومستلزمات التي تعتبر من ملامح الحياة في السابق والحاضر والمستقبل. وأضاف الخليفي أن النسخة الثالثة لمهرجان حلال هل قطر تتمتع برؤية تنسجم مع رؤية قطر الوطنية 2030 والتي تدعو إلى الاهتمام بالموروث الشعبي كإحدى الركائز في الحفاظ على الهوية القطرية بأبعادها المختلفة والتي تنبع من الثقافة القطرية الأصيلة، مؤكدا أن الفعاليات المتنوعة لهذا العام تركز على إحياء التراث المحلي لقطر والخليج، وتسعى لربط الماضي بالحاضر. وأشار إلى أن المهرجان يشمل الفعاليات الرئيسية وهي المزاين والعزب "الحظائر" والمزاد، بالإضافة إلى مسابقة أفضل إنتاج لفصيلتي الماعز والضأن، ويسعى المهرجان إلى إيصال الفكر والرؤية إلى المهتمين في هذا الجانب للوصول في السنوات القليلة القادمة إلى الاكتفاء الذاتي في الثروة الحيوانية في فصيلتي الضأن والماعز وتربية النادر منها وإكثاره، وبذلك يصبح هنالك تكامل لكل الجهود لمختلف الجهات الرسمية في تعزيز رؤية قطر من قبل وزارة الزراعة والبيئة والصناعة في تشجيع المربين ودعمهم لتقليص التكلفة المادية عليهم، ليصبح المربي فاعلا في دائرة تنمية الثروة الحيوانية ورافدا للفكر التنموي. ونوه رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان إلى أن "حلال هل قطر" يهدف كذلك إلى تشجيع الحرف اليدوية والصناعة التي ترتكز على المشتقات الحيوانية، ليمثل المهرجان لوحة حية تجسد الحرف اليدوية لتصبح بمثابة مصانع تلبي حاجات الإنسان أينما وجد. وكشف الخليفي عن أنه يتم توثيق المهرجان بفكرته ورسالته التي يحملها من خلال إعداد كتاب خاص بمهرجان حلال هل قطر من خلال توثيق السلالات وتقدير قدامى المربين بالإضافة إلى إصدار طابع بريدي خاص بحلال هل قطر مضافا إلى الطوابع البريدية التي تصدرها مؤسسة البريد في دولة قطر كذلك إضافة نشاط جديد بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي وزيادة المشاركة الخليجية في هذا الموسم. وأضاف أن تنظيم فعاليات المهرجان والذي يعمل على إظهار الحياة التي عاشها الآباء والأجداد بكل تفاصيلها ومفرداتها عبر لوحة تراثية نابضة بالعراقة والتميز، تأتي منسجمة مع أهداف منظمة اليونسكو التي تسعى إلى منهجة التراث ليصبح مادة تثقيفية صالحة للتدريس، إذ أن هوية الإنسان نابعة من تراثه عبر أجيال مختلفة. ولفت السيد محمد الخليفي إلى أن الأجداد الخليجيين والعرب اهتموا منذ القدم بالحلال "الأغنام والماعز"، وما يتضمنه من فحول وشياه، حيث كانت الثروة الحيوانية تشكل إحدى أبرز مراتب الغنى في المجتمعات العربية، كما أن العرب اهتموا بتربية السلالات النادرة وكانت تجارة "الحلال" بأنواعها المختلفة تمثل عصب الحياة في المجتمع القطري، معبرا عن تقديره لكل المهتمين والقائمين على إظهار الصور الجميلة للتراث القطري وإبرازه بأجمل حلله مثل مهرجان الصقور والقلايل والمحامل والهجن والخيل وغيرها من المهرجانات التي تسعى إلى تأصيل الموروث القطري القديم.
أرسل تعليقك