باتنة - واج
انطلقت مساء الثلاثاء بالمسرح الجهوي بباتنة في أجواء بهيجة طبعتها الأهازيج والرقصات الفلكلورية وطلقات البارود فعاليات المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي في طبعته الخامسة .
وتميز حفل افتتاح التظاهرة لسنة 2013 عن سابقاتها بلوحات شعرية حملت في طياتها الزخم الثقافي الذي تزخر به الجزائر لاسيما مناطق الأوراس والقبائل والصحراء من خلال قراءات شعرية بالأمازيغية تغنت تارة بحب الوطن وتارة أخرى بتاريخه العريق.
وظهر الشعراء الذين تعاقبوا على ركح المسرح الجهوي في هذه الليلة المميزة بألبسة تقليدية تروي عراقة كل منطقة ليتحول حفل الافتتاح إلى عرض بهيج تزاوجت فيه اللهجات الشاوية بالقبائلية والترقية والمزابية في تناسق كبير جسد ثراء الثقافة الجزائرية وتراثها العريق .
وأضح المدير الفني للمهرجان السيد سليم فروج أن "محافظة المهرجان ارتأت أن تقدم عرضا افتتاحيا مخالفا لما هو مألوف لندخل من الباب الواسع للحقبة الثانية من التاريخ الجزائري للمسرح" .
أما محافظ المهرجان السيد محمد يحياوي فأكد أن "التظاهرة التي أصبحت تستقطب من سنة لأخرى المهتمين بالمسرح الأمازيغي هي في الحقيقة وجدت من أجل ترسيخ الثقافة الأمازيغية وإحياء التراث الأمازيغي كما هي فرصة لتبادل الخبرات بين الفنانين وتطوير الفن الرابع والتأسيس لمسرح أمازيغي قائم بحد ذاته ومنبعث من عمق الثقافة والهوية الأمازيغية" .
وتوالت سهرة الافتتاح التي حضرها مثقفون ومسرحيون وجمهور عشق الفن الرابع بعاصمة الأوراس وسط أجواء حارة أذابت الصقيع الذي ميز أمسيات مدينة باتنة منذ بداية شهر ديسمبر الجاري ولم تكن حائلا أمام الجمهور الغفير والعائلات التي توالت منذ الظهيرة على ساحة "8 ماي 1945" المقابلة لمسرح باتنة الجهوي لمتابعة العروض الفلكلورية لفرق غنائية محلية أبدعت في الأغاني التراثية على وقع القصبة والبندير .
ولم تحد محافظة المهرجان عن طبعاتها السابقة فيما يخص تكريم بعض الوجوه التي ساهمت في إثراء ساحة أب الفنون في الجزائر لاسيما في شقه الناطق بالأمازيغية وكان المكرمون في هذه الدورة كل من العربي بولبينة وهو كاتب مسرحي شاب من باتنة تحصل على العديد من الجوائز داخل وخارج الوطن ولخضر أرعون إطار سامي في مديرية الثقافة ببجاية وناشط بالحركة الثقافية الأمازيغية الى جانب عزوز عبد القادر وهومخرج مسرحي ومهتم بالثقافة الترقية .
واستمتع عشاق الفن الرابع في هذه السهرة التي استقطبت جمهورا غفيرا من متتبعي المسرح بعرض "أسدال أنواول" أو "جلاد الكلمة" الذي أخرجه لمسرح باتنة الجهوي بوزيد شوقي ويدخل منافسة المهرجان.
وزاد من خصوصية التظاهرة في طبعتها الخامسة تلك الأجواء المميزة التي أحاطت بمبنى مسرح باتنة الجهوي وفي مقدمتها تنصيب الخشبة المتنقلة التي تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني وأيضا خيمة صحراوية كبيرة في هذه الساحة بغرض احتضان نشاطات موازية للعروض المسرحية المبرمجة في التظاهرة لاستقطاب تلك الجموع الغفيرة التي عادة ما تضيق بها قاعة عروض مسرح باتنة في مثل هذه المناسبات .
ويشارك في هذه الطبعة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي 18 فرقة من 11 ولاية هي باتنة وغرداية وتيزي وزو وأدرار ووهران وبجاية والعاصمة وأم البواقي وعنابة وتمنراست وورقلة من بينها 5 مسارح جهوية علما وأن 5 جمعيات وتعاونيات ستقدم عروضها خارج المنافسة .
وسيتم حسب محافظة المهرجان تقديم العروض المسرحية المبرمجة في التظاهرة في خمس مدن كبرى بالولاية هي المعذر وسريانة وعين ياقوت ونقاوس وتازولت .
وينتظر أن ينظم على هامش العروض المسرحية ورشتان تكوينيتان لفائدة محبي المسرح الأولى حول "فن التمثيل" والثانية حول "الإلقاء المسرحي" بالإضافة الى ملتقى بعنوان "الأنتربولوجيا والمسرح" بمشاركة دكاترة من جامعات كل من سطيف وباتنة وبرج بوعريريج والمسيلة وسكيكدة ووهران والجزائر العاصمة .
أرسل تعليقك