دمشق-سانا
افتتاحية كبيرة لمهرجان أفلام حديثة في جزئها الأول كان هذا العام مع فيلم “فندق بودابست الكبير” للمخرج الأمريكي /وز أندرسون/ وذلك مساء أمس في مسرح الدراما بدار الأوبرا السورية حيث حفل العرض الافتتاحي لهذه التظاهرة السينمائية بحضور لافت لعشاق الفن السابع لكون الفيلم لمخرج له بصمته الخاصة في صياغة الكادر والتناسق اللوني الفريد للصورة السينمائية إضافة لابتعاد /أندرسون/ عن المتوقع في إدارة ممثليه أمام الكاميرا ضمن عوالم فنتازية متخيلة وشديدة الارتباط بعالم الأدب والفن.
الفيلم الحائز على جائزة جولدن جلوب لأفضل فيلم موسيقي كوميدي لعام 2014 وحقق فرجة سينمائية لافتة عند جمهور دار الأسد للثقافة والفنون لكونه طرح حكاية معقدة في تكوينها لكنها بسيطة في سردها فالقصة تبدو أقرب في نمطها إلى السرد من خلال أدب قروسطي أو كما في عوالم ألف ليلة وليلة إلا أن هناك حرفة عالية وذات طابع حداثي في معالجة مفاصل الفيلم وتدفق الأحداث من خلال إشارات يرسلها المخرج أندرسون في كل مشهد من مشاهد الشريط الذي يروي قصته عبر ثلاثة رواة الأولى هي الفتاة التي تقف أمام نصب تذكاري لكاتب له وزنه في أوروبا الشرقية لتفتح الفتاة كتاباً له وتقرأ بينما نجد الكاتب يدخل مباشرة في رواية حكاية زيارته لفندق بودابست الكبير وقت أفول نجمه بعد أن كان جوهرة في سلسلة الألب.
عوالم متشابكة من المؤامرات والجريمة والعنف المبرر بالضحك تبدو في فيلم / بودابست الكبير/ إذ لا يذهب مخرج الفيلم إلى تبنيها لكون أندرسون يركز على تحييد مشاعر المشاهد من خلال خلق صورة هزلية مليئة بالقسوة والسخرية في آن معاً وذلك عبر إدراك الصورة النقدية للمأساة في خضم ملهاة القتال والصراع على السلطة والمال سانده في ذلك مدير التصوير روبرت يومن عبر حرفية بالغة التأثير في تفنيد أزمنة الحكايات الثلاث في الفيلم وقدرته على التنقل بينها بشخصيات لونية متقاربة كوحدة أسلوب سينمائية ومتباعدة في تمييزها زمنياً عن بعضها البعض.
برز في الفيلم أداء كل من الممثلين المشهود لهم من مثل.. رالف فينيس أدريان برودي ويليام دافو إدوارد نورتون ماثيو أمالريك جف غولدبلوم إف.
وراي أبراهام هارفي كيتل إضافةً لأداء الفتى الصغير توني ريفولوري حيث تناغمت أدوار هؤلاء مع موسيقى /ألكسندر ديبلا/ التي سوغت سياق الفيلم الكوميدي فأعطته أبعادا مختلفة وجديدة لصياغة مادة سينمائية مشغولة وفق نفس السوق الأمريكية السوداء رغم أن المكان الهنغاري كان بطلاً مطلقاً في الفيلم عبر ثلوج الألب وغاباته وقطاراته البخارية وعمارته الباروكية الباذخة.
يذكر أن تظاهرة أفلام حديثة مستمرة يومياً حتى 31 آذار الجاري حيث تقيم هذه التظاهرة المؤسسة العامة للسينما بعد نجاح أكثر من تظاهرة من هذا النوع والإقبال الكبير الذي شهدته العام الماضي ويضم مهرجان الأفلام الحديثة أكثر من تسعين فيلما رومانسيا وعاطفيا والخيال العلمي وأفلام الرعب والتشويق وأفلام الأطفال
أرسل تعليقك