الدوحة ـ قنا
تحتضن الدوحة فعاليات النسخة الخامسة من مهرجان المسرح العربي الذي تنظمه الهيئة العربية للمسرح، وذلك في الفترة ما بين 10-15 كانون الثاني/يناير المقبل.
وتشارك في هذه الدورة تسعة عروض مسرحية من بين ستة وتسعين للمنافسة على جائزة القاسمي للمسرح، حيث تشارك كل من قطر والكويت والامارات ولبنان والعراق والمغرب والجزائر وتونس بعروض مسرحية متنوعة، فيما استبعدت العروض المسرحية المصرية من المشاركة في الدورة الخامسة من مهرجان المسرح العربي.
وقال سعادة السيد مبارك بن ناصر آل خليفة، الأمين العام لوزارة الثقافة والفنون والتراث رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، إن احتضان الدوحة لهذه النسخة، والتي تقام لأول مرة في دولة خليجية، يؤكد ثقة الهيئة العربية للمسرح وثقة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم إمارة الشارقة وراعي المهرجان في المكانة الثقافية للدوحة كعاصمة للثقافة العربية.
وأضاف رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح العربي الخامس في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن المهرجان يشهد في نسخة هذا العام مشاركة أكثر من 300 شخصية مسرحية قطرية وخليجية وعربية، ستحضر الفعاليات التي تتنوع ما بين العروض المسرحية والندوات التي تقام على هامشها، بالاضافة إلى المعارض الفنية وتكريم 16 شخصية نسائية رائدة في المجال المسرحي.
وقال، إن وزارة الثقافة والفنون والتراث تبذل كافة جهودها لانجاح المهرجان، الذي شدد على دوره في تعزيز الحركة المسرحية العربية وتبادل الخبرات في هذا المجال، مشيرا إلى أن العروض المسرحية ستقام على خشبة العديد من مسارح الدولة، كمسرح قطر الوطني ومسرح كتارا ومسرح الريان.
وعن مشاركة دولة قطر، الجهة المضيفة في فعاليات المهرجان، لفت سعادة السيد مبارك بن ناصر آل خليفة إلى أن قطر تشارك بمسرحية "العرض الأخير" من اخراج وبطوله الفنان فالح فايز، منوهاً بأن سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث رأى ضرورة مشاركة مسرحيات أخرى غير "البوشية" التي حصدت العديد من الجوائز في المهرجانات المسرحية الخليجية والعربية، وذلك لاتاحة الفرصة للابداعات القطرية الأخرى وتوسيع دائرة المشاركة.
وأضاف، أن وزارة الثقافة ستقوم كذلك على هامش فعاليات مهرجان المسرح العربي بطباعة العديد من الكتب التي تتناول المسرح القطري، بالإضافة إلى تقديم الفنان المسرحي القطري جاسم الأنصاري لدراسة عن بعض الأعمال المسرحية القطرية، فضلاً عن تنظيم معرض خاص يضم صورا للفنانيين المسرحيين منذ نشأة المسرح في قطر، كنوع من تأريخ الحركة المسرحية القطرية.
من جانبه، قال الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، الجهة المنظمة لمهرجان المسرح العربي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن اللجنة اختارت المسرحيات التي ستشارك وتتنافس على الجائزة وهي المسرحيات، المغربية "تمارين في التسامح" والجزائرية "امرأة من ورق" والتونسية "انفلات" واللبنانيتان "ياما كان" و"الديكتاتور"، بالاضافة إلى المسرحية العراقية "باسبورت" والكويتية "مندلي" والإماراتية "صهيل الطين"، فضلاً عن العرض الذي اختارته قطر ليمثلها بصفتها الدولة المضيفة لهذه الدورة وهي مسرحية "العرض الأخير".
وأوضح الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله أن لجنة تحكيم المرحلة النهائية ستختار المسرحية الفائزة والتي ستنال التكريم في افتتاح أيام الشارقة المسرحية لعام 2013، إضافة إلى جائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي التي تبلغ قيمتها المادية 100 ألف درهم.
وعن شروط وأحكام الجائزة، لفت الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إلى أنها تتمثل في أن يكون الإنتاج المسرحي عربي المنشأ والمضمون والوسائل وأن يكون ضمن إنتاجات الفترة بين مطلع أكتوبر 2011 ومطلع أكتوبر 2012 ، بالاضافة إلى أن يعكس العمل المسرحي هما من هموم الإنسان العربي، حيث يفضل أن يكون النص باللغة العربية الفصحى تأليفاً خالصاً وليس اقتباساً أو تناصاً لأعمال أخرى عربية أو غير عربية.
وأضاف، أن شروط الجائزة تتضمن كذلك أن يخدم الإنتاج المسرحي الهوية العربية وتميز المبدع العربي تجديدا وتجددا لمسرح فاعل في الحياة العربية، فضلا عن أن يتناسب الشكل مع المضمون في العمل المسرحي وأن يتحقق عامل التكامل في العرض المسرحي من الإخراج والتمثيل و الإضاءة والديكور، مشيراً إلى أنه يشترط أيضا أن يكون مخرج العمل وممثلوه وفريق الإنتاج والتقنيون فيه من البلدان العربية وأن تتوافر في العرض عناصر جذب لأوسع جمهور، وأن يلتزم العرض الفائز كذلك بالمشاركة في افتتاح مهرجان أيام الشارقة المسرحية الذي ينظم في شهر مارس المقبل بالشارقة.
ورداً على سؤال حول أسباب عدم مشاركة الأعمال المسرحية المقدمة من جمهورية مصر العربية في فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان المسرح العربي، أكد الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكتاب الإماراتي إسماعيل عبدالله لـ "قنا"، أن استبعاد المسرحيات المصرية للمشاركة هذا العام جاء لاعتمادها بالدرجة الأولى على "مسرح الميدان"، وذلك نظرا للظروف التي تشهدها الساحة المصرية، معتبرا أن هذه العروض أهملت الشروط والأحكام التي وضعتها اللجنة المنظمة للمسابقة والتي رأت أن المسرحيات المقدمة لا ترقى للمعايير المطلوبة ولكنها قد تخضع لمعايير مسابقات أخرى، مشيداً في الوقت نفسه بمستوى هذه العروض "الجيد" وبمكانة المسرح المصري الذي يعتبر من أقدم المسارح العالمية و الرائدة في هذا المجال.
وأضاف، "إن مصر حاضرة بقوة في فعاليات هذا العام من خلال مشاركة فنانيها بندواتهم الفكرية واشرافهم على الورش الفنية، إلا أن جديد المهرجان هذا العام هو المكرمة التي أطلقها سمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والرئيس الأعلى للهيئة العربية للمسرح لأفضل عمل مسرحي عربي وقيمتها 100 ألف درهم، لذلك فقد أصبحت المعايير والشروط مختلفة للمشاركة في هذا المهرجان، ولم تقدم مصر هذا العام عملاً مسرحياً تنطبق عليه شروط المسابقة".
ولفت في السياق نفسه إلى أن اللجنة المنظمة للمهرجان استبعدت عدداً من العروض المسرحية المقدمة من بعض الدول العربية لنفس السبب وهو عدم توافقها مع شروط المسابقة، وذكر منها على سبيل المثال الأردن التي تم استبعاد 13 عملا مسرحيا مقدما من جهتها للسبب نفسه.
وقال الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح في تصريحه لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن اللجنة المنظمة لمهرجان المسرح العربي هذا العام تلقت العديد من الأعمال تجاوزت 96 مسرحية من مختلف الدول العربية تنطبق عليها الشروط، إلا أن العروض المسرحية التي قدمت ولا تنطبق عليها الشروط تجاوزت هذا الرقم بكثير، مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة اختارت 9 منها فقط، حيث يوجد لجنة خاصة بالهيئة العربية للمسرح والتي تتابع الانتاج المسرحي العربي في كل دولة عربية على مدار العام، ثم تعمل على اختيار المسرحيات المتميزة منها للمشاركة في المهرجان السنوي لها.
وأشار إلى أن المهرجان يكرم كل عام في الدولة التي يقام فيها شخصية مسرحية أثرت في الحراك المسرحي من كل دولة عربية، لافتاً إلى أنه هذا العام سيكرم المهرجان من دولة قطر الناقد المسرحي دكتور حسن رشيد.
وكشف الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أن النسخة الخامسة لمهرجان المسرح العربي الذي تستضيفه الدوحة في العاشر من يناير المقبل، تشهد هذا العام لأول مرة تكريم سيدات المسرح العربي، حيث ستكرم 16 سخصية نسائية رائدة في مسيرة المسرح العربي، من بينها هدية سعيد من قطر، و فتحية العسال ونهاد صليحة من مصر، ومن الكويت سعاد عبدالله ومريم الصالح، ومن عمان أمينة عبد الرسول وأسماء أخرى.
وأعلن الأمين العام للهيئة العربية للمسرح أن هذه الأخيرة عملت خلال العام المنصرم على وضع "الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية" والتي يستم الاعلان عنها في الدوحة على هامش فعاليات مهرجان المسرح العربي الخامس، والتي تنص على انشاء خارطة طريق علمية موحدة تنطلق كافة الدول العربية من خلالها لبناء مستقبل أفضل للمسرح العربي، مشدداً على ضرورة تكاتف الدول العربية مع بعضها البعض للنهوض بالمسرح العربي الذي يواجه اليوم تحديات قوية كفيلة لاندثاره على الساحة المسرحية العالمية.
ونوه بأن الهيئة العربية للمسرح تعد المنظمة العربية الوحيدة التي تجمع تحت مظلتها حصاد الإبداع المسرحي العربي كل عام في مهرجان، مؤكداً على ضرورة أن تضع الدول العربية في أولى أولوياتها النهوض بحركتها المسرحية، لما يلعبه دور المسرح في تنوير وتثقيف المتلقي العربي.
من جانبه، قال الدكتور حسن رشيد، المنسق العام لمهرجان المسرح العربي الخامس لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إنه يصاحب فعاليات المهرجان هذا العام 3 ورش مسرحية، تتناول الكتابة المسرحية وفن العرائس والأزياء المسرحية، مشدداً على أهمية هذه الورش في تعريف الجمهور ومحبي "أبو الفنون" "المسرح" بكواليسه وخصائصه.
وأكد المنسق العام للمهرجان، أن الدول العربية كافة في حاجة إلى مثل هذه المهرجانات التي تساهم بشكل كبير في اثراء الحركة المسرحية العربية التي تشهد تأخرا ملحوظا هذه الأيام، مشيداً بتاريخ احتضان الدوحة لفعاليات المهرجان في العاشر من يناير والذي يصادف كذلك احتفال الوطن العربي بيوم المسرح العربي.
ويشارك في الدورة الخامسة لمهرجان المسرح العربي هذا العام 9 عروض مسرحية وهي، "تمارين في التسامح" تأليف عبد اللطيف اللعبي، وإخراج محمود الشاهدي لفرقة "نحن نلعب" للفنون في المغرب، وعرض "امرأة من ورق" تأليف واسيني الأعرج وإخراج صوفيا لمسرح جهوي عنابة في الجزائر، وعرض "ياما كان" تأليف يارا أبو حيدر وإخراج وحيد العجمي لفرقة "مسرح البيت" في لبنان، وعرض "انفلات" تأليف وإخراج وليد الداغسني لفرقة "أسبيس للإنتاج الفني" في تونس، وعرض "الدكتاتور" تأليف عصام محفوظ وإخراج لينا أبيض لفرقة بيروت، وعرض "باسبورت" تأليف حيدر جمعة وإخراج علاء قحطان للفرقة الوطنية للتمثيل في العراق، وعرض "مندلي" تأليف جواد الأسدي وإخراج عبدالله التركماني لفرقة الجيل الواعي المسرحي في الكويت، وعرض "صهيل الطين" تأليف اسماعيل عبدالله إخراج محمد العامري لفرقة مسرح الشارقة الوطني، بالاضافة إلى العرض القطري"العرض الأخير" إخراج فالح فايز.
يشار إلى أن الهيئة العربية للمسرح ومقرها الشارقة بالإمارات العربية المتحدة، تنظم مهرجان المسرح العربي سنويا، حيث أطلق هذه الجائزة سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة للنهوض بالحركة المسرحية العربية.
أرسل تعليقك