طبعة ثانية من كتاب التاريخ السري لتحالف بريطانيا مع الأصوليين
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

طبعة ثانية من كتاب "التاريخ السري لتحالف بريطانيا مع الأصوليين"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - طبعة ثانية من كتاب "التاريخ السري لتحالف بريطانيا مع الأصوليين"

لندن ـ وكالات

أصدر المركز القومى للترجمة، الطبعة الثانية لكتاب "التاريخ السرى لتحالف بريطانيا مع الأصوليين" والذى تصدر قائمة الأكثر مبيعًا منذ صدوره، من تأليف مارك كورتيس، ومن ترجمة كمال السيد، بعد أن حققت طبعته الأولى نجاحا كبيرا بحيث تصدر الكتاب قوائم الكتب الأكثر مبيعا منذ صدوره. وصرحت مدير المركز القومى، فى بيان صادر عن المركز"تعود أهمية الكتاب إلى أنه يمكن أن يكون وثيقة دامغة فى مواجهة الادعاءات الإسلامية السلفية والإخوانية، التى تتهم القوى المدنية بأنها عميلة للغرب، فى الوقت الذى قام فيه الغرب ممثلا فى بريطانيا وأمريكا برعاية بل وتأسيس معظم الحركات الإسلامية، التى ترفع شعارات العداء له حاليا، كما ترفع أيضا شعارات حول استقلال الإرادة الوطنية، فالكتاب يعرض الدور القيادى لبريطانيا فى التأمر مع الإسلاميين ثم تحولهم إلى أداه فى يد الأمريكيين تقوم بالأعمال غير الشرعية التى يأنف الآخرون القيام بها"وبالإضافة إلى ذلك فهو يوضح الكثير من النقاط المسكوت عنها، ويعتبر هو الكتاب المثالى للقراءة فى الوقت الحالى. جدير بالذكر أن الكتاب يتكون من تسعة عشر فصلا، يستعرض من خلالها المؤلف الوثائق الرسمية البريطانية التى رفعت عنها السرية، خاصة وثائق الخارجية والمخابرات، ليفضح تآمر الحكومة البريطانية مع المتطرفين دولا وجماعات وأفراد، فى أفغانستان وإيران والعراق والبلقان وسوريا ومصر وإندونيسيا ونيجيريا وذلك لتحقيق مصالحها الاستيراتيجية والسياسية والاقتصادية، ويوضح الكتاب أن بريطانيا نبذت من استغلتهم عندما لم يعد هناك جدوى منهم مثل أسامة بن لادن والجماعات الأفغانية. الكتاب ملىء بالأمثلة على استغلال أمريكا وبريطانيا لجماعات الإسلام السياسى، وتحالفهم معها فى تنفيذ استراتيجيتهم، لكن السحر انقلب على الساحر فى كثير من الأحيان، وانقلبت جماعات الإسلام السياسى على من قام بصناعتهم، الأمر الذى أثار حروبًا بين الطرفين، وجعل كلًا من بريطانيا والولايات المتحدة أكثر حرصًا فى تعاملهما مع جماعات الإسلام السياسى، وإن ظلت لهما اليد الطولى، واستمروا فى استغلال هذه الماعات رغم صخب الأخيرة فى إعلان عدائها للغرب. والمفاجأة الكبرى هى أن الحكومات البريطانية من العمال والمحافظين على حد سواء، تواطأت عقودا طويلة مع القوى الإسلامية المتطرفة، بما فى ذلك التنظيمات الإرهابية، فقد تسترت عليها وعملت إلى جانبها، بل ودربتها أحيانا بهدف الترويج لأهداف محددة للسياسة الخارجية، وغالبا ما فعلت الحكومات ذلك فى محاولة يائسة للحفاظ على قوة بريطانيا العالمية، التى عانت من أوجه ضعف متزايدة فى مناطق أساسية من العالم. بحسب المؤلف، أنه من القوى الفاعلة التى تواطأت معها بريطانيا هى الحركات المتطرفة ومن بين أكثرها نفوذا التى تظهر طوال الكتاب جماعة الإخوان المسلمين التى تأسست فى مصر 1928 وتطورت لتصبح شبكة لها تأثيرها على النطاق العالمى. يورد الكتاب الكثير من جرائم بريطانيا فى العالم الإسلامى، ومع ذلك لم ينس إنجازات الأمريكيين الذين تفوقوا على البريطانيين فى هذا الصدد، فقد اعترفوا بأن عبد الناصر أجبرهم على مساندة نظم ظلامية ورجعية وأنهم جعلوا القومية عدوهم الأول، ونال اليساريون الجزء الأول من اهتمامهم فقد لعبوا الدور الأساسى فى ذبح أعضاء حزب توده الإيرانى فى 1953، وفى إبادة الحزب الشيوعى الإندونيسى الذى كان يضم مليونى عضو على أيدى صديقهم سوهارتو، ومن معه من المتأسلمين، كذلك فعلوا فى العراق والأردن وفى أفغانستان، الذى كان عميلهم حكمت يار فيها يسلخ جنود أعدائه اليساريين أحياء، فقد ساندوه بكل قوتهم رغم أن الكونجرس قال إنه أكثر القادة الأفغان فساد، وقد جندت مخابرات أمريكا كثيرين من قادة المتأسلمين منهم سعيد رمضان مؤسس التنظيم الدولى للإخوان الذى يقال أنهم مولوه بمبلغ 10 ملايين دولار، واجبروا الأردن على منحه جواز سفر. وورد أن أمريكا بدأت من أوائل الخمسينيات تمول الإخوان فى مصر ومساعدتهم فى سوريا وتعاونت معهم لتكوين خلايا منهم فى السعودية لمحاربة القومية العربية، وهذا قليل من أمثلة يذخر بها الكتاب. يجيب الكتاب عن أسئلة كثيرة، خاصة فى هذا التوقيت، حول كيف استعملت بريطانيا وأمريكا الإخوان المسلمين، وكيف أبرمت الصفقات مع طالبان والأصوليين، حيث كان التحالف مع هذه القوى ذو نتائج وخيمة، حيث إنه أسهم فى صعود الإسلام المتطرف وتقويض القوى العلمانية القومية الأكثر ليبرالية. فلقد شجعت هذه السياسة الحروب والعنف والإطاحة بالحكومات الشعبية عادة، ودعم القوى الأشد رجعية، وكذلك إذكاء التوترات بين الدول والانقسامات الطائفية داخلها. ومع ذلك فان هذا التآمر قد زاد خطر الإرهاب الذى يواجه بريطانيا والعالم، وهو جانب غير أخلاقى صارخ للسياسة الخارجية التى جعلت الشرق الأوسط وباقى العالم أقل أمنا. الكتاب فى نسخته الإنجليزية بعنوان secret affairs:Britain’s collusions with radical islam من تأليف مارك كورتيس وهو مؤلف وصحفى ومستشار عمل زميلا باحثا فى المعهد الملكى للشئون الدولية، تضمنت كتبه السابقة كتابين حققا أفضل المبيعات هما (شبكة الخداع العنكبوتية: دور بريطانيا فى العالم)، (معاهدة الشعب: انتهاكات بريطانيا السرية لحقوق الإنسان). المترجم كمال السيد ترجم 22 كتابا من الإنجليزية والفرنسية إلى العربية، عمل محررا بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاقتصادية وفى الأهرام اليومى وفى مركز الأهرام للترجمة والنشر الذى أصبح مديرا عاما له، له مقالات كثيرة وقدم بعض البحوث فى مؤتمرات عربية ودولية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبعة ثانية من كتاب التاريخ السري لتحالف بريطانيا مع الأصوليين طبعة ثانية من كتاب التاريخ السري لتحالف بريطانيا مع الأصوليين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia