الدوحة ـ قنا
صدر "كتاب الأمة" في عدده الرابع والخمسين بعد المائة في سلسلـة الكتب التـي تصدرها إدارة البحوث والدراسات بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية فـي دولة قطر تحت عنوان نحو قراءة نصية في بلاغة القرآن والحديث للباحث المغربي الدكتور عبدالرحمن بودرع أستاذ التعليم العالي بكلية الأداب والعلوم الانسانية جامعة عبدالملك السعدي.
وقدم للكتاب الاستاذ عمر عبيد حسنه مدير مركز البحوث والدراسات، مؤكداً في مقدمته أن سلسلة الأمة تحاول الاجابة عن سؤال النهضة والبحث عن مواطن الخلل في واقع الأمة ودراسة حركات التجديد والاصلاح وتقويم مسيرتها وبيان الأسباب المعمقة لعدم بلوغها أهدافها مشيراً إلى أن الكتاب الجديد يعالج محورا مهما في مجال الاعجاز القرآني باعتباره معجزة الأمة الفكرية والعقلية البيانية القادرة على العطاء والانتاج في كل زمان ومكان.
ويفتح الكتاب الذي يقع في نحو 190صفحة من الحجم المتوسط نوافذ ويقدم إضاءات حول إعجاز القرآن، ويعرض للوسائل والأدوات والأمثلة التي تمكّ ن من تلمس هذا الإعجاز وتذوقه، بطريقة تعليمية متميزة..
والكتاب يشكل مائدة فكرية، فيها الفقه والنحو والصرف والحديث والتفسير والبلاغة، كما أن الكتاب يمنح القارئ ما يمكّ نه من استيعاب نصوص الوحي، وتذوق إعجازها ذلك أن الجيل اليوم بعد أن ضعف كسبه اللغوي أصبح بأمسّ الحاجة لما يجسر له العودة إلى القرآن وتلمس إعجازه.
ويتناول الباحث في القسم الأول من الكتاب بلاغة النص في القرآن: مقاربة من زاوية علم لغة النص ويشرح فيه منهج لسانيات النص القرآني وتحليل الخطاب، لماذا النص القرآني والنص الحديثي بالذات، بلاغة النمص القرآني :النظم القرآني والسمت النظمي، كما يعرض لنماذج من القراءات النصية وهي القراءة التناسبية والقراءة البنائية والقراءة التساندية بالاضافة إلى مظاهر بناء النص في القرآن الكريم.
أما القسم الثاني من الكتاب فيتناول فيه بلاغة النص في الحديث النبوي: مقاربة من زاوية علم لغة النص ويشرح فيه: من مظاهر بلاغة النص الحديثي، من مقومات بلاغة النص في البيان النبوي، قيم لفظية وصوتية وأسلوبية في بلاغة النص النبوي، ويعرض لنوذج تطبيقي لتحليل بلاغة النص الحديثي.
ولعل المعادلة الصعبة المطروحة في هذا الكتاب هي الإجابة عن كيفية إعادة الصلة بالقرآن وتذوق إعجازه ليقوم بدوره المهيمن على حركة العقل وأنشطة الحياة، واختبار وسائل صلتنا بالقرآن، وإدانتها طالما أنها لم تتحقق بالنتائج المرجوة، فإذا لم يتحقق الارتقاء فلابد من تصويب أبجدية القراءة، وإعادة المراجعة لأبعاد قول الرسول الكريم: خَي رُكُم مَن تَعَلَّمَ ال قُر آنَ وَعَلَّمَهُ، ذلك أن التعلم والتعليم لا يعني الحفظ فقط، فإن الحفظ هو أولى وظائف العقل، والصغير المميز أقدر عليه من الكبير الراشد والتدبر والاذكار أعلى مراتب الرشد العقلي.
أرسل تعليقك