خليل حاوي رسائل من كيمبردج
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

خليل حاوي "رسائل من كيمبردج"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - خليل حاوي "رسائل من كيمبردج"

لندن ـ وكالات

فى رسائل بعث بها الشاعر الراحل خليل حاوى، من كيمبردج فى بريطانيا، حيث كان يدرس لنيل الدكتوراه تبدو سمات من شخصية الشاعر وأفكاره وفيها الإيمان ببلاده والمراوحة بين اليأس والأمل مع أرجحية للأمل على اليأس. وقد كتب خليل حاوى الرسائل الى تلميذته نازلى حمادة ونشرت "دار نلسن" هذه الرسائل فى كتاب جاء فى 87 صفحة متوسطة القطع وقد نشرت صور الرسائل فى الكتاب. تعود معرفة نازلى حمادة بالشاعر إلى سنة 1956 وكانت تلميذته فى الجامعة الأمريكية فى بيروت. قالت "وقد درسنى مع مجموعة من الشابات والشبان.. عرفته كأستاذ ثم أصبح صديقا عزيزا ونبيلا، فى ذلك الوقت كنت أحاول أن أكتب شعرا بسيطا فشجعنى على ذلك وأرشدنى إلى الأفضل ... واستمرت صداقتى معه حتى سنة 1970 وبعدها شغلتنى ظروف خاصة ومشاكل الحياة ثم فواجع الحرب فى لبنان فانقطعت اللقاءات. "بعد السنة الدراسية 1956 سافر إلى كيمبردج لإعداد الدكتوراه وكنت أكتب له رسائل لأطلعه على ما يجرى فى لبنان.. استمرت لقاءاتى معه بعد أن عاد من كيمبردج" وكانا يلتقيان فى بعض المقاهى وفى بيت نازلى حمادة مع الأهل والأصدقاء. تقول "خليل حاوى كما عرفته إنسان رائع بكل معنى الكلمة. مزاجى بامتياز واثق بنفسه ناقد لاذع ينفعل للخطأ ويدافع عن الحق. إنه قمة الشعور وذروة الإحساس والعطاء شعره عميق ويحتاج إلى قارئ مثقف ومطلع ليفهمه ويقدره." فى الرسالة الأولى يشدد حاوى على التزام الحق والصواب على رغم كل ما يجرى. وكانت الأحوال فى لبنان متوترة ومضطربة فى الفترة التى سبقت الاقتتال الداخلى سنة 1958 التى شهدت انقساما وحربا داخلية فى البلاد. وهنا يقول حاوى "كم كنت بحاجة إلى رسالة مثل رسالتك تدل على أن فى لبنان نفوسا طيبة كريمة تستطيع أن تعانى المأساة دون أن تثور فيها عاطفة الحقد والمرارة ودون أن تغفل فى حال الإشفاق على الضحايا عن وجه الحق والصواب وهذا ما يزيد فجيعة المأساة." ويتحدث عن إيمانه بالجيل الجديد وعن أمله بوجود قوة فى نفوس الناس تقف فى وجه المأساة والانحدار. ويقول "فأنت تعلمين وأنا أعلم أن هناك عقيدة رحبة جبارة تندفع اليوم لتحقيق ذاتها ولن يقف فى وجهها تعصب ضيق أو عنعنات إقليمية، وهناك تلك الضحايا البريئة التى تذهب كل يوم فى شوارع بيروت والتى يقضى عليها عامل الصدفة السيئة والطالع المنكود يقتل الأبرياء فى الغالب ويسلم الذين يجب أن يكونوا أول من يكون فى عداد القتلى ليسلم المسالمون ويسلم لبنان وتسلم العقيدة الجبارة منتصرة تطل ونطل بها على العالم أقوياء أعزاء جديرين بالحياة وبمكان كريم بين الأمم الحرة الكريمة." ويتحدث عن الإصلاح الداخلى وعن الحياد الإيجابى خارجيا. ويقول "ومما يعزى بعض التعزية أننا أصبحنا هنا نتحدث إلى الأجانب حديث الواثق من عظمة مصيره وهو مصير أمته التى تنتهج اليوم سياسة التقدم والإصلاح فى الداخل وسياسة الحياد الإيجابى على المسرح العالمى وربما استطاعت بذلك أن تقدم للعالم حلا واقعيا صحيحا للقضاء على التوتر بين الشرق والغرب..." الشاعر الذى انتحر سنة 1982 عند دخول الإسرائيليين إلى لبنان يردد لازمته الدائمة عن التضحية فى سبيل الأجيال القادمة فيقول "والحق إنه قد افجعنا قولك مرارا لا تعد إلى لبنان وكيف لى ألا أعود وأنى من الذين وقفوا النفس ووطنوا النية على التضحية فى سبيل الأجيال المقبلة، وقد تعجبين إذا علمت أن هناك من كان ينتظر عودتى ليصطادنى فاذهب كما ذهب جميع الأبرياء ضحية لا مجدية ضحية منسية." وكأنه يقول هنا إنه يريد أن تكون تضحيته إذا حدثت ذات وقع ودوى لا أن يموت مجانا. وتحدث عن ألمه بسبب لامبالاة الأجانب بآلام بلاده وعن الحياة بين قوم "لا تهمهم مأساتنا ولا يهمهم أن يتحدثوا عنها ومن هنا كانت المأساة فى نفسى مضاعفة معاناة المأساة والصمت عليها." وفى الرسالة الرابعة المؤرخة فى 25 فبراير شباط 1958 يتحدث عن سعيه الدائم إلى التجدد. قال "اكفروا بى وبشعرى ساعة تجدون أننى تخلفت وأن صلتكم بى قد أصبحت قيدا لكم. وغايتى أن أتجدد دائما.... بالطبع لا أعنى بذلك التصابى فأنا أعترف أنى ودعت الصبى أو بالأحرى هو الذى ودعنى وإنما تلك البراءة الحلوة التى يمكن أن يحتفظ بها الإنسان جنة صغيرة فى داخله رغم التهدم والهرم فى الخارج..." ويستشهد بقصيدة "أغانى البراءة والتجربة" للشاعر وليام بليك وفيها يقول إن الإنسان لا بد له من أن يطرد من الجنة وأن يخسر براءة الطفولة "غير أنه من الممكن أن يعود إليها إذا استعاد وصال البراءة الأولى وعندها يغدو منيعا قويا بعد أن عرف الشر وتغلب عليه. وعندها يغدو كل ما فى الإنسان طاهرا حواسه وجسده وحتى اللذات الحسية تغدو بريئة صافية لأنها قد تعرت من الشعور بالإثم والخطيئة." وأضاف "ومن هنا كان ما أعنيه بالبراءة لا يقتضى ما تقتضيه نواهى الكنيسة وزواجرها من تقشف ويبوس ونفاق وطلب مغفرة." وقال فى الرسالة الخامسة بتاريخ 6 نوفمبر 1958 "ولهذا يطغى على حنين مرعب إلى العودة. حنين إلى بيت كل ما فيه يخصنى وعلى ذوقى وإلى جيران وأصدقاء وصديقات بالمعنى الصحيح. غير إنى لست أدرى إلى إلى أحد سوف تكون الخيبة نصيبى ولا بأس فإن لى من الشجاعة والاختبار ما يجعلنى قادرا على البناء من جديد."

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليل حاوي رسائل من كيمبردج خليل حاوي رسائل من كيمبردج



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:08 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الجوزاء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 16:04 2016 الأحد ,23 تشرين الأول / أكتوبر

القثاء المرّ لعلاج السكري على الفور

GMT 03:59 2013 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

"HP" تطلق أول حاسب يعمل بنظام التشغيل "كروم"

GMT 07:24 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مبهرة من التنورة "الميدي" للمسة أناقة في الشتاء

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 11:13 2016 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

لسان عصفور بالبارميزان و الريحان

GMT 22:55 2020 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

تسريحات شعر أنيقة للمرأة العاملة

GMT 20:42 2018 الجمعة ,21 أيلول / سبتمبر

جماهير الأهلي تخلد ذكرى خالد قاضي في المدرجات

GMT 22:52 2016 الثلاثاء ,09 شباط / فبراير

البشير يقيل رئيس هيئة أركان الجيش السوداني

GMT 14:56 2021 الثلاثاء ,12 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تؤكد أن لبنان يعاني ويلفظ آخر أنفاسه بسبب كورونا

GMT 05:15 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

طريقة مبتكرة لوضع "الماسكارا" للحصول على رموش كثيفة

GMT 10:40 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

طريقة إزالة طلاء الأظافر عن المفروشات الجلد والعناية بها
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia